محمد رشيد القره غولي
عادة ما تكون شخصية رئيس الوزراء تتصف بالحنكة و الدبلوماسية التي تميزه عن أقرانه في هذا المجال المهم، و الذي هيئ ليكون بهذا المرتبة العالية لإدارة دولة. و الواقع العراقي يحتاج إلى شخصية تمحص كل كلام تصدر منها بسبب التجاذبات التي يشهدها الواقع السياسي و خصوصا اذا كان الكلام إلى وسائل الإعلام، لكن مع الأسف لم يتميز بهذه الخصلة المهمة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي خلال ما لاحظناه في لقاءه الاخير. بل سعى بجهد واضح إلى النيل من شركائه بدلا من لملمة الوضع بل انزل بهم اشد العقاب لأنهم رفضوا ترشيحه لدورة ثانية، بل و كانه بكلامه يريد خلق نوع من التوتر الذي نحن في غنى عنه في هذه الايام التي تدعونا إلى التوافق و الانتباه إلى ما يقال في وسائل الإعلام لكي نخرج من الواقع الذي فرض بسبب تمسك الكتل بمرشحيها. كما أن السيد نوري المالكي لم يكن بالمستوى المطلوب كرئيس وزراء دولة، لانه كان من خطابه رجل انفعالي و الانفعالي غالباً ما تكون قراراته انفعالية و متسرعة والكثير منها خاطئة و هذا سبب وجيه للفشل الذي رافق الحكومة السابقة التي كان يديرها و اليوم أصبحت حكومة تصريف أعمال.كما أن جنابه الكريم عرج على محاولة اختياله و كيف الائتلاف الوطني انقلب عليه و اراد أن يشكل حكومة خلال تواجده في احداث البصرة اشارة منه إلى انهم كانوا وراء تلك المحاولة لقتله، لكن اجابه سماحة الشيخ جلال الدين الصغير بان المجلس الأعلى كان من المبادرين لحمايته، فلاحظ عزيزي القارئ كيف فتح الباب لجدال دار على الاقل إلى هذه الساعة بين مكون مهم في العملية السياسية و هو المجلس الأعلى و كيف حاول من جعل نفسه شخص في محل اكادة من قبل شركائه كما يزعم، فهل نسمي هذا الخطاب الذي جاء به بالخطاب السياسي الدبلوماسي المتزن.و في نفس اللقاء ذكر انه يريد من الشعب أن لا ينجر وراء العواطف لكنه تكلم بعاطفة عندما ذكر حال بنته التي اختبأت تحت السلم من اثر الصواريخ التي تطلق باتجاه مسكنه و كانه الوحيد الذي يعاني من هذا، فهو بحديثه يدغدغ مشاعر المستمع و كان المستمع بهذه الدرجة من السذاجة.ان التهجم على الاخرين ليست من مقومات الرجل الناجح بل هي جعجة يحاول من يجد فيه نقصا لتغطية شئ امام الاخرين كما هو الحال للعديد من سياسي دولة القانون، فهم غالبا من يثيرون اعلاميا امورا تحتاج إلى توثيق و ادلة التي هي عادة لا تغني الشارع من متطلبات الحياة التي يريد من هذه الحكومة أو القادمة توفيرها. و أضيف هنا شئ مهم أن دولة رئيس الوزراء لم يفهم بعد النظام البرلماني، عندما يذكر أن عدد منتخبيه كانوا كذا تميزا منه لنفسه عن الآخرين الذين سيشترك معهم تحت قبة البرلمان.النظام البرلمان يا سيادة دولة الوزراء لا يعطي اهمية كم من الأصوات حصلت عليها بل إلى تمثيلك للشعب في البرلمان و حصولك على هذا المقعد فانت تشترك بنفس القيمة مع من يجلس بقربك و لم يحصل على عدد الاصوات التي حصلت عليها. كما أن ليس بالضرورة أن تكون أنت المرشح لهذا المنصب بسبب تلك الاصوات فأنت بالنهاية لديك كرسي لا أكثر كما هو الحال لباقي أعضاء البرلمان فلا تدغدغ السامعين لحصولك على هذا العدد. انا أتمنى أن تكثر من هذه اللقاءات لتتضح الصورة الحقيقية التي تخفيها ورائك،و كذلك انا ادعوا للكتل التي تحاورك بالصبر على هذا المنطق الذي تنطلق منه لاني صراحة وجدتك سياسيا من الطبقة المتدنية و لم تكن بالخبر الكافية لتدير حوار فما بالك بادارة دولة. من هذا ادعوا من مَنْ أعطاك هذا الحق أن يسلبه منك شرعا لان الوضع الذي وجدناك عليه ليس مطمأنا.
محمد رشيد القره غولي
https://telegram.me/buratha
