المقالات

تعليقا على مقابلة الفرات الفضائية مع المشهداني


الحقوقي ولمستشار النفسي علاء التريج

في الذكرى الأولى لرحيل عزيز العراق ( رض ) بثت قناة الفرات الفضائية برامج ولقاءات مع شخصيات عديدة تحدثوا فيها عن شخصية الفقيد الغالي وكان من ضمن هذه اللقاءات لقاء مع الدكتور المشهداني الذي نكن له الاحترام , وفي هذه المقابلة الخاصة قضية أثارها أخينا الدكتور المشهداني وهي ان الإسلاميين لا يستطيعون ان يجيدوا اللعبة السياسية بقدر العلمانيين باعتبار ان الإسلامي لديه حدود معينة تفرضها الحالة الأخلاقية والدين الحنيف مما يجعلهم قاصرين عن مواجهة الأحزاب العلمانية التي وسائلها ومنهجها غير مقيد وذلك يجعل ساحتهم اوسع من ساحة الإسلاميين, وأيضا ذكر الدكتور ان الإسلاميين ليسوا بمستوى بناء دولة واستند في ذلك لعدم وجود خبر في إدارة الدولة وكما عودنا المشهداني انه صريح ويتحدث عن الذي في قلبه دون وجل او خوف وقال ( نحن تعودنا على عمل المعارضة وعمل المعارضة هو تفليش وليس بناء ونحن نعرف كيف نفلش ونهدم ولا نعرف كيف نبني ) أحببت أن أناقش هذه الأفكار او تنظير الدكتور المشهداني بطريقة فكرية وموضوعية مجردة بعيدا عن الميول والرغبات . بداية لا يوجد تعريف دقيق للعلمانية المعاصر هل هي تقابل الإسلامية وبالتالي تعني المنهج المعاكس للدين وهذا ما تعارف عليه المفكرون او الساسة في الأزمان الماضية, أم أنها تعني إتباع المنهج العلمي في الإدارة, وهذا لا يعني بالضرورة ان أصحاب هذا المنهج هم ممن لا يؤمن بالله تعالى لكنهم اتخذوا منهجا وضعيا في سياستهم يقومون هم بوضع ضوابط معينة يسيرون عليه... أي المنطقين اصح هذا ليس محل البحث .لكنه في إطار حديث الدكتور له أهمية لمعرفة الأساس الذي اعتمد عليه في توصيفه... و في الحالتين معا لا يعطي حالة حصرية في الغلبة في العمل السياسي للمنهج العلماني, نعم هناك اختلاف في مفهوم السياسية بين العلمانيين والإسلاميين , حيث عرف البعض السياسة بفن الممكن ( والممكن لا قيود فيه ) فهو على إطلاقه وهذا يعني بتعبير أخر الوصولية, والحديث طويل لا نريد الاستغراق فيه.أما الفكر الإسلامي في العمل السياسي وضع ضوابط معينة لهذه الممارسة قد يحسبها البعض أنها نقيصة أو عائق في طريق مواجهة العلمانية, في تصوري ان هذه الرؤيا قاصرة ولا يوجد فيها بعد نظر وهي على العكس من ذلك واستند في ذلك إلى مجموعة من الدلائل والمصاديق التاريخية التي تثبت ذلك.وإذا ما أخذنا على سبيل المثال المرونة والصرامة في المنهج الإسلامي, فقد جعل التعاطي في مساحات معينة يستطيع المتصدي ان يتحرك من خلالها, كما انها تستخدم في الأوقات المناسبة وثمارها يقينية تجعل الخصم يتعامل على أساس نظريتك لأنه يعلم ان لمرونتك حد معين فلا يفكر بأنه سيأخذ منك أكثر مما تسمح به ضوابطك, وأيضا في صرامة الموقف لن يجعله يغامر في حالة من التحدي باعتبارها لا تجدي نفعا بل أنها تسئ إلى علاقته مع الإسلامي دون مكاسب سياسية. أما ان العلماني يستطيع المناورة بقضايا لا تتفق والمنهج الإسلامي مما يجعله أكثر حضا للمسك بزمام الأمور, فهذا كلام مردود باعتبار ان العمل الإسلامي لا ينظر إلى نتائج آنية فقط بل يمتد في أهدافه إلى المستقبل بشكل لا يحدده زمن أو مساحة وهذا يعطيه نتائج قطعية في النجاح بعكس العلماني الذي ينظر الى المكاسب المادية المحدودةوالقضية الثانية في كلام الدكتور المشهداني حيث وصف المعارضة الإسلامية وغيرها بأنها عبارة عن ( تفليش او هدم ) هذا الكلمات أثارت استغرابي الشديد خصوصا انه صدر من شخصية تعد من الرعيل الأول على مستوى التصدي للعمل الإسلامي في العراق.ان عمل المعارضة الإسلامية كان بناء بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى حيث يبدأ العمل من الأمة وتعبئة طاقاتها وتثقيفها بهذا المنهج من اجل النهوض بها بوجه الطواغيت, هنا أود الإشارة إلى العمل الإسلامي في العراق ليكون مصداقا لما نطرحه.بدء العمل الإسلامي السياسي في القرن الماضي منذ زمن الإمام محسن الحكيم ( رض ) فكانت منطلقة من خلال تثقيف أبناء المجتمع العراقي بواسطة نشره المكتبات العامة في اغلب مدن العراق من اجل إعداد العراقيين ثقافيا وروحيا, لتليها مرحلة المواجهة لأنه رضوان الله تعالى عليه كان يعلم ان العاطفة وحدها لا يمكن ان تصمد اما الطواغيت فعمل على البناء الثقافي والروحي, ثم تلته مرحلة المواجهة مع النظام والتي تصدى لها الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر, وبعده شهيد المحراب, وحتى المرحلتين الأخيرتين لم تكن مراحل مواجهة فقط بل كان يصاحبه بناء فكري من قبل الشهيدين ( رض ) ,كما ان العمل المؤسساتي برز بشكل واضح في فترة شهيد المحراب وشقيقه عزيز العراق ( رض ) بل أكثر من ذلك ان حالة البناء في عهد الإمام الحكيم تعدت العراق على صعيد المؤسسة المرجعية لتكن المهئ الحقيقي لثورة الإمام الخميني ( رض ) من خلال تواجد أكثر من ألف وكيل لمرجعيته في إيران , فلم تكن الثورة الإسلامية في إيران لولا المقدمات التي وضعها الإمام الحكيم (رض). وحتى عند سقوط النظام كان للحالة الإسلامية الدور الأساس في بناء العراق الجديد, ولو كانت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لديهم القدر على عمل ذلك بمعزل عن الإسلاميين لما سمحت لهم بالدخول بالعملية السياسية , نعم في عقيدتي ان أمريكا مازالت تعمل بأجندة معينة من اجل إظهار الإسلاميين امام الشعب العراقي بمظهر لا يليق بهم وحاولت ان تقوي الفاشل الضعيف وتضعف الناجح القوي من اجل خلق موازنات سياسية معينة لكن ذلك مصداقا آخر على ان عمل أمريكا هذا إنما تريد هدم ما بناه الإسلاميون, ولابد ان يكون ذلك البناء من الرصانة والقوة شئ لا يستهان به , الذي جعل الولايات المتحدة وحلفائها الى يومنا هذا وبعد سبع سنين من الممانعة وعدم الوصول الى الأهداف , لا أقول أنهم لم يحققوا شئ في هذا المجال, استطاعوا وبمعونة بعض الحركات الإسلامية التي لا تمتلك بعدا استراتيجيا والتي اشك في إسلامية توجهها وإنما هي في الحقيقة أحزاب وصولية تركب أية موجة من اجل الوصول إلى أهدافها, فهي إسلامية الشكل علمانية المضمون يتلونون حسب الحاجة , فبسبب هؤلاء استطاعة الولايات المتحدة من ان تهز صورة الإسلاميين في الشارع العراقي. كلمة أخيرة أقولها للدكتور المشهداني: كيف تتصور المشهد السياسي لو ان المجلس الأعلى انسحب من العملية السياسية؟؟؟ بل كيف تتصوره لو أراد المجلس الأعلى اتخاذ منهج الهدم ( التفليش )؟ على طريقة المعارضة كما تقول؟ أو لو ان المجلس الأعلى لم يدخل منذ البدء بالعملية السياسية كيف تتصور المشهد سيكون؟ الجواب واضح ولا يحتاج الى سرد خصوصا بالنسبة للذين شاهدوا المشهد السياسي عن قرب.في الحقيقة الذي جعلني أرد على السيد المشهداني هو خطورة طرحه والذي ينسف جميع جهود الحركة الإسلامية في العراق وكذلك هناك خطر اكبر إذا ما تم اعتماده ويكمن ذلك الخطر في ان يؤسس لفكرة استخدام الوسائل القذر كما هي فكرة موسوليني ,وبعبارة أخرى ان على الحركة الإسلامية ان تستبدل كوادرها بكوادر علمانية من اجل الوصل إلى الأهداف, وهذا يتعارض ومبدأ النظرية الإسلامية في الحكم. استميح جناب الدكتور محمود المشهداني عذرا ان تعديت حدود اللياقة كما اعتذر لتقديم الموضوع بهذه الصيغة لان الموضوع لا يستوعب من خلال مقال لكن كما يقال ( إعطاء القيل خير من الحرمان )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسن الخفاجي
2010-08-17
السلام عليكم أخي علاء ان شاء الله تكون بخير ورمضان كريم عليك وعلى كادر وكالة براثا أحسنت أخي على هذا الرد يريدون ان يقولوا فقط العلمانيين هم اصحاب الحكم لكن هيهات لهم ان يعودوا ثانية نتمنى لكم الموفقية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك