ثقافة الكراهية والدجل والقتل

"داعش" يعدم أشباله المعاقين عملا بتعاليم النازية

1618 09:58:30 2015-12-15

تناقلت وسائل الإعلام أنباء مفادها أن إجرام عناصر "داعش" وصل بهم إلى إعدام 38 طفلا معاقا ولدتهم لهم سباياهم ومن ملكت أيمانهم من الإماء والجواري في سوريا والعراق.

 وذكرت وسائل إعلام ومواقع التواصل الإجتماعي أن الأطفال "المحكومين" بالإعدام على أيدي الدواعش كانوا في معظمهم من المصابين بمرض البلاهة المنغولية (متلازمة داون)، وأن الأطفال الذين تصنفهم البشرية بين ذوي الاحتياجات الخاصة لقوا حتفهم خنقا أو بحقنهم بعقاقير خاصة بـ"أحكام" نفذت بموجب "فتوى" صادرة عن "قاض شرعي" سعودي الجنسية.

والملفت في هذه الإعدامات حسب المصدر، أن معظم المشمولين بها ولدوا لمسلحي "داعش"، وأن أكبرهم سنا لم يدخل شهره الرابع، فيما أعدم أصغر "المحكومين" قبل أن يبلغ أسبوعه الثاني من العمر.

الخبراء، ومن على أدنى دراية بتاريخ النازية ونشوئها، ووصول هتلر إلى الحكم في ألمانيا الذي تمخض عنه نشوب الحرب العالمية الثانية وويلاتها، سارعوا محقين إلى الربط بين ممارسات "داعش" هذه وتعاليم هتلر والنازية لتنقية الأعراق.

فهتلر، فضلا عن معسكرات التطهير العرقي التي أقامها في أوروبا وعلى أراضي الدول التي غزتها جحافل جيوشه الجرارة، طبق "برنامجا" لتنقية العروق البشرية تمثل في الإبقاء على الأشداء والأصحاء بدنيا وعقليا، كما أمعنت فرق متعددة من "أطباء وعلماء" النازية في إجراء التجارب على البشر وحقنهم بمختلف العقاقير وانتظار النتائج، إضافة إلى تجريب الأسلحة الجرثومية والكيميائية عليهم لاكتشاف أثرها، وتعريضهم لعمليات زرع الأعضاء أو استئصالها دون تخدير!

الإنسان في عرف هتلر وأتباعه تحول إلى فأر مخبري. "فبحوث" هتلر اقتصرت بادئ الأمر على اليهود، ومن ثم سرت على شرائح من الأسرى السوفيت، وأخيرا انسحبت على الآريين أنفسهم، وخصي مئات آلاف الرجال الألمان كي لا تلد لهم ذرية "تعكر" أو تشوب نقاوة العرق "المتفوق".

وبعد العودة إلى هذه الصفحة المظلمة من تاريخ أوروبا والبشرية، يتضح أن فكر الظلام قد استنسخ ولكن على أيدي أشخاص ربما ولدوا مسلمين، ومن ثم تحولوا إلى متزمتين وبعدها صاروا متشددين حتى أمسوا في نهاية المطاف إرهابيين وسفاحين ووحوشا تتلذذ بقتل النفس البشرية، استنادا إلى "فقه" واحد منهم يسمي نفسه "قاضيا شرعيا" وينزل أحكاما نازية تصاغ بشرع هتلر وأعرافه، لا بشرع الأديان والخالق.

 

نصب تذكاري لضحايا النازية من الأطفال في جمهورية التشيك Reuters David W Cerny نصب تذكاري لضحايا النازية من الأطفال في جمهورية التشيك

ومنه، فإن مبدأ إعادة التاريخ نفسه يتجلى هذه المرة على أرض سوريا والعراق، فيما أن الأهم في هذا الأمر أن الدول التي سعت منذ البداية إلى دعم الإرهابيين تارة، والتغاضي عنهم تارة أخرى لتنقلب الآية بأيديهم في سوريا، إنما تعيد الكرة متجاهلة التاريخ ودروسه.

فالدول الغربية الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الأولى كانت تتغاضى عن النازيين ونشاطهم السري تارة، وتمد لهم يد العون تارة أخرى حتى وصلوا بزعامة هتلر إلى السلطة في ألمانيا. وبعد أن ترسخت النازية هناك وقامت دولة جبارة على عظام البشر، استمرت هذه الدول وبينها الأوروبية في تجاهل ممارسات النازيين في ألمانيا، بل راحت تساندهم معنويا وسياسيا حتى استولوا بالكامل على زمام الأمر والنهي. وكل ذلك من أجل إضعاف الاتحاد السوفيتي أو ضربه بأيدي النازيين، الذين ضربت أيديهم أوروبا أولا، قبل أن تطال الاتحاد السوفيتي ودمرت المدن الأوروبية وعاثت بها فسادا، لم يخطر على بال جند التتر والمغول ولم يدركه فرعون ونيرون.

وعليه، ألم يحن الوقت للعواصم التي ترعى الإرهاب أن تتمعن، أو تفقه حقيقة أن التاريخ يعيد نفسه، وماذا إذا وصل إلى الحكم في دولة أو أخرى "داعش"، والزمر المنبثقة عنه التي يرى فيها الرعاة أنها "معتدلة" ويحاججون ببرائها من الإرهاب؟ وهل أن العواصم التي أمعنت في تربية الأفاعي لا تزال تؤمن بأنها بمنأى عن اللدغ وأن رجالاتها لن تخصى، ومتى ستذعن هذه العواصم للواقع وتلتحق بتحالف فعلي وحقيقي تدعو إليه روسيا للقضاء على الإرهاب في جحره، أم أن الأوان لم يحن بعد، وقتل المعاقين مباح؟

صفوان أبو حلا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك