احمد عبد الرحمن
تعد مرحلة الاعوام التي اعقبت الاطاحة بنظام صدام من اصعب واعقد المراحل التي مر بها العراق منذ تأسيس الدولة الحديثة فيه عام 1921، وقد لايختلف اثنان في ان التحديات التي واجهها العراقيون كانت ومازالت كبيرة جدا ومتعددة الجوانب والاتجاهات.وفي ظل الظروف الاستثنائية والعصيبة تبرز اهمية وضرورة الرجال الذين يمتازون بالشجاعة والجرأة والحكمة والتوازن ورجاحة العقل وقوة المنطق.واذا كان استشهاد اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم بعد شهور قلائل من سقوط نظام البعث الصدامي، وعودته الى البلاد قد شكل انتكاسة وصدمة قوية لكل العراقيين الشرفاء، فأن عزائهم كان بوجود رجال قادرين على مليء الفراغ، وتوجيه دفة القيادة بالاتجاه الصحيح، ولعل عزيز العراق سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره الشريف) كان واحد من بين ابرز القادة الكبار الذين تصدوا لمهمة اعادة بناء العراق وانتشاله من مستنقع الاستبداد والديكتاتورية والتسلط والتخلف والطغيان. بل لانبالغ اذا قلنا انه كان في مقدمة قادة العراق الجديد لحمل هموم العراق وابنائه، من خلال العمل الجاد والمخلص والمتواصل دون كلل ولا ملل لتثبيت واقع العراق الديمقراطي وتصحيح المعادلات الخاطئة والظالمة التي حكمت العراق طيلة عقود من الزمن.ودوره في مجلس الحكم، ومن ثم في الجمعية الوطنية وفي كتابة الدستور الدائم، وفي مختلف محطات العملية السياسية في العراق يشهد ويثبت ويؤكد ماذهبنا اليه، وكذلك منهجه السياسي الصائب في تعزيز الوحدة الوطنية، وتثبيت اسس وركائز المشروع الوطني، واستعادة حضور العراق في مختلف المحافل العربية والاقليمية والدولية، وفك القيود التي كبلت بها البلاد نتيجة السياسيات الهمجية والعدوانية للنظام البائد.لم يكن عزيز العراق-كما كان شهيد المحراب-زعيما لكيان حزبي معين، لاتتجاوز اهدافه وطموحاته اكثر من نيل مكاسب سياسية في السلطة، بل انه حمل على اكتافه اعباء مشروع وطني شامل لاصلاح مادمره النظام البائد على كل الاصعدة والمستويات، وقد نجح في ذلك الى حد كبير.واليوم حينما يتحدث عنه الذين رافقوه وكانوا قريبين له خلال مسيرته الحافلة، فأن مايذكرونه هو غيض من فيض ليس الا.
https://telegram.me/buratha
