عبدالجبار الغراب ||
ماحققتها معركة طوفان الأقصى من نجاحات واسعة النطاق ، ونتائج سريعة المنال ، وعلى مختلف الأصعدة والمسارات ، وبسرعة خاطفة نحج عنصر المفاجأة فيها لتحقيق الانتصار ، لتستمر في تصاعدها الكبير وارتفارع في نسقها السريع ، وبالكيفية المحددة والمرسومة والمخططة لها من قبل قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس ، ومعهم مختلف فصائل المقاومة الإسلامية الفلسطينية ، ليعطيهم النصر الكبير وبذلك الإنفراد في المهارة والتكتيك القتالي إسناد ودعم جماهيري داخلي فلسطيني شامل ، وتأييد شعبي عربي إسلامي كامل ، ومن دول محور المقاومة الإسلامية مباركتها لعملية طوفان الأقصى وإستعدادها للمشاركة اذا أستدعت الحاجة والضروة لها ، وهو ما يعزز لحمة الإصطفاف والتكاتف للمحافظة على هذا الانتصار ، والذي غاب عن العرب والمسلمين منذو خمسين عام وتحديدآ ب 6 أكتوبر 1973.
فالتداعيات لعملية طوفان الأقصى أوضحتها تلك المظاهرات الكبيرة والحاشدة في اغلب الدول العربية والإسلامية ، وإعلانهم وإستعدادهم الإسناد والوقوف لإستمرار هذه الانتصارات التي حققتها كتائب عزالدين القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية.
فالمواقف الأمريكية وعلى ضوء هذه الأحداث المتسارعة والتي كشفت عورة الجيش الذي لا يقهر وأمام الجميع يعلنوها وبصراحة وعبر البنتاجون أرسالهم لحاملات الطائرات الى الشرق الأوسط وبمختلف الطائرات الحربية من أف 35 و أف 16 بسبب ما تعرض إليه كيان الإحتلال الإسرائيلي من خسارة مذلة في عملية طوفان الأقصى ، والتي والى الآن أدت الى إرتباك وتخبط كبير لد سلطات الكيان في كل النواحي السياسية والعسكرية والإستخباراتية وحتى الاقتصادية والتى تهاوت البورصة فيها الى اكثر من 6% ، فكل ما تحاول أمريكا خلقه يدخل في إطار محاولة إنقاذ العدو الصهيوني والذي وبعد أكثر من 40 ساعة من المواجهات بدأت تتضح وتتكشف مدى الخسائر المهولة التي لحقت بالعدو الصهيوني في ارتفاع كبير لعدد القتلى والذي وصل الى الان وحسب ما أعترفت به سلطات الكيان أكثر من 700 قتيل وجرح أكثر من 2500 أغلبهم في وضعية حرجة وصعبة وحديثهم عن الأسرى لأكثر من 100 اسير جندي.
وانه مع إستمرار العملية والسيطرة القائمة لمقاتلين المقاومة الفلسطينية وفي مناطق غلاف غزة وفي أكثر من موقع وعجز قوات الكيان الصهيوني في السيطرة على كل المواقع التي نجح مقاتلي المقاومة من التمركز بها وجعلها مواقع للاشتباك مع قوات العدو الصهيوني ، بل انه قد تعزز الانتصار بظهور عمليات أخرى ناجحة وإختراقات متواصلة لنقل العتاد والإسناد والإستبدال للمقاتلين ونقل اليهم ما يحتاجونه من أدوات للمقاومين الابطال البواسل ، فكان لصعوبة الموقف الصهيوني في إعادته وسيطرته على محيط غلاف غزة تداعياته للمخاوف الأمريكية والتي جعلتهم يفكرون بنوايا خبيثة لمساعدة وإمداد الكيان بما يحقق لهم إستعادة زمام الأمور وهو المستحيل بعينه.
ومع حدوث التطور الحاصل في الجهة الشمالية من ناحية الأراضي اللبنانية وتبادل النيران بين حزب الله وقوات الإحتلال أحدث من جانبه مخاوف أمريكية غربية لتعزيز القول الشعبي العربي الإسلامي للمحافظة على الإنتصار والذي غاب على العرب والمسلمين لعقود من الزمان ، فمن المستحيل إيقافه بعد الآن ، وسيكون المحافظة عليه بشتى الوسائل الممكنة والمتاحة والضرورية ، وايضا تصاعد النشوة والفرح والسعادة للشعب العربي والإسلامي والذي زاد من حدة الغليان والكراهية للكيان الصهيوني ، ودليله في ما حدث من تداعيات لعملية طوفان الأقصى وهو الإرتداد الذي حدث في الإسكندرية المصرية عندما قتل شرطي مصري إثنيين من الإسرائيلين.
فلا لوسائل استخدامهم للطيران التقليدي الحربي من ناحية القصف المباشر للعدو الإسرائيلي ماضية السيئ فقط في إرتكاب المجازر بحق المواطنين وإنعدام الخيارات لتحقيق بعض مكاسب قد تخرجه بماء الوجه من هذه المعركة التي أهانتهم وكشفت ضعفهم وتهاوي قوتهم ، فإستخدامهم للطيران لقتل المواطنين الساكنين في منازلهم في قطاع غزة عادة أستمر عليها لإرضاء الشارع الإسرائيلي المشتعل ضد حكومته من جراء هذا الانتصار العريض للمقاومة الفلسطينية.
ومن ناحية ثانية فلا يمكن للعدو الصهيوني تنفيذ الإجتياح البري لقطاع غزة : لإنه يعلم عواقب هذا الإقدام ، وان إستمرارة في قصف الأبنية السكنية والابراج ومنازل المواطنين ستكون عليه عواقبها الكبيرة وسيكون لتداعياتها عظمتها للاسراع في زواله المحتوم ، وهو المنتظر والمأمول والمتوقع.
وما تتناقله معظم وسائل الإعلام الغربية وعن الأمريكان أنفسهم بانه وجود أسرى لد المقاومة الفلسطينية يحملون جنسيات أمريكية ومن المكسيك وفرنسا وبريطانية يضع الكثير من علامات الإستفهام عن نوايا خبيثة تدار لخلق الأعذار وبأن من تم اسرهم هم من دول غربية وامريكية ، وهو ما يعلمه الجميع بأنهم يهود لا وطن لهم ولا أرض فهم استوطنوا
في الأراضي العربية الفلسطينية ، ومن هنا ينبغي على دول محور المقاومة الإستعداد التام لكل ما ينوي فعله الأمريكان من مخططات لخلق الذرائع لإنقاذ الكيان من مغبة زواله التي بانت معالم وضوحه ببداية تحققها ، والقادم أعظم ومرتب ومعد لكل سيناريوهات المواجهة مع الأمريكان ، فمحور المقاومة لديه من القوة ما يجعلها تردع أمريكا والغرب ، وتوقفهم عن ارتكاب حماقة الإقدام والتهور لمساعدة الصهاينة بصورة مباشرة او غير مباشرة، وهذا ما سيشعل المنطقة برمتها ويقود في الأخير الى العجلة والتسريع بزوال نهائي للكيان وطرد ما تبقي من الوجود لقواعد الأمريكان في دول وسواحل وجزر وبحار الشرق الأوسط والمنطقة العربية بالذات. وان غدآ لناظرة لقريب.
https://telegram.me/buratha