المقالات

اسواقنا في رمضان


حافظ آل بشارة

شهدت اسعار المواد الغذائية قفزة مخيفة منذ اليوم الاول من شهر رمضان ، كما شهدت اوضاع البائعين تدنيا في الشكل والمضمون والنظافة والتعامل مع الناس ، هناك نموذج حديث من الجشع يستغل أوضاع الصائم الذي يأتي متلهفا لفطوره ، يستهدقون ضيوف الله في هذا الشهر والله قد باركهم وانزل عليهم سكينته ومرضاته لكنهم مع الجوع والعطش وغياب التبريد يجدون مليون بقال يحاول افراغ جيوبهم في تلك الاسواق القذرة ، ما الذي تغير بين ايام رمضان وغيرها لكي يرتفع سعر قالب الثلج من الفين الى ثمانية آلاف دينار ؟ وسعر الخضر ضعفين واسعار الحبوب مثلها ، الذي يريد ان يربح ويكسب من سرقة الصائمين هل هو مسلم وهل جرب أن يصوم يوما ؟ الا يتذكرون اخلاقية التكافل والرحمة والكرم التي يجب ان يتحلى بها المسلمون في شهر الرحمة والمغفرة ؟ ثم بالله عليكم ما هذه الوساخة والفوضى والغش في الاسواق ؟ بامكانك رؤية كوم من الخيار العراقي ملطخ بالطين وكأنه مزروع تحت الأرض وليس فوقها ، الى جانبه صندوق خيار نظيف وطازج مستورد من سورية ، الخضر ذابلة تفوح منها رائحة التعفن ، البائع يتصرف مع المشتري وكأنه ساحر في العاب السيرك بحركة شيطانية من يديه الوسختين يريك طماطة طازجة حمراء تسر الناظرين ويلقي بها في الكيس ولكن حين تصل البيت تجدها بقايا طماطة متعفنة وعندما تريد عزل الجيد عن الرديء لا تجد جيدا فتلقي بها كلها في سلة النفايات ، أما مشتقات الالبان فحدث ولا حرج اللبن والجبن والزبد تعرض كلها في اطباق مكشوفة تتسابق عليها حشود الذباب ، والسلام على البائعة وأي بائعة ، لا نريدها ان تكون مثل البائعات في سوبر ماركت شارع الحمراء في بيروت ، انها كارثة من يدقق النظر في أوضاعها فقد يفكر بالهرب ، لا بأس ان تكون المرأة فلاحة وأمية مثل الطيبات من خالاتنا وتلبس العصابة والفوطة لكن لماذا كل هذه القذارة ولماذا جلست أمام بضاعتها في التراب ؟ اما كان ممكنا ان تضعها على طاولة وتغطيها بقماش شفاف نظيف ؟ وليس هذا فقط انظر كيف يتعاملون مع الاوراق النقدية اذ يتناولها منك البقال وكأنه يريد الانتقام منها فيجري تمزيقها وتلويثها لتكون نموذجا للاهمال وواسطة لنقل الامراض يمسكها البائع بيديه الملوثتين باللبن او الطرشي او اللحم ويعيد اليك الباقي وتحتار كيف تضعها في جيبك وهي متعفنة وملوثة ، في السوق بامكانك العثور على البائعين النموذجيين أهل النظافة والذوق والانصاف والاخلاق الحسنة ولكنهم قلة مضطهدة لا تشكل ظاهرة ملحوظة الى جانب اغلبية ساحقة من القذرين والجشعين وعديمي الذوق والكذابين والذين ينادون على بضاعتهم باصوات منكرة مزعجة وان اجتمعت الجن والانس للشراء منهم لا يسكتون لحظة . الفقير الذي يدخل السوق يشعر بالوحشة ويحس فورا أنه بحاجة الى الحماية ، من يحمي الفقراء والصائمين من غلاء الاسعار ووساخة البضاعة والمكان ووحشية البائعين ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك