بقلم:نوال السعيد
لم يكن مفاجئا ما ذكره امام جمعة براثا الشيخ جلال الدين الصغير حول المبالغ المالية التي صادق عليها مجلس النواب خلال الاربعة اعوام الماضية كميزانيات للحكومة. والمفاجيء هو انه اقسم بأغلظ الايمان على ما ذكره، وذلك حتى يصدق المشككون ويرتدع المرجفون، ويتوقفون عن اطلاق الاكاذيب وقلب الحقائق. "اشهد امام الله وامام الناس اننا سلمنا الحكومة حتى نهاية عام 2009 ماعدا اقليم كردستان 220 مليار دولار"، غير ملزم الشيخ الصغير ان يتطرق الى هذا الموضوع ويقسم بالله، لو لم يكن ماذكره هو الصحيح بعينه.واذا اضفنا ميزانيات اقليم كردستان التي تبلغ 17 مليار دولار في كل عام ويكون مجموعها 68 مليار دولار واذا اضيفت الى 220 مليار فأن المجموع الكلي سيكون حوالي 290 مليار دولار، وهذا قريب الى المبلغ الذي ذكره رئيس المجلس الاسلامي الاعلى العراقي السيد عمار الحكيم وطالب الحكومة بتوضيح تفاصيل الصرف للعراقيين وبيان اسباب عدم تقديم الخدمات الاساسية لهم رغم كل تلك الاموال الطائلة.وهذا الرقم قريب جدا من ارقام الموازنات المالية التي اعلنت عنها وزارة المالية قبل اسبوعين. والتي اثارت حفيظة دولة رئيس الوزراء المنتهية ولايته السيد نوري المالكي ودفعته الى طلب الكشف عن الارقام الحقيقية امام وسائل الاعلام، ليتراجع بعد ذلك حسب ماقرأت في بعض المقالات والتقارير.اتوقع ان يخرج سياسيون اخرون ليؤكدوا الارقام التي ذكرها الحكيم واكدتها وزارة المالية واكدها احد اعضاء مجلس النواب، الا وهو الشيخ جلال الدين الصغير. ومع استمرار تأكيد تلك الارقام يكون لزاما على الحكومة المنتهية ولايتها ورئيسها السيد المالكي الاجابة والتوضيح المقنع لا الدخول في سجالات عقيمة والحديث عن مؤامرات ومخططات قد لايكون لها وجود.
https://telegram.me/buratha
