صفاء الربيعي
قام الشعب العراقي في عشرينيات القرن المنصرم بثورة سميت (ثورة العشرين) وشملت معظم المدن العراقية لمقاومة المحتل وسياسة ضمه للتاج البريطاني أو ما يسمى دول الكومنولث، وكذلك بسبب سوء معاملة الإنكليز للعراقيين، وتطبيق سياسة (فرق تسد) مما ادى الى انتشار الروح الوطنية والوعي القومي بينهم. وكان احد اسباب اندلاع الثورة هو قيام الحاكم الإنكليزي ليجمن في الرميثة بالقبض على الشيخ شعلان مما أدّى إلى اشعال فتيل القتال بين رجال الشيخ والقوات البريطانية ، وهكذا انتفض ابناء جلدتي وانتشرت في محافظات بغداد وكربلاء وبابل والنجف وديالى والموصل والرمادي وكركوك والسليمانية واربيل وكل محافظاتنا حيث دامت الثورة حوالي ستة شهور تكبدت خلالها القوات البريطانية خسائر بشرية كبيرة وقد كشفت الثورة عن التضامن والنضج السياسي والاستعداد العسكري بين العراقيين آنذاك على الرغم من عدم امتلاكهم اسلحة ومدافع ودبابات وطيارات متطورة ورغم هذا دمروا المدفع البريطاني وانطلقت الحناجر باهزوجة (الطوب احسن لو مكواري) وكان كل مايملكوه هو (المكوار والفالة) وعلى ماتقع ايديهم من غنائم اسلحة العدو.وكنا عندما يهل علينا شهر رمضان كان العراقيون عربا وكردا ، مسيحين ، ازيديين، تركمان ، صابئة ، الكل يسمع صوت مدفع الافطار ولن يستطيع احد ان يصم اذانه فالكل يعيش في ارض العراق والجزء يعيش في الكل ، لاغش ولا غل ، الكل ينظر الى ساعته ، قد حان موعد الافطار ، هكذا كان وسيستمر العراق ، كردي متزوج من عربية وعربي تزوج من باقي القوميات ومسلم تزوج مسيحية ومسلم عشق صابئية وتركماني تزوج عربية ، ليس مهم بل انه عراقي.واليوم وفي هذا الشهر الفضيل خشيت مثل الكثير من العراقيين على نضوح الروح الوطنية لدى البعض من ساسة العراق وهم يتصارعون ويتوعدون فيما بينهم للحصول على كرسي الحكم ، واضعين الشعب على سكة الموت من انفجارات يومية واغتيالات عشوائية ، معتقدين ان الوطنية المخلصة لاتأتي الا من خلال هذا الكرسي ، تاركين العراق لقمة سائغة وسهلة بيد دول الجوار (كومة احجار ولا هالجار) فتركيا وايران تقصفان القرى والمدن الحدودية وسوريا والسعودية تلعبان بالعراق (طوبة) والكويت يسرق النفط والارض.استحلفكم بالله هل سنفخر يوما باننا احفاد ابطال (ثورة العشرين) ، وهل نحن من كنا ننتظر الشهر الفضيل ليتزاور كل ابناء جلدتي ، ماذا سيصفكم التاريخ ؟ سنوات عجاف خيمت عليها السرقات والاختلاسات وفساد اداري وتهريب اموال واطفال ، شباب بعمر الورود انخرطو باعمال ارهابية. نتمنى ان يبقى العراق عراق الكل فلا جزء ولا اجزاء وان تتقوا الله في هذا الشهر الفضيل وكفى ايتاما وارامل وحرمان وتدمير وتهجير ، ومتى سنكون الكل واحد ؟ حينها سنغني باعلى اصواتنا (حبيبي ياعراق انته باقي واني باقي).
https://telegram.me/buratha
