اليمن

رسالة للعزيز "محظوظ"

2731 2022-08-22

عبدالملك سام ||

 

عزيزي محظوظ..

لا أعرف من أين ابدأ معك الحديث، فمنذ فترة وأنا أفكر أن أكتب لك، ولكني كلما بدأت ترددت حتى لا اجرح مشاعرك، رغم أني متأكد أنك لن تبالي بما سأقوله؛ فبالك واسع كما يقال عنك، ويدك طويلة، وخيرك قليل، وشرك كثير. ورغم هذا احسست أنه من واجبي أن أقول شيئا، ربما من باب الحرص، أو من باب تمضية الوقت، أو ربما من باب "اللهم هل بلغت"، أو أي باب تريده، فالمهم أنه كلام من القلب لأجل مصلحتنا جميعا..

أنا لا أعرف لماذا يتكلم عنك الجميع بهذه الطريقة، وستجد في كلامهم مرارة لا حدود لها، وقد خطر لي أنهم جميعا قد وقعوا في شرك الإشاعات المضللة، ولكن الغريب أن الجميع مجمعين على كلام واحد! وطبعا ليس من الممكن أن يكونوا جميعا مخطئين؛ فأنا أعرف أن الله إذا أحب عبدا ألقى عليه محبة في قلوب الناس، وهذا غير حاصل معك للأسف! كما أن وظيفتك ليست من النوع الذي يمكن أن تكون سببا لكل هذا الأنزعاج والتوتر، وهي وظيفة روتينية وبسيطة لأبعد الحدود، فماذا يحدث فعلا؟!

عزيزي محظوظ.. يقال أن السبب قد يكون هو تعاملك الفظ مع الجميع، وهذا أمر لا يليق بك وأنت في مكان كان من المفترض أن يكون في خدمة الناس، فكيف يتصرف الخادم مع المخدوم؟! وفكرت أن السبب قد يكون بسبب أنك تمثل حجر عثرة لأصحاب المصالح، لكن الغريب أن منتقديك من عدة فئات مختلفة، فمنهم المصلحي والفقير والمرجف والمؤمن والسياسي والبسيط.... وغيرهم! فكيف أجمعوا جميعا على كلام واحد بأنك حجر عثرة والسلام؟!

صدقني، أنا لا أحمل لك أي مشاعر حقد أو حسد، ولست مهتما بمركزك أو عملك، وما يهمني هنا هو أن أبحث عن الحقيقة فعلا، خاصة وأنت متهم بأنك أحد أهم أسباب نقمة الناس على رجال الثورة! قد تكون هناك مبالغة ربما، ولكن ماذا فعلت أنت لتغير هذه النظرة السلبية عنك؟! ربما إهتمامي بهذا الأمر عائد لطريقة تفكيري؛ فأنا أعتقد بأني لو كنت مكانك لأنسحبت من عملي الذي أدى لوجود كل هذه العداوة والبغضاء لي ولمن أمثلهم، ولبحثت لنفسي عن عمل آخر أستطيع من خلاله أن أفعل شيئا يرضي الله وخلقه، خاصة وأن ما تفعله ليس عملا محوريا قد يؤدي إلى كارثة لو أداه غيرك، وهناك الكثيرين ممن يستطيعون إنجازه بسهولة ويسر.

لا أريد أن تغضب من كلامي، ففي الأخير هي نصيحة صديق، وتستطيع أن تتجاهلها، وتستطيع أيضا أن تفكر فيها بشكل عقلاني، فربما أنت مخطئ في كيفية أداء عملك فتعدل من تصرفك، وربما الخطأ في فهم الناس لك، وهذا يتطلب أن تكتسب مهارات في فن التعامل مع الآخرين، أو قد يكون مناسبا أن تكتسب موظفا للعلاقات العامة. المهم أنك يجب أن تفهم أن عملك أمانة ويجب أن يرضي الناس الذين تخدمهم، وليس الجميع بالطبع؛ فرضاء الناس غاية لا تدرك، ولكن لنقل معظم الناس خاصة البسطاء منهم. وإذا ما عجزت عن ذلك فصدقني: أرحل، أرحل قبل أن يجبرك على ذلك الواقع، وقبل أن يتحول غضب الناس طوفانا يجرفك، فنحن جميعا عايشنا فترة التغيرات، وعرفنا ماذا يستطيع غضب الناس أن يفعل!

عزيزي.. قل ما شئت عن كلامي هذا، فأنا والله صادق في نصحي، ولا منفعة لي من وراء كلامي سوى مصلحتنا جميعا. لست مدسوسا ولا طامعا في كسب عداوتك، وليس لي معرفة شخصية بك. أنا واحد من الناس الذين تؤرقهم هموم الحياة ومصلحة البلد.. أنا مواطن مثلك ومثل الكثيرين الذين لا يريدون سوى أن ننتصر في معركتنا اليوم ضد المحتلين والمرتزقة، وأنا واحد من ملايين لا يحلمون سوى بأن ننتصر ويصير بلدنا عظيما كما يليق به، وصالح لعيشنا نحن وأبنائنا، ونريد أن نعيش بكرامة، ودون وجود فساد، فقد تعبنا كلنا.. أليس كذلك؟! وأنت محظوظ فعلا لأن هناك الكثيرين ممن يتمنون نجاحك في عملك، وهم - لحسن الحظ - أكثر من الذين يتمنون فشلك.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك