جاسم السعيدي
تتسارع الأحداث العالمية باتجاه الحدث الكبير ، الكل في ترقب لما ستؤول إليها الأحداث ، والتساؤلات كثيرة كيف ، ومتى ، وأين ستقع الشرارة الأولى ومن سيكون المتسبب بها ، ألولايات المتحدة ، كوريا الشمالية ، روسيا ، اسرائيل أم إيران ،، وتبدو سياسة العض على الأصابع واضحة هذه الأيام في كثير من المناطق الساخنة ، فالمعسكر المسيحي المتصهين الذي يملك أسباب القوة والتكنولوجيا له أجندته التي يعمل على تنفيذها وتسريع وتيرتها أملا في عودة المخلص الموعود الذي سيرفعهم معه إلى السماء ويعيشون معه ألف سنة من الهناء ، وهم لهذا الغرض يدعمون اسرائيل بلا حدود أملا في بناء هيكلهم المزعوم الذي يربطون بين بناءه ونزول المسيح المخلص ، ومن جهة أخرى فإن ما تشهده الدول الصناعية من حالة ركود وأزمة اقتصادية يمكن لها ان تتجدد فجأة وتزداد بشكل يدمر اقتصادياتها وقد يلقي بضلاله على مسار الأحداث مستقبلا وقد يقود هذه الدول لأن "تنهش عظام" الدول الصغيرة حفاظا على نفسها ، وكلنا يذكر الحديث الشريف "توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها" ، و"نهش" كهذا يمكن أن يغير معالم التاريخ وتدخل الدول في صراع وجود مدمر لا ينتهي إلا بخراب الأرض وزال الحضارة،، أم أن حدثا غير مألوف سيزيل الحضارة من على وجه الأرض ، حدثا أكبر بكثير من هذه الدول وصراعاتها ،، كمرور كويكب صغير قرب الأرض يؤثر على مجالها المغناطيسي ، أو سقوط نيزك كبير من السماء يتسبب في دمار وطوفان وأمراض ، أو خطأ علمي غير مقصود يتسبب في نشر الأوبثة والأمراض بشكل يصعب السيطرة عليها ، أو كما سمعنا أخيرا عاصفة شمسية عام 2012 نتيجة نشاط شمسي تؤثر على مجال الأرض المغناطيسي وتقلب القطبية وتتسبب في توقف محطات الطاقة والاتصالات ما ينتج عنه عدم قدرة على التنقل ونفاذ السلع من السوق وعجز شبه كامل في امدادات مياه الشرب والمحصلة النهائية نهاية عصر المجتمعات وتدمير الحضارة ،،والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن هو أين نحن مما يجري ، وماذا سوف نعمل إذا وقع أي من هذه السيناريوهات ، قد يرد البعض أننا من الناجين لأن أيماننا بالمهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف" ضمان لنا بأننا المنتصرون فالله تعالى يقول في كتابه العزيز "ونريد ان نمن على اللذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين" ، ولكن إلم يقل الحديث الشريف "عن خروج المنتظر" إن بين قدامه خوف شديد ، ثم ماذا سنفعل نحن العراقيين والشيعة تحديدا عندما تذهب الحضارة ، وتصبح الشعوب طرائق قددا يقتل بعضها بعضا من أجل البقاء والنجاة ، كيف سندافع عن نفسنا ، وكيف سنقف بوجه السفياني الذي لا محالة أنه قادم إلى العراق ، إلى الكوفة والبصرة تحديدا ليقتل من محبي أهل البيت رجالهم ويسبي نسائهم ،، وماذا سنفعل إذا شاع الهرج بين الناس "والهرج لغويا كثرة القتل بين القوم انفسهم" فلا القاتل يعلم فيم يقتل ولا المقتول يعلم فيم قتل ، ربما يقول البعض لم هذا الاستعجال ، فما تتحدث عنه بعيد الوقوع ، إن لم يكن مستحيل الوقوع ، ولمثل هؤلاء نقول حديث الأمام الصادق "من يضمن لي موت فلان أضمن له خروج القائم" وفلان هو الملك عبد الله ملك السعودية الحالي ، إذن بعض ما اتحدث عنه قادم ، هذا ليس ضربا من قراءة المستقبل ولكن تحقيقا لأحاديث المعصومين ، إذن ما نحن مقبلون عليه أكبر بكثير مما نحن فيه الآن ، وكما كنا نحلم أن تتوقف حربنا مع إيران وأصبحنا أثناء فترة الحصار نترحم عليها لما شهدنا من شدة الأيام علينا ، أخشى أننا سوف نترحم على ما يحدث الآن لما سيقع علينا لاحقا ، واعود للسؤال ماذا سنفعل حينذاك ، ألا يستحق مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا منا أن نعمل ونخطط ولو الحد الأدنى ، ألا يتطلب منا ذلك تنظيم صفوفنا ، واعتمادنا على أنفسنا عسكريا واقتصاديا ، فنستصلح من الآن الأراضي ونشق القنوات ونعمر الأرض ونهيء صناعة تقليدية بسيطة احتياطا لما سيقع ونسعى لتوعية الناس وتعبئتهم ليكونوا حاضرين ، حتى إذا ما وقع المحضور نكون أولي قوة وبأس شديد ولا نكون غثاء كغثاء السيل ينزع الله من قلوب عودنا المهابة منا ويقذف في قلوبنا الوهن.جاسم السعيدي
https://telegram.me/buratha
