عبدالجبار الغراب ||
بالتمادي والطغيان وبالعنجهية والإستكبار وبالقتل المتعمد الوحشي والجبان وبالشكل المباشر واصل تحالف العدوان حربه العبثية على اليمن واليمنيون مستهدفون الإنسان وأملاكه ومقدراته ,وبإستمرار وعلى مدار سنوات حربهم العدوانية يقصفون المقصوف لعشرات المرات, وبأشكال وأساليب وباختلاقهم للروايات والأكاذيب يزيفون الحقائق ويدعون الزور والبهتان و يستخدمون التظليل ويروجون لإدعاءات واهية وبمغالطات واضحة لأجل القيام بالقصف والإستهداف للمباني السكنية ولشبكات الاتصالات وللملاعب والمنشآت الرياضية, حتى المنفذ الوحيد لليمنيون المحاصر من قبل تحالف العدوان ميناء الحديده لم يخلو من الإتهامات والأباطيل والتلفيقات والأراجيف بوجود أحيانا ورش لتصنيع الصواريخ وهناك بالمطار والملعب الرياضي لمدينة الثورة بالعاصمة صنعاء بوجود مخازن للصورايخ والأسلحة.
فكم هي تظليلاتهم ومغالطاتهم وتحايلاتهم لكنها جميعها كانت بفعل محاولات يائسة فاشلة لإستدراك حفظ ماء الوجه لهم لأجل محاولة خروجهم بصورة ولو جزئية من حرب اليمن الخاسرة لهم يحصلون عليها بالتلاعب وجعل الإنسان محل مقايضة وإستثمار وابتزار ,وأيضا هي في حسابات العسكريين عبارة عن محاولات للتبرير الخسارة والإنكسار والهروب من كارثة الهزيمة الكبيرة , واذا ما تم لقاء وعقد على إثر ذلك اتفاق كما حدث في السويد كان للتنصل وعدم الوفاء كشفه لخبث وحقد العدوان, وابتعادهم عن دعوات السلام وايجادهم للذرائع والابتزار وإدخال الإنسان كأداة للمقايضة لتحقيق انتصار تعويضي لخسارتهم العسكرية فلا هذا ولا ذاك تحقق لهم بل امتد تنصلهم وعدم الالتزام بالهدنة الأممية المزمنة حاليا بشهرين والتي قاربت على الانتهاء منتظرين فتح آفاق جديدة لتمديدها.
فالعدوان وأدواتهم المرتزقة على دوام حقدهم ومكرهم مكشفون ومتعودين للهروب من عدم الوفاء بالالتزمات, وأمام العالم كله وقبل أعوام وفي بدايات عدوانهم المشؤوم على اليمن وفي مجلس الأمن بالتحديد فقط للتذكير قالوها بنقلهم للبنك المركزي من صنعاء لمحافظة عدن انهم ملتزمون بدفع المرتبات لكامل اليمنيون بدون إستثناء,فكان عكسهم للأقوال براهين لافعال وبشراسه لمواصلة القتل والدمار والنهب للاموال وللمرتبات , وساروا على نفس المنوال بعدم تطبيق حتى اتفاقية ستوكهولم فكانت واجهة تصوير لبنود لها تشابه مع هدنة الأمم المتحدة الحالية المحددة مدتها بشهرين بعدم التطبيق فالخروقات العسكرية والطائرات التجسسية متواصلة فوق سماء اليمن فلا التزام بتسير رحلتين في الأسبوع اي بواقع 16 رحلة خلال شهرين الهدنة ومع اقتراب نفاذ الانتهاء للهدنة الأممية سارع العدوان بفك الحصار عن مطار صنعاء لرحلتين فقط الى جهة الأردن والمنع على جهة مصر كما نصت بنود الهدنة.
فالهدنة الأممية وقابلية تمديدها يندرج في عدة سيناريوهات محتملة وتوقعات يراها الكثيرين مؤكدة وذلك تماشيا مع ما أخرجته وأفرزته كامل الأحداث السابقة وخصوصا ما يتعلق من أولى لحظات الدعوات الخليجية للأطراف اليمنية لعقد مشاورات في الرياض والمعدة والمنسقه ضمن إطار مغلف وإنتاج مبرمج وإخراج أمريكي بريطاني لتغير سابق المرتزقة بقيادات لها مليشيات عديدة موزعة في أطراف وأماكن عديدة في الجنوب وتحديدا في الجزر الهامه والسواحل وآبار إنتاج النفط والغاز وإدخال قادتها كنواب لرئيس مجلس قيادة جديد أخترته أمريكا وإسرائيل بمساعدة السعودية والإمارات بديل للخائن هادي المحروقة ورقته والمنتهية تاريخ صلاحية إرتزاقه وبشكل مخزي وإذلال كبير غادر مجبرا للجلوس كحبيس جوار أسياده بني سعود وأولاد زايد الأندال المطبعين مع الصهاينة المحتلين للمقدسات العربية والإسلامية الاقصى الشريف منذ اكثر من سبعة عقود.
وبالإتفاق المعلن عن طريق الأمم المتحدة بتقديمها لهدنة مدتها شهرين بين طرف صنعاء وتحالف العدوان ومرتزقته اليمنيون وبالتزام الجميع بوقف العمليات القتالية الداخلية وفي الحدود وايقاق اطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة صوب المدن والإراضي لدول العدوان السعودي والإماراتي مع إيقافهم بوقف الغارات الجوية وإستهدافهم المباشر لمنازل المواطنين والمنشآت وغيرها , ووفق بنود الهدنة وإلتزام دول العدوان برفع الحصار والسماح للسفن المحتزه الناقلة للنفط والغاز والغذاء والدواء والدخول عبر ميناء الحديده بواقع 18 سفينه طيلة زمن الهدنة الشهرين وفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي والسماح بتسير رحلتين تجاريتين في الأسبوع: فقد لاحظ العالم كله وشاهد كل الأكاذيب والمغالطات والافتراءات للعدوان وعدم التزامهم بنود تطبيق الهدنة الأممية الإنسانية في اليمن.
فتمديد الهدنة وإحتمالية تطويل مدتها الى نهاية هذا العام سيناريو متوقع ولما لا يكون مؤكد لان ذلك يدخل ضمن العديد من الحسابات منها الداخلية للأخذ بالكثير من الملفات وحلحلتها بما يضمن تنفيذها وملاحظتها واقعيا قبل الذهاب الكلي على التوقيع لاتفاق شامل كامل يحقق المطالب اليمنية في إيقاف العدوان ورفع كامل للحصار وتسليم لجميع المرتبات المتأخرة وضمانة إستمراريتها وإعادة الإعمار وإصلاح الوضع الاقتصادي والمالي والعمل على استقرار العملة الوطنية وترتيب كل الأوضاع مما يسمح للجميع خلق أجواء تقود الى عملية سياسية لها طابع الحرية والاستقلال بعيدا عن التدخلات الخارجية وهذه قد تحتاج الى مدة زمنية محددة وضمانات تضمن تنفيذها ومن هنا واالمتوقع ان تلعب سلطنة عمان هذا الدور الى جانب الأمم المتحدة.
ومنها خارجية اذا ما كان للمصداقية وجودها إمريكيا من ناحية لعبة الحسابات والقدوم الى الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي ليجعلوا الديمقراطيين إعلاميا لإيقاف حرب اليمن وفاء لكلام بايدن قبل فوزه بالانتخابات وتعهده بإيقاف حرب اليمن , وأيضا كان لواقع النجاح الكبير التي حققتها المقاومة اللبنانية في الانتخابات البرلمانية وإفشالها لكل المخططات المرتبة داخل لبنان وخارجه لإسقاط المقاومة ونزع سلاحها : مرتكز هام لخيبات الآمال المتواصلة من الأمريكان والصهاينة وأدواتهم الأعراب المتصهينين وعملاء الداخل المرتهنين لإضعاف المقاومة وهي أيضا رسالة لها امتدادها العريض بتعاظم محور المقاومة ونضوح شعوبها, وانه لا إمكانية لمحاولات لوجود لمجال قد تصنعون المزيد من العراقيل سواء سياسيا او اقتصاديا او عسكريا على دول محور المقاومة الإسلامية , وانه قد آن الآوان لوضع حدا لعبثية حرب جبانة دخل عامها الثامن على اليمن وشعبها لم تزيدهم الا صمود وشجاعة وانتصار وتصاعد وتطور وردع وتفوق عسكري في ظل عدوان , فما بال المتأمرين لجعل الهدنة مغنم للترتيب او الإعداد من جديد لتحقيق مطامع امريكا وإسرائيل في اليمن السعيد : فهذا هو المستحيل والبعيد والغير متوقع والسبب الإفلاس لثمان سنوات فكيف للميت والهالك ان يستطيع ان يقوم من مماته.
والمعني بالاهتمام ومنذ اللحظات الأولى من شن الحرب على اليمن هو المجلس السياسي بصنعاء والذي ياما قدم الكثير من التنازلات للوصول الى بلورة قاعدة سلام شاملة كاملة عادلة واضعا شروط تكلم بها جميع اليمنيون لتمديد الهدنة الأممية ينبغي تحقيقها في إطار زمني محدد تضمن تنفيذه جهة محايدة لم تشترك في العدوان والدور هنا يمكن ان تلعبه سلطنة عمان وهي الضامنة للتنفيذ المستعدة لتطبيق الشروط المحقه العادلة المنصفة لكل اليمنيون, فإذا كان للانفراج التصاعدي لمشاهدة أفعال واقعية يلمسها الشعب اليمني بأكمله هنا فالاتفاق ورآب الصدع وتجاوز الاختلاف سيتخطاها اليمنيون لفتح صفحة جديدة للبناء والإعمار وإمتلاكهم للقرار ولسيادة البلاد.
وان غدآ لناظرة لقريب.