المقالات

كربلاء شرفها بارئها وخذلها عبيده


بقلم: حسين الموسوي

من المعلوم ان اي مكان لايعتبر مقدسا بذاته انما يكتسب هذه الصفة من الظروف المحيطة به أو العوامل التي تمر به أو توضع فيه أو العناوين التي يتصف بها .فالمسجد يكتسب القداسة لكونه محل للعبادة والكعبة اكتسبت القداسة لكونها حرم الله عزوجل وأول بقعة خلقت وأنها محجّ العباد وكذلك قبور الائمة ( سلام الله عليهم ) ماكانت لتكتسب اي قداسة لولا الحلول المبارك للاجساد الطاهرة فيها.ولعل مدينة كربلاء المقدسة احدى البقاع التي اكتسبت قدسيتها ومكانتها باحتضان الجسد الطاهر للامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام حتى اصبحت اليوم من اقدس البقاع في العالم كما تشير الى ذلك عدد من الروايات ، اضافة الى ان المدينة كانت تسمى في العهد البابلي (بكربائيلو) بمعنى بيت الرب او بيت الآلهة كما وردت في اللغات القديمة في ذلك العهد، وبعد هذه المقدمة فان على الجميع في كربلاء مدركين ام غافلين سواء اكانو مسؤولين ام مواطنين ام زائرين الحفاظ على قدسية المدينة وصيانتها والاهتمام بها وبذل الغالي والنفيس من اجل اظهارها بالمظهر اللائق الذي يتناسب مع قدسيتها ومكانتها، خصوصا ان المدينة تعد محط انظار العالم ومهوى افئدة المسلمين وغير المسلمين يقصدها المحبين والمتطلعين من كل فج عميق لزيارة عتباتها المقدسة او الاطلاع على المعالم الاثرية فيها او غير ذلك، لكن الزائر او السائح الذي يفد هذه المدينة سرعان مايصيبه الذهول عند الحدود الادارية للمدينة ويتافجئ اكثر عند دخوله ولكن لااعلم ماذا سيكون حاله لو يطلع على احياء وازقة المدينة وسيعلم انه لاتوجد ادنى مقارنة بين مايعلمه عن مدينة كربلاء وقدسيتها او بين مايشاهده بـأم عينيه او بين ما سمعه من تصريحات رنانة طيلة الحقبة التي اعقبت سقوط النظام الصدامي من تخصيصات مالية باتت ترسخ في ذهنه ان ارصفة المدينة تحولت الى ذهب مصفى لكنه في الحقيقة لايرى سوى اتربة واوساخ وتناثر ازبال وتصاعد اغبرة مرافقة لقطع البلاستك الممزقة عند ادنى هبة ريح اضافة الى تفاقم مشكلة الكلاب والقطط السائبة التي اصبحت حالة اكثر من اعتيادية ولايستغرب المشاهد حينما يرى عند الصباح الباكر اسراب الكلاب والقطط تتجول في الشوارع الرئيسية في المدينة وبالقرب من دوائرها الرسمية والمدارس والمؤسسات بل بالقرب من صالات الولادة وغرف العمليات وصالات الانعاش في مستشفى الحسين العام  ومستشفى الولادة، ومايزيد الطين بلة ان الاطباء والمستشفيات في كربلاء يتغيثون يوميا ولكن دون ادنى معالجة واليكم هذا الخبر الذي الفيته منشور في احدى الوكالات الخبرية " اشار مصدر طبي في كربلاء رفض الكشف عن اسمه ان مستشفى الحسين العام تستقبل اكثر من (12) حالة يوميا منها اكثر من خمس حالات من كربلاء والباقي من المحافظات المجاورة التي لاتتوفر لديهم اللقحات الكافية، مبينا ان بعض حالات الاصابة التي يسببها نوع من الكلاب المصاب بداء الكلب تحتاج الى تلقيح العائلة باكملها خوفا من انتقال العدوى.

واضاف المصدر ان الشخص المصاب يحتاج الى جرعة المصل وهو باهض الثمن حيث تبلغ كلفته (253000) دينار عراقي اي مايعادل اكثر من 200 دولار اضافة الى خمس جرعات من اللقاح تبلغ كلفتها المادية (65000) دينار مايعادل 55 دولارا اضافة الى تكاليف العناية والمعالجة الطبية، موضحا ان الحكومة العراقية تنفق اموالا طائلة بسبب هذه الظاهرة التي يمكن معالجتها باساليب بسيطة ".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك