الإعلامي : علي السوراوي
تركة ثقيلة خلفتها الحروب الدموية التي أقدم عليه النظام البائد والقمع والاستهتار وهتك الأعراض الذي لا مثيل له ما يزال القلب العراقي يقطر دما وألما حتى يومنا هذا وتحملت المرأة العراقية مرارة العذاب والتنكيل جراء الفقر والحرمان فباتت أم ثكلى ونائحة على سواحل الحزن تردد بأبيات ( درة النائحة ) فقر ضرب بأطنابه بيتها الدافئ ودفعها شظف العيش في لوائح أثكل منها تمتهن عملية البيع والشراء لكسب لقمة العيش الكريمة.ولعل البعض منهن تجاوز عمرهن الستين رغم التقاليد العشائرية التي تلزم النساء العراقيات إلا أنها أصبحت واقع حال بسبب الوضع الاقتصادي الصعب.
الفقر مكشر بأنيابه أسرَ عوائل فقدت من كان بمثابة الخيمة لها من أب وأخ وزوج بالحروب الدموية وخلف قضبان سجون صدام وإعداماته بالجملة والإرهاب التكفيري البغيض وجرائم الاحتلال الأمريكي والقائمة لا تنتهي والحال هو... هو... ويقفن هنا في مضمار حياة قاسية لا ترحم .... يخرجن منذ ساعات الصباح الباكر وحتى غروب الشمس بدأبِ كأنهن فرسا للرهان في سباق من اجل البقاء شامخات كأشجار النخيل وعضد الصفصاف وطيبة بلدٍ لُقبَ ببلد السواد لكثرة نخيله وخيره بانتظار الفرج وانتهاء رحلة التعب والمشقة .. فسلام عليكن من بلدٍ لا مناص منه ولا مفر فأنتُنَ في عراقٍ البلاءُ فيهِ تطولُ مُدتُه والفقرُ فيهِ يدومُ مقامُه.
https://telegram.me/buratha
