المقالات

المنتزهات بين ابتزاز الأغنياء وحسرة الفقراء !!


عماد الاخرس

لقد أصبحت ظاهرة ارتفاع أسعار التذاكر وغلاء الخدمات داخل المنتزهات والمنتجعات العامة في عموم المحافظات بشعة تستحق متابعة ومراقبة الجهات المسئولة عنها.وواحد منها منتجع ومتنزه ( بين الجسرين ) في مدينة بعقوبة حيث إن الزائر لهذا المتنزه يلمس بوضوح ظاهرة الابتزاز لشريحة الأغنياء من ذوى الدخل العالي ممن لهم المقدرة على الدخول لهذا المكان الترفيهي الوحيد في المدينة وكذلك يشعر بالأسى والحزن لاستحالة قرب الفقراء وذوى الدخل المحدود من أبوابه !إن حبي لرؤية البسمة على وجوه الأطفال دفعني لزيارة هذا المنتجع ثلاث مرات وفى كل مره أحس بألم شديد بسبب ارتفاع أسعار التذاكر والخدمات الأخرى فيه وبما يثقل كاهل الشريحة الأولى ( الأغنياء من ذوى الدخل العالي ) أما بالنسبة للشريحة الثانية ( الفقراء من ذوى الدخل المحدود ) فالمصيبة أعظم لان أطفالهم لا حيله لهم سوى النظر إلى الألعاب الجميلة التي يحتويها المنتجع من خلف الأسوار !لقد ازداد ألمي كثيرا في زيارتي الثالثة لأنني كنت مصطحب لأربعة أطفال وعليك أيها القارئ الكريم أن تحسب مجموع مصاريفي فيها ومن المعلومات المبينة أدناه.. إن تذكرة الدخول للمنتجع يتم احتسابها على عدد أفراد الأسرة وحتى الطفل الرضيع فيها وفى هذه الحالة يصاب صاحب الأسرة ذو العدد الكبير من الأطفال بالصدمة ويلعن اليوم الذي أنجبهم فيه وهنا من المفروض أن يعتمد سعر التذكرة على الأسرة وليس على عدد أفرادها إلا إذا كانت نية إدارة المنتجع القيام بحمله لتقليل الإنجاب بهذه الوسيلة! أما سعر التذكرة لأي لعبه فهي ألف دينار وعليك أن تحسب المصاريف في حالة استخدام أربعة أطفال لثلاثة لعب على الأقل.. وهنا اعتقد بان خمس مئة دينار سعر مناسب لها.والعجيب في زيارتي الأخيرة استحداث قسم للألعاب المائية و لكن سعر التذكرة فيه ألفان دينار ومدة اللعبة لا تتجاوز 30 ثانيه! .. ومن دهشتي سألت المشرف عليها عن سبب ارتفاع سعر تذكرتها وقصر وقتها وأجابني بان هذا تبليغ الإدارة.. ذهبت إلى الإدارة واتصلت بأحد أفرادها وإذا به يجيبني بان هذه هي التسعيرة ولا علم لي بالتفاصيل! ولا أريد أن استمع لمن يقول بان الأسرة ذو العدد الكبير من الأطفال أو الفقيرة غير مضطرة لدخول المنتجع لان إجابتي في هذه الحالة بان هؤلاء يستحقون الحياة مثلما يستحقها أطفال الأغنياء وهذا القول ينبع من شعور غير إنساني ودليل على انعدام الرحمة والتفكير المجرد بالربح والمال واعتباره الغاية والوسيلة. لذا فغاية مقالي مطالبة الأخوة العاملين في إدارة المنتزهات ومنها ( بين الجسرين ) بضرورة إعادة النظر في الأسعار وتقليلها لان هذا يثقل كاهل الغنى ويزيد الفقير بؤسا وحرمان علما إن غايتها جميعا إدخال الفرح والسرور لنفس المواطن غنيا كان أم فقير وليس زيادة أموال المتعهدين لها.إن الإصرار على الأسعار المرتفعة يتطلب التدخل المباشر والسريع لمجالس المحافظات في الضغط على إدارات هذه المرافق وإجبارهم على إعادة النظر بالأسعار وعدم ترك حبلهم على الغارب لفرض الأسعار الخيالية حسب مزاجهم ضمن حسابات الربح فقط وبما لا يتناسب مطلقا مع دخل الفرد العراقي مستغلين اضطراب البلد السياسي.شكرا لإدارة المنتجع على اهتمامها ومبادراتها بإضافة المزيد من الألعاب والأقسام إليه ولكن ليس من الضروري إعادة الكلفة والأرباح في الأيام الأولى بعد افتتاحها!أخيرا أرجوكم لا تقولوا لزائريكم لتكن الأولى والأخيرة بل قولوا لهم نرحب بكم في أي وقت والرجاء تكرار الزيارة ويصيبنا الفرح ونحن نرى البسمة على وجوه أطفالكم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك