اليمن

الجيش اليمني بين الماضي والحاضر

2142 2022-10-26

عبدالملك سام ||

 

من يتذكر الماضي بإنصاف وتجرد، فلابد أن يشعر بالفخر بما حققه ويحققه بلدنا وشعبنا؛ فمن كان يصدق أننا سنرى جيشنا وهو يحمي بلدنا وحقوقه المنهوبة بهذه القدرة والقوة. ففي الماضي لم يكن الجيش إلا فزاعة لأبناء الشعب وللإستعراض فقط، وهذا بشهادة رأس الدولة في تلك الأيام، رغم أنه كان يستنزف نصف ميزانية الدولة المستنزفة أصلا!

لعقود من الزمن، تم بناء الجيش للداخل، في حين أننا كنا نرى التقاعس والتبرير في الرد على أي عدوان خارجي، كما حدث مثلا في قضية إحتلال إرتيريا لجزر يمنية، أو عندما كانت قوات (المارينز) تنفذ عمليات داخل البلد دون رادع. رغم أنهم في تلك الأيام كانوا يصدعون رؤوسنا ليل نهار بقدرات وإمكانات الجيش اليمني.

كان الضباط حينها أساطين الفساد، وكلنا نتذكر تلك الحوادث الغريبة والمؤسفة التي كانت تحدث للضباط الشرفاء حصرا! وكان من الطبيعي أن تجد ضابطا في الجيش وهو يمتلك الفيلات والمشاريع والعقارات، بالإضافة للدور الذي كانوا يمارسونه في الإتجار بالآثار وقضايا الناس.

السؤال الذي كان يخطر ببالي في تلك الأيام، وأنا اشاهد أحدهم يمشي متبخترا وكرشه يهتز أمامه بمتر، هو كيف لهذا الكائن الرخو المليء بالدهون أن يكون عضوا في مؤسسة حكومية يفترض بها أن تمثل قوة وهيبة الدولة؟!

اليوم تحولت هذه المؤسسة للشعب فعلا، وصارت مما يبعث الفخر والطمأنينة للمواطن بعد أن كانت سببا في خوفه وقلقه. وهذا ببساطة ما كنا نتحدث عنه عندما كنا ننتقد عقيدة الجيش السابقة؛ فقد كان الجندي والضابط في خدمة العائلة التي كانت تعتقد أنها تملك البلاد والعباد، وأن كل شيء مسخر لتلبية حاجاتها التي لا تنتهي عند حد!

كل التغيير الذي حدث في كفة، وأن نرى أسلحة مصنعة محليا في كفة أخرى؛ فمن كان يصدق أننا سنعيش حتى نرى سلاحا يمنيا دون أن نحتاج "كاتلوج" أو خبير أجنبي يعلمنا كيف نستخدمه، ونحن من كنا عاجزين عن تصنيع إبرة، بينما الإعلام الرسمي حينها كان يسرد علينا منجزات (هبل) حتى ظن البعض أنهم يتحدثون عن بلد آخر!

لقد كنت من ضمن الذين فغروا أفواههم من الدهشة عندما أستمعت لتصريح المتحدث بإسم الجيش، وهو يتحدث عن عملية إيقاف السفينة التي جائت لتسرق نفطنا. ولمن لم يدرك بعد ماذا يعني هذا الإنجاز، فأنا أظن أنه سيظل متبلدا لفترة طويلة قادمة، وأنا أعذره وأشفق عليه أيضا؛ فما حدث أمر عظيم وغير متوقع، أما لماذا أشفق عليه فلأنه لن يستطيع أن يستوعب ماهو قادم، ألم يتوعدهم القائد منذ بداية عدوانهم بأن القادم أعظم؟!

تحية إجلال وإكبار للضباط الأحرار الذين كان لهم دور عظيم في بناء هذا الجيش، والذين كانوا إستثنائيين بعطائهم وتحركهم.. أنتم فخرنا، وبسواعدكم سنقهر العدوان، وتعود الحقوق، وتصان الأرض، ويتحقق الأستقلال.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك