قلم : سامي جواد كاظم
تراث رمضان رائع بكل صوره سواء التراث الايماني او التقاليد الشعبية فلكل حالة نكهتها الخاصة ، ومن بين ذه الموروثات موروث احتضر واعتقد انتهى في العراق فقط الا وهو مدفع الافطار .هذا المدفع الجميل الذي ياذن لنا بالافطار وفي نفس الوقت يعلن لنا الامساك اما في العيد فله عدة اطلاقات ليبتهج مع نفوس الصائمين الذي قضوا هذا الشهر الفضيل بالعبادة والتواصل والتراحم وقراءة القران .في العراق لم يحضر هذا المدفع ليمارس دوره واعتقد السبب معروف للكل فالعبوة الناسفة والسيارة المفخخة وصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون اصبحت بديلة لصوت المدفع واذا ما اريد استخدام المدفع فان صوته يمتزج مع صوت الانفجارات مما يلتبس الامر على الصائمين ويصبح دوره ارهابي اكثر مما هو ايماني .ومن ثم من يضمن ان العاملين على مدفع الافطار انه لا يمكن ان يرتشوا ويستخدمون ذخيرة حية باتجاه المواطنين الامنين الذين ينتظرون سماع صوته للإفطار واذا بقذيفة المدفع تنفجر في وسطهم فتجعلهم اشلاء متناثرة .اما الفقراء والجياع اعتقد انهم لا يبالون بالمدفع ان اطلق او لم يطلق فالحرمان يجعلهم لا ينتظرون الافطار .بقي ان نزيدكم معلومة ان مدفع الافطار هذا حسب ما ذكرت الروايات اصل الفكرة مصرية وتعود الى عام 859 هـ وكان بالذخيرة الحية والرواية تقول ان والي مصر محمد علي اشترى معدات حربية للجيش المصري ومن ضمنها مدافع وعندما اراد تجربة احدها صادف ان التجربة كانت مع وقت اذان المغرب لاول يوم من رمضان فاعتقد الناس ان هذا امر جديد استحدثه الوالي للاعلان عن الافطار وعندما لم يستخدمه في اليوم الثاني جاء اهالي البلد وعلماء الدين الى الوالي طالبين منه ان يكون صوت المدفع هو للافطار وتمت بالفعل هذه العادة ، نعم هنالك روايات اخرى عن مدفع الافطار الا انها متشابهة ومن مصر .ابو ياس احد العاملين في اذاعة بغداد زمن الطائفي عبد السلام عارف وفي احد الايام الرمضانية شاء قدره ان تعطل ساعته اليدوية وكان هو المسؤول عن اعلان اذان المغرب للافطار وكان الجو غائما مما اضطهره الحال الخروج عند باب الاذاعة لسماع صوت المدفع حتى يعلن الاذان وبالفعل سمع الصوت فاعلن الاذان وما هي الا خمسة دقائق حتى اتصل احد الموظفين مع عارف من القصر الجمهوري مستفهما من هو الـ... كذا الذي اعلن الافطار ؟!! فقال ابو ياس: تيتم ياس والله ، حيث اتضح ان صوت المدفع هو صوت انفجار اطار لشاحنة بالقرب من الاذاعة .
https://telegram.me/buratha
