شَهْر هُو مِن خَيْر الْشُّهُوْر عِنْد الْلَّه , فِيْه تَنْزِل الْمَلَائِكَة وَالْرُّوْح بِاذْن الْلَّه ,اوَّلُه امَل بِالدُخُوّل فِي الطَّاعَات وَاوْسَطَه تَدْرِيْب عَلَى الْتَّحَمُّل وَالْصَّبْر وَالْتَّدَبُّر وَآَخِرَه سَلَام وَقُوَّة وَخُرُوْج مِن ذُل مَعْصِيَة الْلَّه الَى عَز طَاعَتِه , شَهْر تَصِّفُوْا فِيْه الْقُلُوْب وَتَبْتَعِد الْشَّيَاطِيْن عَن تِلْك الْارَادَات الْمُتَمَرِّدَة عَلَى نَزَق الْفِتْنَة وَشُرُوُر الْخِلَافَات وَعَلَى اغَرَائَاتِه الْقَاتِلَة , شَهْر تَنَزَّل فِيْه الْرَّحْمَة وَالْمَوَدَّة وَالْأُلْفَة بَيْن الْمُسْلِمِيْن وَعِبَاد الْلَّه , شَهْر ان لَم تَكُن فِيْه الْحُلُول مُتَاحَة وَالْدَّعَوَات مَقْبُوْلَة فَالْعَيْب لَيْس فِيْه انَّمَا فِي تِلْك النُّفُوس الَّتِي تَدَّعِي الْايْمَان وَالِالْتِزَام بِحُدُود الْلَّه وَتَعَالِيْمِه الْسَّمْحَاء وَهْنَا يَجِب عَلَيْنَا مُرَاجَعَة انْفُسَنَا ودَوّاخِلْنا وَضَمَائِرِنَا وَنَوَايَانَا وَاعْمَالَنَا وَازَالَة الْادْرَان وَالشَوَائِب مِنْهَا وَتَنْقِيَتُهَا وَجَعَلَهَا اعْمَال وَطَاعَات خَالِصَة لِلَّه وَحْدَه لِيَنْزِل عَلَيْنَا ان نِلْنَا اطْرَاف رِضَاه تَلَابِيب رَحِمَتْه وَرَأْفَتِه وَعَطْفِه وَتَسْدِيْدِه وَان يُنْجِيَنَا مِن جَوْر الْزَّمَان و طَوَارِق الْحَدَثَان ..
من المؤسف ان تصل الامور بين من اجتمعت بينهم مشتركات لاتعد ولاتحصى ان تفرقهم خلافات ان عدت بالاصابع خجلت النفس لتلك النسبة الشاسعة بين المشتركات وما اكثرها وبين الاختلاف وما اتفه وصفه تخجل النفس ان تردد فحواه لانه خلاف بعيد كل البعد عن تلك القيم التي انزلها الله في فرقانه وفصل لنا الحلول من خلال بيانه واوجد فيه لكل ملمة تمر بنا من الحلول الناجعة المفضية الى السعادة والاستقرارمايكفي ويفيض عن الحاجة ..
ما من ملمة الا وللاسلام سبق الفضل في ايجاد الحلول لها " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " ولنا ولكم ايها القادة المسؤولون عن العباد في الائتلافين في سفر العظماء من خيرة الانبياء والمرسلين والاوصياء والائمة المعصومين وخيرة الصالحين المؤمنين اسوة حسنة وهل مثلي من يعلمكم او يرشدكم الى تلك الدوحة الغناء من ارث العظماء انتم ادرى مني بشعابها وما فيها من خير عميم حري بنا وبكم اللجوء الى خيرها المعطاء لنيل الطيب والرواء والبحث عن الحلول في اجوائها الروحانية الربانية الهادئة ..
اختلف قادة الائتلافين في التحالف الوطني ولانريد الخوض في التفاصيل المملة والتي اطلع عليها اهل الارض والسماء وصارت تردد تفاصيلها الاطفال قبل الكبار ونريد الوصول الى ماهو اهم من ذلك الا وهو الحل الناجع والنهائي والخروج من عنق الزجاجة وما اجمل اللقاء على موائد الرحمة في شهر الفضيلة والاخلاق السامية وشهر العطاء والصبر والرحمة حيث تبرز هنالك درجات الايمان والزهد والايثار وتصنف المبادرات والمقترحات ايها اقرب الى رضى الله وايها يفضي الى حل المعضل من المشاكل والخلافات وايها الاقرب الى المصلحة العليا منه الى المصالح الضيقة ليكون بعدها الاختيار الانسب والمتوافق مع دستور العدل الالاهي ..
على موائد الرحمة الربانية الحقة من المؤكد ان تكون الحلول اقرب الى الانجاز منها الى العجز لان من يروق له الشقاق والشغب على حساب الامة ومن كانت لقائاته على موائد النفاق واللؤم والكذب والخداع وايثار حب الدنيا على حب رضى الله وصالح الاعمال والاقوال لن يجد حلا يرضي الله ولن يقبل الله لنا التوفيق والفرج الا حينما تكون النوايا سليمة والغايات سامية والاهداف نبيلة ولهذا نجد ان اجتماع قادة الائتلافين في التحالف الوطني على مائدة افطار في يوم من ايام الفضيلة المباركة وفي مكان مطهر كان يكون في رحاب من ادى واجبه الاسلامي والقيادي يرقد آمنا مطمئنا في ارض الغري هو ليس برمس بل روضة من رياض جنة الخلد اعدت للمتقين بجوار علي الدر والايمان وعلي القيادة ومدرسة الحكم والعدالة والانصاف ذلك قائد الامة وتلميذ المدرسة المحمدية وامام الاتقياء الذي خير بين الحق واشواك دربه وبين الباطل وحرير ملمسه فاختار درب ذات الشوكة يعلم انه قليل سالكيه ولايعلم الكثير ممن ضل دربه ان نهايته تفضي الى مرضات الله وسرور الانفس وحسن العاقبة وخلاف ذلك خزي في الحياة الدنيا وعذاب في الاخرة خصوصا لمن وفق واختبر ووصل الى الحكم او أي ادارة او مسؤولية اخرى واتيحت الفرص امامه لاداء الخيرات ولم يعمل بها ولاذ بورد الانا البائس عندها يستحق ان نقول له يالبئس ذلك الورد المورود ..
ان الحلول موجودة ولكن مع شديد الالم والوجع ان ماطغى على الفترة المنصرمة وسجالاتها هو لغة التراشق والتنابز والعناد والتسقيط والتشهير والتوتر والعصبية وتلك اللغة وارجو ان لايقول لي احد انها لغة الرحمة والحسنى التي اوصانا بها الله بل هي لغة بعيدة كل البعد عن ماتحمله الاطراف من عناوين اسلامية كان حري باي طرف منها ان لايتحدث ولايصرح ولاينبس ببنت شفة الا في حدود الضوابط الاسلامية الحقة وبحدود ما يبني ولايهدم او يؤسس لمدرسة الفرقة وتوهين الامة ولو التزم كل طرف بلك الضوابط لما وصلت الامور الى ماوصلت اليه ونحمد الله ان هناك ثمة امل برحمة الله وباخيار هذه الامة وعقلائها ولانريد هنا اجترار المشكلة وتشعباتها واعتقد ان الحل هو الذي يجب ان يكون المعني بكل مبادرة وصوت وتصريح وهو موجود وان امر الله في هذا المجال واضح وان طريق أي نزاع بين المؤمنين وذوي المشتركات اللجوء الى الله ورسوله وأولي الامر ولدينا في الدائرة الخاصة اولي امر وحكمة وحصافة وحل وعقد ولايمكن ان نيأس من الحلول مادام بيننا هؤلاء اولي الامر المتقين وعلى القيادات السياسية في الائتلافين كافة التوجه الى رحاب الدوحة العلوية والى حيث الاجواء الايمانية وان يكون اللقاء الاول على مائدة افطار وان يكون اللقاء لقاء محبة واخوة ومودة وتصالح واذابة لما علق بين الاخوة من شوائب خلفتها ايام مضت لا اعادها الله علينا وان يصار بعدها الى لقاء جاد لبحث الحلول المتاحة ولو اتفق الجمع على اهم اساس مبدئي وهو ان الاهم في هذا الوضع هو البرنامج الحكومي القادم واليات تنفيذه والضوابط التي تربط المنفذ للبرنامج بصفته رئيس للوزراء اضافة الى الاتفاق على وضع اليات مراقبة ومحاسبة واقالة لاي مقصر من اطراف الحكم من رئيس الوزراء الى كل وزير ومدير عام ومحافظ ومسؤول عن أي مفصل خدمي يمس حياة المواطنين ومن هنا يمكن للقادة ان ينتقلوا الى الصفحة الثانية وهي صفحة اختيار اسم خادم منفذ للبرنامج المتفق عليه واولا لرئاسة التحالف ولرئاسة الوزراء واخيرا لاختيار النخبة الجيدة من الوزراء الاكفاء والذهاب الى الاطراف الاخرى بكلمة موحدة وحق مشروع وثقل كبيروبرنامج موحد تدعى اليه بقية الاطراف المتنوعة من ابناء هذا الوطن العزيز فان قبلت المشاركة في تنفيذه اهلا وسهلا ومن يرفض المشاركة عليه بالمعارضة السلمية وعلى الشعب كل الشعب ان يكون مراقبا معترضا على أي خلل مرحبا بكل تقدم يؤدي الى خدمة الانسان في هذا العراق المبتلي باصعب الابتلائات .
قبل ان انهي كلامي هناك نقطة مهمة تم اثارتها في الاونة الاخيرة واثيرت اكثر من مرة وهي مسالة تدخل المرجعية لحل الازمة ويتم بين الفينة والاخرى تسريب بعض الاثارات كالرسالة المزعومة من اوباما الى سماحة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني رعاه الله ابا ومدرسة للاحرار المتقين ومن المؤكد ان هناك غاية من تلك الاثارات لن نعجز عن تحديد اهمها وهذه الغاية هي انتظار الرد اما بالقول ان المرجعية لن تتدخل في التفاصيل ولن تكون جزء من الحل العادل ومن خطط لهذه التسريبات كان معتقدا انه سيحرج المرجعية فان هي لم تتدخل وتركت الفوضى تاخذ مداها فهنا غاية المطلوب لدوائر السوء وان هي تدخلت قيل انه انصياع لرغبة اوباما واوامره والامر محرج كما يعتقدون ولكن خفي على هؤلاء امر مهم وهو ليس من هو بثقل المرجعية المباركة من يوضع في الزاوية الضيقة وهي الحرة المحلقة في رحاب الله تشمل بابوتها الانسانية جمعاء وليس العراق او اجزاء من ابناء العراق وهي التي لها حيز الحرية الاكبر ولديها موقع وثابت مهم اولا في وضعها وثقلها الاسلامي والشرعي وهو الثابت المعروف لم يستطع اعتى الطغاة ان يحجمه او يقننه لمصالحه او ان يحيدها ويمنعها عن اداء واجباتها تجاه الامة ومن هنا فان المرجعية لاتنتظر اشارة هذا او ذاك او رغبات هذا او ذاك الا بالحق ولاترتبط منذ ان ولدت من رحم المدرسة الاسلامية الا بروابط الاصرة الاسلامية الاقوى والعروة الوثقى الرابطة لتلك الاصرة عبر الالتزام بحدود الله ومصالح المؤمنين ولكي ادخل في صلب امر مهم اعتقد ان الكثير ممن يحاولون تحجيم دور المرجعية وهم ابتداءا لايؤمنون بها ولكنهم ينافقون ويتملقون لها بغية نيل مآرب في نفوسهم المريضة وهؤلاء ان كان من احراج لهم وهم من يتسكع على اعتباها ويطالب بلقائها ساعيا الى ذلك بارادته فعلينا القول لهم انكم ذهبتم الى المرجعية وانتم ساسة بعضكم يحمل معتقد الاخر وله مرجعيات اخرى ومنكم من لايؤمن بشرعية دور الاسلام ومراجعه في العمل السياسي وفق المذهب العلماني المعروف ولانفسر وجودكم على ابواب المراجع الى اعتراف بدورها الريادي الفاعل في تحريك مسارات الامة وهذا الدور لايمكن له ان يتحرك وفق اهوائكم ورغباتكم المخالفة في الاعتقاد والايمان الحقيقي وقلنا انكم ممن لايؤمنون بماهيتها ابتداءا وان نافقتموها في الاعتراف والاحترام والتبجيل والاطراء والمديح ومن هنا نجد ان كان ثمة شرعية في لجوء الآخر لهذه المرجعية لحل مشاكله رغم الاختلاف معها اعتقادا فكيف بالذي يؤمن اصلا وعقيدة بهذه المرجعية ويعتبرها المرجع الاسلامي والروحي والابوي والعقائدي وحتى السياسي وفق الاسس التي ثبتها الاسلام كحل افضل لمشاكل الحياة وتعقيداتها وهو الاسلام الذي اتى بالقران وفيه ومنه ننهل اعذب واعدل القوانين الصالحة للرقي الانسانية ولادارة امور العباد والبلاد وبين دفتيه دستور العدل والانصاف والحكمة لابين المؤمنين به فحسب بل بين ابناء هذه الانسانية التي تتحرك على الارض التي سيرثها عباد الله الصالحون ولهذا فاننا لانطلب المستحيل ولانطلب ماهو غير مشروع وغير ممكن ان توجه القادة وهنا اخاطب بالتحديد " قيادات التحالف الوطني بشقيه " الى المرجعية كطرف عادل يعتقد الجميع بعدالتها وبثقلها وبطرحها واختيارها ولا يعتبر تدخلها في حل اشكالية تحصل بين طرفين كالائتلاف الوطني ودولة القانون سبة او جريمة او اخلال بالدستور الذي اقر شرعيتها ودورها ومنزلتها في اهم بنوده وهذه الشرعية ليست حبر على ورق الدستور بل هي مرجع للحلول والاشكالات بين ابناء الامة ومن هنا لانجد ضيرا في ان تعطي المرجعية رايها بين طرفين من ابنائها اشكل بينهم امر اختيار رئيس للوزراء وهي افضل من يحسن اختيار وسيلة تراها عادلة لاختيار مرشح الائتلافين لرئاسة الوزراء وهنا اؤكد انه تدخل محدود بين طرفين يعتبرون المرجعية مرجعا يعودون اليه في الملمات والتعقيدات والاشكالات التي يعجز البعض عن حلها الحل العادل وهذا الحل لايعني الاخرين وهم غير ملزمين بقبوله ولايعتبر موجها ضد جهة معينة لانه اشكال بين طرفين محدودين بمسماهم وبعد انتهاء المشكلة اعتقد ان هناك ثمة مشاكل اخرى اكبر ستواجه الطرفين وتلك المشاكل ان وقعت فلها ايضا حلولها ولكن علينا اولا عبور المرحلة الاولى وتجاوز الخلافات التي اسرت الاعداء وافرحتهم ايما فرح حتى جعلت احدهم يرسل لي على بريدي الخاص يقول مانصه " هؤلاء هم قياداتكم الذين كنتم تفاخرون بهم انظروا لهم كم هم اغبياء العوبة بايدينا وثق يا احمد اننا لانحتاج الى ضربهم وانهائهم بعد اليوم فهم من سيقوم بهذه المهمة وهم من سيقضي على بعضكم البعض وعليك ان تخرس بعد اليوم وان ادعيت غير مافيهم تكون قد انهيت مصداقيتك التي تدعيها واعلم انك وهم قد افلستم وعليكم الاعتراف بالهزيمة وتسليم انفسكم للسحل في الشوارع " انتهى والامر لايحتاج الى تعليق ..
حينما اقول في عنواني وهو ليس عنوان بل رغبة الملايين ان " قادة الائتلافين في التحالف الوطني على مائدة الافطار ينهون ازمة العراق عند سيد الحكمة " اعني في ذلك انه من غير المستحيل او الغير ممكن ان يتحقق هذا الامل والرجاء ولن اقول امراً فلست انا بالامر الناهي الواجب الطاعة بل انا احد عبيد الله الاذلاء في جنابه ممن يريدون الرد على هذا الدعي بانكم فاشلون ان ثمة امل فيكم ولانني من الذين يسعون لمرضاته لامرضات من خلقهم لاجل طاعته وعبوديته وانا واعوذ بالله من الانا الضيقة اسعى لرؤية ابناء وطني وقادته وابناء هذه الامة الاسوياء في بوتقة واحدة ينصهرون متجانسين متلاحمين مترابطين ليخرجوا بعدها كنزا مصفى قوامه امة قوية واحدة مجتمعة في حدود العراق تصون الوطن والانسان وتقبر الظلام ومن لايعيش الا في حلكته الدامسه , امة تؤسس لغد افضل , امة تنجب القادة الخلص والكوادر الرسالية العالمة العاملة والمنتجة المؤمنة النزيهة التي لايهمها ان تملئ خزائنها واجوافها واجواف اطفالها بالسحت الحرام بل يهمها ان يزدهر الوطن وينعم العباد بالامان وان تشبع البطون الجوعى والاجساد العارية التي لا سقف لها يضللها وان وجد سقف على بيوتها ان وجد لدى بعضها ثمة بيت فالسقف هو شمس الصيف الحارقة اللاهبة واتربة العواصف الرملية المسمومة والبرد القارص والامطار التي تجعل من ارض ينامون عليها فراشا من ماء ممزوج باتربة حمراء احلامهم وجع ولعنة على الظالمين ..
انه طلب ليس بالصعب وان كنتم عن تلبيته عاجزون فانتم لحكمنا اعجز لان ادعاء القيادة ومقوماتها لاتتوفر فيكم فمن لايستطيع ان يحل اشكالية واحدة هو اعجز ان يحل مشاكل الملايين المنكوبة كل واحد منهم لديه المئات من المشاكل مما يستوجب ايجاد الحلول لها ملايين ينتظرون يتقلبون على جمر لايحتمل .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha
