اليمن

لا تصالح..!

1041 2023-11-10

عبدالملك سام ||

 

أمريكا منحت (الزعامات) العرب بعقد قمة يوم غد بعد أن منحوا إسرائيل" الوقت الكافي لذبح أكبر عدد من الفلسطينيين، وسيخرج علينا الإسرائيليين بعد أن يرتوي بعض عطشهم الدائم للدماء ليعلنوا بأنهم شكلوا لجنة لتقصي الحقائق، ثم يتم إحالة بعض الضباط والجنود لتحقيق في غرفة مغلقة يدخلونها وقد رسموا على وجوههم أمارات الجدية والخطورة، ثم يغلقون الباب على أنفسهم ليشبعوا ضحكا على هذه المسرحية الهزلية أمام العالم الساكت الذي لا يؤمن إلا بمنطق القوة!

لقد فعلوها عشرات المرات بعد كل مجزرة أرتكبوها مع سبق الإصرار والترصد، وبدم بارد لأنهم يعرفون - بل ويؤمنون - أنهم فوق أي قانون، وهم متأكدون أنهم سينجون بفعلتهم! فعلوها يوم مسحوا (دير ياسين) واكثر من 400 قرية فلسطينية مسالمة من على الخريطة، ثم منحوا (مناحيم بيغن) جائزة نوبل للسلام! فعلوها يوم أرتكبوا مجزرة (صبرا) و(شاتيلا) بمعية "القوات اللبنانية" ثم عاقبوا (آرييل شارون) بأن غرموه بضعة "شياكل" إمعانا في الإهانة، وتمت ترقيته فيما بعد حتى صار رئيسا للوزراء!

فعلوها يوم قصفوا (بحر البقر) في مصر، ويوم أعدموا الجنود العطشى في سيناء، ويوم أسقطوا طائرة مدنية على متنها وزير الخارجية الليبي، ويوم قصفوا مقر القوات الدولية التي احتمى فيها عشرات اللاجئين جنوب لبنان، ويوم اغرقوا سفينة (ليبرتي) الأمريكية التي صورت إحدى جرائمهم، ويوم داست جرافتهم (راشيل كوري) و ......الخ!! وعقب كل جريمة كانوا يتعذرون ويشكلون لجان تحقيق، وعندما ينصرف العالم وهو يضرب كفا بكف، ينشغل الصهاينة بالإعداد لجريمة أخرى!

هم واثقون بأننا - والعالم بعدنا - سننسى، ولذلك هم يكررون الجريمة بدم بارد، ومتأكدون بأنهم سينجون بفعلتهم، وبعد كل جريمة يكرمون قادتهم الأشد إجراما؛ فما فعلوه يعد من وجهة نظرهم عمل بطولي وضروري في تاريخ كيانهم القذر.. في حين أن اليهودي منذ القدم لا ينسى ثأره، بل لا ينسى من حاصره أبدا..

اليهود يكرهون العراقيين بسبب ما فعله البابليون، ويكرهون المصريين بسبب ما فعله الفراعنة، ويكرهون الأوربيين بسبب تاريخ طويل من الصراع والتهجير والعزل والاحتقار والعنف الذي حولهم إلى كائنات متوحشة، وبعدها رموا بهم إلى منطقتنا بعد أن صار اليهود جماعة من المسوخ! وهاهم يخرجون كل تلك الأحقاد على شعب فلسطين الطيب، وقريبا على باقي العرب!

يصرخ الشاعر (أمل دنقل) فينا منذ الأزل مذكرا:

لا تصالح على الدم حتى بدم!

لا تصالح ولو قيل رأس برأس!

أكل الرءوس سواء؟!

أقلب الغريب كقلب أخيك؟!

أعيناه عينا أخيك؟!

وهل تتساوى يد سيفها كان لك، بيد سيفها أثكلك؟!

المعركة الأخيرة التي ما تزال دائرة حتى اللحظة من المفترض أن تعلمنا، وأن توقظ مشاعر السخط فينا، وأن تجعلنا ندرك أن هؤلاء المجرمين يسعون لإبادتنا.. إذا أردنا أن نخرج من هذا التيه الذي أورثنا الذل والقهر وحتى اليأس، فيجب علينا ألا نقبل بالمساومة التي يجيدونها بخبث فتظهر أسوأ ما فينا، وتطمعهم أكثر ليتمادوا في ظلمنا.

يجب ألا ننسى مئات المجازر التي سفكت دماء الآلاف من الأبرياء وأدمت قلوبنا، وأن نصر على حقنا الذي لا يقبل أنصاف الحلول، وأن نتعلم أن نحقد على من ظلمنا ليظل ثأرنا حيا في قلوبنا فلا نغفل، وألا نسكت حتى لا ننسى.. يجب ألا نصالح إلا بعد أن نقتص من الظالمين، وأن نقاطع تجارتهم وسمومهم التي تقتلنا وتدمر أرضنا، وأن نتحرك ونصبر ونصابر ونعلم أطفالنا ألا يصالحون من لا عهد لهم ولا ذمة حتى تحرير مقدساتنا وأخر شبر في أرضنا؛ فهولاء لا يريدون صلحا معنا، فكيف نقبل بأن نصالح؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك