المقالات

حق المواطن على الحكومة العيش الكريم


وليد المشرفاوي

يذهب البعض من المختصين بدراسة المجتمعات من النواحي الاقتصادية والثقافية الى القول بأن الفقر سببه الحكومة في أي مجتمع من المجتمعات. هذه النتيجة التي خرجوا بها يعللونها من باب إن الحكومة في الدولة هي المسؤولة عن السياسة الصحية والتعليمية وضمان عيش المواطن ورعايته،أي إن حق المواطن على حكومته هو التعليم والعلاج والضمان . وبالدخول إلى تفاصيل ما سبق نجد أنفسنا وقد دخلنا بدهاليز ليس من السهل الخروج منها بنتيجة، ولكننا نعمد إلى الإشارة والمرور عليها من اجل إظهارها للسطح ،لاسيما إن تجربة دولتنا وحكومتنا ما زالت في دور النمو. بالنسبة لمفهوم الضمان والرعاية ما زلنا نعتمد الطريقة القديمة في مساعدة المواطنين بتوزيع الصدقات عليهم، في حين إن هذه المساعدات أو المنح التي توهب للمواطنين يجب أن تكون لشريحة ذات مواصفات معينة. الضمان يعني مساعدة العاجز أو الذي حال المرض بينه وبين العمل والإنتاج أسوة بالمواطنين فيتحتم عدم تركه يواجه مصير الجوع والفاقة مع أفراد عائلته القاصرين إن كان لديه عائلة. تقديم منح الرعاية والضمان للشباب العراقي الذين لديهم المؤهل والطاقة والجهد عمل يمكن وصفه بأنه أشبه بمن يريد تخريج دفعات من المتسولين والشحاذين ليعيشوا على هامش حياة صعبة يمكن أن تدفعهم إلى التكاسل والاتكالية، وجعلهم شريحة مستهلكة لافائدة ترجى منها بدل زجهم في معمل أو مشروع بناء أو الاستفادة مما لديهم من قوة جسدية وذهنية. وان لم يكن فبالامكان تأهيلهم بما ينفعهم وينفع مجتمعهم الذي هو بأمس الحاجة أليهم . إذن منح العاطلين فرص العمل من خلال سياسة استثمارية هو الحل الأمثل لمشكلتهم، لا منحهم مبالغ صغيرة بين الحين والآخر لاتسمن ولاتغني عن شيء .خلق فرص العمل مهمة من مهمات الحكومة وحق من حقوق المواطن الأساسية.الشريحة التي تعتمد في حياتها على رواتب الرعاية والضمان سيلازمها الفقر طوال الحياة ولاتجد منه فكاكا .السياسة الحكومية تتهم في بعض الأحيان بأنها صانعة الفقر والجهل الذي يسود مجتمعاً من المجتمعات من خلال عدم الأخذ بسياسة تعليمية أو صحية أو اقتصادية تتيح للمواطن ما هو أفضل في الحياة التي يحياها.الآن يمكن تشبيه ما يحصل عندنا بصاحب معمل لايعطي حقوق العاملين بما يوازي جهدهم فيجعلهم يتضورون جوعا ، لكنه بمناسبة دينية يوزع عليهم الصدقات.العراق مصنع كبير ومواطنه يطالب بفرصة عمل لا براتب رعاية. ولن تزول مشكلة الفقر أن لم تعالج أسبابها، وهذه الأخيرة ليست حقيقية عندنا، بالنظر إلى حجم الثروات التي تنعم بها ارض العراق بالقياس إلى عدد السكان، فالعراق ليس مصر التي تعاني انفجار سكانيا وشحة في الموارد التي يمكن لها تغطية الحدود الدنيا لمتطلبات عيش مواطنيها ، كما يمكن لحكومتنا معالجة مشكلة الفقر، طبعا و بالتزامن مع تنفيذ خططها الأمنية، وفتح الأبواب واسعة للاستثمار الخاص، مع تطبيق مفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص مع منح الأخير الضمانات الكافية من حيث توفير البيئة التشريعية والأمنية وغيرها من الضمانات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاظم محسن
2010-08-03
الدستور يلزم الدولة بالمادة -30 -على الدولة تحقيق السكن والعمل للفرد والعائلة السكن والعمل وكرامة عيش المواطن والمادة 22-توفير العمل للمواطن والمادة 111- الثروة ملك كل العراقيين في كل الاقاليم والمحافظات ؛ وحقهم العيش الكريم وتملك للسكن وحق العمل من اموالهم ؛ ضياع الاموال وتقاسمها بمنافع المسؤولين يحتم قرض البنك الدولي وشروطه منع تحقيق الامور لتحسين اوضاع المواطن ؛ لدينا 70 مليار دولار احتياطي ويجب تخصيص حصة من واردات النفط لتشريع قانون الضمان الاجتماعي والصحي وللسكن والعمل كما جاء بالمادة 30 و2
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك