اليمن

اليمن/ التأميم (أحيانا) هو الحل!

1523 2023-05-30

عبدالملك سام ||

 

كلما زاد حجم الشركات التجارية والصناعية، كلما كانت قدرتها التنافسية أكبر، وأسعارها أفضل، إلا في اليمن! فكلما زاد حجم الشركة كلما كان حجم الجشع والطمع والإحتكار أكبر، بل بلا حدود! والأسواء من ذلك أن أصحاب هذه الشركات لا يشبعون ولا يتورعون عن إستغلال الناس، بل والأسواء أيضا أنهم لا يكفون عن الشكوى والتظاهر بأنهم الطرف المسكين والمظلوم والمغلوب على أمره دوما!

لقد أبتلي اليمن بعدة أبتلاءات منذ أن قالوا عنه أنه اليمن السعيد، ومن بعدها لم نرى السعادة أبدا؛ فأنفجر السد، وتفرق الناس، ووصل الغازون من كل حدب وصوب، وتوالت الكوارث، وتتابعت النكبات! حتى يوم أن قمنا بثورة لعل وعسى أننا سنخرج من هذه التعاسة، إلا وقامت الدنيا ولم تقعد، وأجتمع اللصوص من مشارق الأرض ومغاربها للوقوف ضد ثورتنا وحرية قرارنا!

من ضمن ما أبتلينا به هو طغمة التجار الفجار الذين لا يرعون لمواطن إلّاً ولا ذمة، ورغم الظروف التي نمر بها بسبب العدوان والحصار والمرتزقة، إلا أننا لم نشعر يوما أن لدينا تجارا يمنيين، بل هم إلى الإسرائيليين أقرب! لم يحدث يوما أن وجدنا الأسعار تنخفض، رغم أنها ذات الأسعار التي ترتفع عند كل مناسبة؛ فترتفع لو أرتفع الدولار، وترتفع إذا نزلت أمطار، وترتفع في رمضان، ثم ترتفع في العيد، ثم ترتفع في عيد العمال وعيد الأم والشجرة، واليوم العالمي لحقوق الحيوان.. ثم ترتفع إذا حدث شيء، وترتفع - ايضا - إذا لم يحدث شيء! ولا يمكن أن ينزل سعر أي سلعة ما لم يكون فيها عيب ما، أو أن تاريخ صلاحيتها قد أنتهى!

قبل أيام صدر بيان عما يسمى "إتحاد الغرف التجارية" لإدانة (تدخل) وزارة التجارة والصناعة السافر لتحديد أسعار بعض السلع! وهو أمر لم يستطع التجار أستيعابه؛ فما لوزارة التجارة وللأسعار؟! ربما هم تفاجأوا أن هناك وزارة بالأصل؟! وأنها أيضا تريد أن تمارس دورها الذي كان لا يتعدى أن يحضر مندوبها لمجالس الطرب التي يعقدها التجار أسبوعيا، ثم يأخذ هذا المندوب ظرف "المكافأة" ويرحل! وإذا بالأسعار تعاود الإرتفاع، وجيوب التجار تمتلئ مجددا بالحلال والحرام.. لا يهم!

رحم الله الأباء؛ فلم يكن أحدهم يدخل السوق إلا بعد أن يتفقه في الدين، فيعرف الحلال من الحرام، ويعرف ماهو الربا والغش والإحتكار وغيره من أوساخ التجارة، أما اليوم فحدث ولا حرج! فمن خنوص، إلى خنزوان بدرجة مدير شركة، فيأكل ويأكل ولا يشبع، وفي حال أن جاءه أحد ليقول له أتق الله، أخذته العزة بالإثم، وذهب ليصدر بيان!

كالعادة، فنحن لا شغل لنا بهؤلاء الجشعين، والمسؤولية تقع على عاتق حكومتنا لتتعامل مع هؤلاء الطغمة الفاسدة والمدللة، ولا يجب أن تقلق الحكومة من ردة أفعال المواطنين، فالأمر واضح.. لقد انتهى العهد الذي كان التجار فيه يدعمون المرشح الفلاني لكي يغض الطرف عن تجاوزاتهم عندما يصبح مسؤولا، والشعب اليوم يعرف من الذي يقف ضد مصالحة، والأسعار تعتبر مصدر وجع دائم لكل مواطن يمني.. والتأميم (أحيانا) هو الحل؛ فكما أن حرية التجارة ليست خيرا مطلق، فإن تدخل الدولة لدعم الإقتصاد ليس شرا مطلق، بل أنه غالبا ما كان يعتبر حلا ناجعا في حياة الكثير من الشعوب.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك