المقالات

الشعب بين حقوق المواطنة والالتزامات الوطنية


عمار العامري

ما أن توشك أي دورة برلمانية على الانتهاء ويتم الاستعداد لدورة أخرى حتى تتوالى البيانات والإصدارات والمنشورات التي تحث المواطن على المشاركة في الانتخابات باعتبارها واجب الوطني والتزام أخلاقي وتبدأ الضغوط الحزبية وتأخذ الأعراف الاجتماعية مأخذ واضح من حياة المواطن إذ تبدو المناقشات في الشؤون الانتخابية وكأنما صراع من اجل أثبات ألذات أو صراع من اجل الوجود ولكن الحقيقة تختلف عندما تنتهي المعركة حامية الوطيس بنهاية اليوم الانتخابي الذي يعبر عنه (بالثورة البنفسجية) ليصبح المواطن أمام أمر واقع وهو الضروريات اليومية والاحتياجات الحياتية التي تنعدم الحياة بعدم وجودها ومنها نقص كبير في مفردات البطاقة التموينية وانحسار ساعات القطع في التيار الكهربائي حتى تتراوح بين ساعتين إلى ست ساعات كهرباء يوميا مقابل أكثر من 18 ساعة انعدام في الكهرباء ناهيك عن أزمة الوضع الأمني وحوادث احتراق الوزارات والمؤسسات الحكومية الذي يأتي نتيجة الاختراقات بسبب الهفوات والثغرات المستمرة.مقابل ذلك تصدر بين الحين والأخر أرقام خيالية لكيفية صرف الميزانية السنوية التي تعتبر محصلة رفع الضغوط عن كاهل المواطن الذي بات لا يعرف أين تذهب الأموال العراقية ويضاف إليها القروض الدولية والمساعدات الإنسانية والمشاريع الاستثمارية وعندما نتساءل عن موارد صرف الميزانيات ومدى إنجاز المشاريع نتذكر دائما مفردات مهمة (الميزانية الانفجارية والميزانية التكميلية ومشاريع القروض الدولية) انجد أن هذا مجرد شعارات أريد منها تخدير المواطن الذي بات لا يعرف لماذا تقلص قوته اليومي في مفردات البطاقة التموينية من عشرة مفردات إلى ثلاثة وما حلول الحكومة بهذا النقص وهل أنها تخصص سنويا أموال كافية لشراء تلك المواد أم أنها تخطط لأمر مغفي حتى يكون المواطن مستعد له عندما تفقد المفردات جميعا أما معضلة الكهرباء والتي أقيل رئيس الوزارة بأول مظاهرة خرجت تطالب بحقوق المواطن من هذه الخدمة مقابل توفرها كاملا للدرجات الخاصة والمسئولين في الدولة وعند تدارس وضع الكهرباء العام نجد أن هناك الكثير من التوقعات والأقاويل بشان الكهرباء حيث لم تسعى الحكومة أو الدول الكبرى إلى نصب محطات لإنتاج الكهرباء بسعات كبيرة قد تصل إلى ألاف الميكات بدل نصب أو استيراد محطات ذات طاقات متباينة لا تزيد احدها عن 60 ميكا واط لا تخطي عشر احتياج اصغر محافظة عراقية ناهيك عن الميزانيات الكبيرة التي صرفت على الوزارة المعنية والتي تصل إلى 28 مليار دولار وهذا رقم بامكانه نظريا توفير طاقة كهربائية مستمرة للشعب العراقي كافة ولكن الحيرة تراود الجميع أين تذهب هذا الأموال فان المواطن العراقي أصبح شاخص بين التزاماته الوطنية والأخلاقية التي لا يمكنه التخلي عنها وبين حكومة يصنعها بإصبعه البنفسجي وتدير وجهها عنه والادهى منها تنعته بالذي لا يقدر الإنجازات والنجاحات التي تقدمها له الحكومة وقد يكون تدهور الطاقة الكهربائية والنقص بمفردات التموينية من تلك المنجزات التي تصرح بها الحكومة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك