في ظل الأزمة الأقتصادية العالمية التي بدأت في نهاية 2008 وحصول ركود عالمي كبير ,تبحث الكثير من الشركات العالمية عن فرص إستثمار لها في مختلف بقاع العالم حيثما توجد الأرضية والمناخ الملائمين لعمل المشاريع الحيوية التي تأتي بالمنفعة للطرفين , اي لتلك الشركات والبلد الذي اقيمت عليه .
ويعتبر العراق البلد الأوفر حظا لتلك الشركات فيما اذا توفرت لها الأرضية المناسبة والغطاء الأمني لإقامة مشاريعها عليه , خصوصا لحاجة البلد لتلك المشاريع الحيوية والتي تبدأ بالبنى التحتية والمشاريع التنموية وفي مختلف المجالات والقطاعات بعد الأهمال الذي تعرضت له والذي شمّل حتى أعمال الصيانة للمشاريع الأساسية التي اقيمت منذ خمسينيات القرن الماضي أضافة الى زج البلد في أمهات المعارك والقادسيات دفاعا عن أمة تغط في سبات عميق عن قضايها المصيرية وإنحراف بوصلتها في تحرر القدس الشريف الى شرق وجنوب العراق بعد أن وقفت بكل أمكانياتها لتحقيق هذا الغرض !! , وبسبب التفرغ لتلك الحروب العبثية وتسخير ميزانية البلد لها أثر وبشكل كبير وسلبي على جميع المشاريع الحيوية المقامة وإنتهاء صلاحيتها والتي أصبح إعادة أعمارها ضرورة ملحة وعلى أسس متينة وصحيحة وبأيادي مخلصة أمينة تعمل يدا بيد مع شركات ذا سمعة عالمية معتمدة تعمل لحساب سمعتها أكثر من أي إعتبار آخر .
نسمع بين الفينة والآخرى بأن شركات عربية تحرص على الدخول في سوق الأستثمار العراقية مستفيدة من قانون الأستثمارالذي اتاح العديد من المزايا من ضمنها التخفيضات الضريبية والكمركية وكما تعتبر العراق أخصب تربة لجذب الأستثمار فيه على رأي جامعة الدول العربية التي تحث على ذلك ,, لا باس اذا كانت هذه الشركات تعمل للحفاظ على سمعتها في إقامة أي مشروع وحسب المواصفات العالمية المعتمدة وتكون مسؤولة عن مشاريعها لاعمال الصيانة لسنوات عدة بعد الأنتهاء منها ,, ولكننا في العراق لنا خيبة أمل بجميع العرب ومواقفهم أتجاه العراق الجديد , فتلك الدول تماطل حتى الان في الأعتراف به وفتح سفارات لها ومد الجسور لإعادة اللحمة بينها وبينه , بل وجدنا العكس من الأخوة الأعداء حكام ومحكومين وهو وفاءهم لنظام أضطهد البلاد والعباد . فماذا نتوقع من شركات تأتي للعراق من تلك الدول ؟ فهل نسلم مشاريع بناء وحدات سكنية بالآلف الى شركات مصرية أو اردنية او سورية مثلا ؟ وهل نأمن على أهالينا أن نسكنهم في تلك المساكن؟ ماذا يحدث لهم بعد سنتين او ثلاث ؟ وكذلك في القطاع النفطي ومشاريع الطرق والجسور والمطارات والموانئ وقطاع النقل والكهرباء والزراعة وما الى ذلك, وهل علينا كعراقيين أن ننسى ونغض الطرف عما فعله العرب فينا خلال السبع سنوات الماضية ؟.
هل ننسى أن أصل الإرهاب إبتدأ ونما في العراق عربيا ؟ الم يصرح أحد القادة العسكريين العراقيين بأن أبو ايوب المصري وقاعدته وحواضنه أول من شكل فريق كواتم الصوت للاغتيالات وكتائب الإنتحاريات , طيور الجنة "للاطفال" ,أبتداع الشاحنات المفخخة, أستخدام الاسلحة الكيمياوية كغاز الكلور , وآخير وليس آخرا الهجوم على محلات الصاغة والمصارف والبنوك الحكومية والوزارات وغيرها !! .
ابو ايوب المصري الذي يصفه القادة العسكريون بأنه اخطر من النافق الزرقاوي حيث أسس لتكوين أكبر حاضة للارهاب في العراق من المصريين خصوصا والعرب بشكل عام مدعومة خارجيا ومن بلدانهم , فالنظام المصري أقام الدنيا على خلية حزب الله رغم ان غرضها شريف في أصله ولكنه يغض الطرف عن المجاميع المتطرفة التي تلقى الحماية من النظام نفسه مادامت أهدافها موجهة سهامها الى خارج بلدانها !! وهذا ما وفر لها المرونة في الحركة والاتصال فيما بينها لتنفيذ وقيادة العمليات وإطالت عمر هذه المنظمات الإرهابية على أرض العراق وتحت غطاء إعلامي مدروس من قبل العرب سات القحطانية والنايل سات العدنانية .
وفي آمر مهم آخر عبر "أشقائنا" العرب عن محبتهم المفرطة لنا ,بتصدير ما لذ وطاب من الاطعمة الفاسدة المنتهية الصلاحية التي ملئت بها مخازن وزارة التجارة !!, فها هي منتجات سورية وأردنية وتركية وسعودية وخليجية ومصرية المنشأ يكتشف مركز التقييس والسيطرة النوعية بعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري .
وبين الحين والاخر نسمع ان فرق الرقابة الصحية صادرت كميات كبيرة من المواد الغذائية التالفة وغير الصالحة للاستعمال واخطر هذه المواد هي اللحوم المستوردة ومشتقات الالبان التي تصدرها دول الخليج !!! فلم يكفيها ما يفعل بهائم آل سعود الذين يتسللون عبر الحدود من جرائم ,, فالذي يصّدر مثل هذه المواد يكون عالما بمدة صلاحيتها, وهكذا يقع شعبنا ضحية إرهاب من نوع جديد معبأ ومختوم منتهي الصلاحية .
هذا ما جناه العراق من محيطه العربي الآبي , وبعد , هل نكافئهم بفتح أبواب الأستثمار على مصراعيه للدخول من جديد لمجرد أن يقال ان حكومتنا منفتحة على محيطها العربي وتريد إشراكهه في عملية إعادة الأعمار ؟ إذا كان محيطها العربي يأبى الاعتراف بها لماذا لم تهيئ الحكومة الأجواء المناسبة لدخول الشركات الأجنبية المعتبرة التي لها باع طويل في مجال البناء والاعمار في جميع أنحاء العالم الى الان ؟ ليكون أساس البناء سليم ولضمان إستمراريته تتحمل تلك الشركات المسؤولية القانونية الكاملة عن أي تقصير او خلل فيه . فمثلما على الحكومة القادمة التي ترغب بجذب الاستثمار أن تلتزم بالقوانين الدولية الخاصة بحماية الاستثمار عليها أن تتخذ اقصى حالات الحيطة والحذر في دخول تلك الشركات خصوصا العربية منها , وذلك بأعادة النظر والتدقيق بمواد قانون الاستثمار وبعد وضع ضوابط وشروط صارمة لألزامها بالعمل وضمان الصيانة لاعوام قادمة والا سوف تتحمّل الحكومة ما ستؤول إليه حال المشاريع المقامة مستقبلا .
عراقيـــة
https://telegram.me/buratha
