ثقافة الكراهية والدجل والقتل

«داعش» يحول الاطفال الى قنابل متنقلة في الفلوجة

2638 2016-06-12

بدأت القوات العراقية تتقدم في مواجهة "داعش" داخل منطقة مبان بمدينة الفلوجة، بينما حررت قطعات جهاز مكافحة الإرهاب حي الشهداء الثانية جنوب المركز بالكامل، بعد "هرب كبير" لعناصر التنظيم من مواجهة القوات العراقية.

 على الرغم من سيطرة تنظيم "داعش" على الفلوجة طوال العامين الماضيين، لم يضع في حساباته تجنيد الاطفال وتدريبهم عسكريا مثلما فعل في مناطق اخرى ومنها الموصل، معتبرا ان اطفال الفلوجة "معدين مسبقا للقتال معهم"، الى ان اشتدت المعركة فقام التنظيم بتهيئة الاطفال الذين يقعون تحت سطوته ليكونوا قنابل انتحارية.

ويذكر المواطن ثائر احمد (اسم مستعار)، وهو من الفارين حديثا من الفلوجة، ولا تزال عائلته فيها، ان الاطفال كانوا يتلقون دروسا دينية باستمرار، لكنهم لم يتدربوا على السلاح والقتال، فتنظيم "داعش" يعتبر اهالي المدينة جميعهم من مقاتليه، بضمنهم الاطفال.

ويكشف احمد ان "التنظيم وبعد المعارك الاخيرة ومحاصرته داخل المدينة، لجأ الى تجنيد عدد من الاطفال كانتحاريين"، مبينا ان "بعضهم تم أخذهم قسرا من عوائلهم، ولا احد يستطيع الاعتراض ومواجهة ابادة العائلة بالكامل".

ويرى احمد ان "تفخيخ الاطفال وتحويلهم الى عبوات من قبل التنظيم، يأتي لدفع الشك عنهم من قبل القوات الامنية التي تعمل على تحرير المدينة منهم"ويكشف تقرير دولي ان "ما يقرب من 350 عائلة من القرى التي تحيط بالفلوجة، وجدت الأمان في مخيم أبو غريب القريب من العاصمة بغداد، وبالكاد استطاعوا الهرب من داعش".

ثامر علي احد الفارين، كان يعرف أن المسلحين يحاصرون المدنيين، فاختبأ هو وعائلته في منزلهم وتركوا الباب مفتوحاً، وعندما اقتربت المعركة من قريته، يتذكر أن داعش طالب الجميع بالانتقال لمركز الفلوجة ليحتموا بهم كدروع بشرية.

أم خالد، التي خافت من كشف اسمها الحقيقي، هربت من بلدة الصقلاوية التي كانت تحت سيطرة "داعش" حتى نهاية الأسبوع الماضي.

لم يلعب الاطفال بألعابهم منذ عامين ونصف العام، لان قوانين تنظيم "داعش"، كانت تمنعها. فرّ هؤلاء الاطفال مع ذويهم منذ عدة ايام من المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، وسلموا انفسهم للقوات الامنية، وتتلخص الامنية الكبرى لهؤلاء الان في الامور التي كان "داعش" يمنعها عنهم، لكن كم هي الفترة التي ستمر لعودة الطفولة اليهم كي يتذكروا العابهم؟

لطالما اراد داعش انشاء "خلافة قوية" عبر الاطفال وتربية جيل جديد، وهؤلاء كانت لهم حصة من ذلك وقال احد الاطفال، "دروسنا كانت عن الاسلام. كانوا يقولون لنا بايعوا الاسلام. كانوا يقولون ان الجيش كفار. لا تجعلوهم يلعبون بعقولكم".

لا يزال الخوف من المعارك واصوات الرصاص مسيطرا على هؤلاء الاطفال بين الحين والاخر، لانه تمت معاقبة الكبار امام اعينهم وتلقينهم اغلب القوانين والتعليمات.

وقال طفل آخر، "كان يجب على الاطفال الجلوس في المنزل، وعدم الخروج بسبب العبوات المزروعة، لم نكن نستطيع ان نلعب، كانوا يضربوننا اذا ما تشاجر طفلان، كان علينا الذهاب الى المسجد، وكان علينا ارتداء الثوب القصير".

التنظيم بدوره لم يخف تجنيده للاطفال، وبث اكثر من مقطع فيديوي عن قيام عناصره بتدريب الاطفال واعطائهم دروسا بالدين ويقوم التنظيم بتجنيد الأطفال بالقوة، ولا يعرف العدد الحقيقي للأطفال المجندين لديه، إلا أنه في كل مرة تظهر إحصائيات جديدة، تؤكد ارتفاع أعدادهم.

المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق تقدر أن 12 ألف شخص هربوا من الفلوجة والمنطقة التي تحيط بها، لكن عندما تنظر إلى الصورة الأكبر في العراق، هذا مجرد قطرة في بحر المعاناة. فالأمم المتحدة تقدر أن ثلاثة ملايين وثلاثمئة ألف شخصاً نزحوا من منازلهم.

وهم ينتظرون انتهاء المعارك. فلربما يرجعوا إلى منازلهم يوماً ما.. أو ما تبقى منها.

................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك