اليمن

غارات بلا أثر... جبهة الحوثيين تصمد وواشنطن تتراجع من حافة النار


رغم مرور أسابيع على بدء التصعيد العسكري ضد جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن، ورغم كثافة الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة واسرائيل في صنعاء والحديدة وصعدة، إلا أن النتائج الميدانية لا تزال محدودة، وسط مؤشرات على فشل أهداف العملية في تحقيق انكسار استراتيجي أو خلخلة داخلية في صفوف الحوثيين.

وأكد الخبير في الشؤون الأمنية، صادق عبد الله، اليوم الثلاثاء (6 أيار 2025)، أن الولايات المتحدة والكيان المحتل يواجهان ثلاث عقبات معقدة في سعيهما لإضعاف الحوثيين، رغم تنفيذ عشرات الغارات الجوية خلال الأسابيع الماضية.

وقال عبد الله في حديث صحفي"، إن "الولايات المتحدة والكيان المحتل شنّا بين 150 إلى 200 غارة جوية استهدفت سلسلة طويلة من المواقع في صنعاء والحديدة وصعدة ومدن يمنية أخرى، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين وتسبب بأضرار مادية جسيمة"، مبينًا أن "رغم زعمهم استهداف مقرات وأهداف نوعية تابعة للحوثيين، إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا".

وأوضح عبد الله أن العمليات العسكرية اصطدمت بثلاثة تعقيدات رئيسة، أولها "ضعف المعلومات الاستخبارية الدقيقة عن القيادات المؤثرة في هرم جماعة أنصار الله"، وثانيها أن "أغلب الأهداف التي تم قصفها كانت أساسًا خارج الخدمة، كالمطارات والموانئ"، أما التعقيد الثالث – وفقًا للخبير – فهو أن "الشعب اليمني اعتاد ظروف الحرب والمعاناة، ما يجعل تأثير الضربات محدوداً، ولا يؤدي إلى تململ شعبي، بل على العكس يعزز من الالتفاف حول الحوثيين".

وأضاف عبد الله أن "أمريكا والكيان تفاجآ بمستوى تطور القدرات الصاروخية لدى الحوثيين، والتي تُعد من الأكثر تطوراً في المنطقة، وهذا أربك حساباتهم بشكل واضح"،

مشيرًا إلى أن "الغارات قد تستمر لفترة محددة لكنها لن تصل إلى مرحلة الاجتياح البري، لأن ذلك سيغرق واشنطن وحلفاءها في مستنقع يصعب الخروج منه، وهم باتوا مضطرين قريباً لعقد هدنة مع الحوثيين بعد إدراكهم أن التصعيد لم يؤدِّ إلى وقف الهجمات على الكيان أو على البوارج الأمريكية في البحر الأحمر".

وتأتي هذه التطورات في وقت تتعرض فيه القوات الأمريكية والمصالح الغربية لضغوط ميدانية متواصلة على جبهات متعددة، أبرزها اليمن والعراق وسوريا، حيث تزداد تكلفة الرد العسكري مقابل جدوى سياسية متضائلة. وفيما كانت واشنطن تراهن على حملة ردع خاطفة تُضعف جماعة أنصار الله وتوقف استهدافاتها للبحر الأحمر، تبدو اليوم مضطرة لإعادة تقييم الحسابات بعد أن أثبت الحوثيون امتلاكهم زمام المبادرة ومخزونًا من القدرة العسكرية غير المتوقع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك