اليمن

 اليمن/ مسرحية الدنابيع السبعة !

2862 2022-04-08

   عبدالملك سام  ||   أينما وليت وجهك تجد الناس يتكلمون عن الهدنة والتسوية ، وجاء خبر انخفاض أسعار صرف العملات الأجنبية ليثير الموضوع أكثر ، والناس بين من فتح أشرعة التفاؤل على مصراعيها لتذهب به إلى توقعات لم ترد في أكبر التحليلات السياسية التي تتحفنا بها القنوات العالمية ، وبين متشائم لا يرى فيما يحدث شيء يعنيه ، خاصة وأن لا شيء تغير في واقعه .. فماذا يجري فعلا ؟! بصراحة .. دعوني أقف مع الصف الثاني ونتكلم عما يجري بهدوء ، فمنذ أشتعال المعركة بين روسيا والغرب ونحن نتوقع أن التغيرات ستحدث لا محالة ، وجائت عمليات اعصار اليمن ردا على زيادة الحصار لتصب النار على الزيت (فعلا) ، وأمريكا بدأت تئن جراء معركة الطاقة التي يديرها الروس بحنكة ، لذا كان من المتوقع أن تفعل أمريكا شيئا لإيقاف النزيف السعودي للحفاظ على منسوب النفط ، وكان من الضروري أن تتحرك الأمم المتحدة للحفاظ على ماء وجه النظام السعودي بمبادرة قالت أنها (إنسانية) ومستعجلة ! اذن .. لم تجنح السعودية للسلم بقرارها ، بل برغبة الغرب ما جعل الأمر حتميا ، وتبرمت السعودية قليلا بإختراقات هنا وهناك ، ولكن الأوامر الأمريكية كانت صارمة ، لذلك تم الأتفاق ، خاصة والمطالب اليمنية كانت كلها معقولة ومحقة . لكن النظام السعودي المتعجرف لابد وأن يجعل الأمر يبدو بأنه قراره هو ، فتم الاعلان بأن هناك حوارا ، ولكن المشكلة هي بين من ؟! فشروط الطرف اليمني للتفاوض معروفة ، والنظام السعودي غير مستعد لأي لقاء يجلس فيه مع اليمنيين ند بند ، وغير موافق على تحكيم العقل الذي معناه أن يرفع يده عن اليمن ، ولكنه مجبر على أن يظهر أن كل ما يجري هو تنفيذ لرغبته هو وليس تنفيذا لتوجيهات ورغبة مشغليه ! يتوقع الأمريكيون أن غزوة أوكرانيا ستحتاج لفترة حتى تتضح الصورة ، وقد بدأوا بالبحث عن بدائل للغاز والنفط الروسي ، وعليه تم الموافقة على هدنة لمدة شهرين . أما الحوار الذي دعت له الرياض فيحتاج لأطراف لتتحاور ولو شكليا ، المهم أن ينعقد والسلام ! لذلك رأينا أن الذي حدث هو جلوس العملاء مع أنفسهم ، وتم ملء المقاعد ولو بأشخاص "كومبارس" ليشربوا ويأكلوا ولا يهم عما يتكلمون ! وخرج الحوار بنتائج ليظهر أن له أهميه ، ومن مخرجاته إقالة الدنبوع (الذي لا يفعل شيئا) ونائبه (الذي لا يفعل شيئا أيضا) ، وأتوا ببدائل من المؤكد أنهم لن يفعلوا شيئا ؛ فإرادة السعودية ونفطها هما ما يسير كل العملاء ! مكروا فلم يفلحوا ولن يفلحوا ؛ والمسرحية الفاشلة التي أدارتها الرياض أظهرت سخافة الحاضرين الذين كان معظم حواراتهم عن الهبات السعودية لمن حضروا ، وجلس العميل ليتبادل الحديث مع عميل آخر ، وأتفقوا جميعا على أن ينصتوا ليستلموا مخصصاتهم دون منغصات ! فجلسوا وأدى كل منهم دوره ثم عادوا لفنادقهم سعداء ، وهناك تفاجأوا كلهم بالقرارات التي كان من المفترض أنهم هم من أتفقوا عليها ! أما نحن اليمنيين فالأمر لا يعنينا مطلقا ، فكل ما جرى لا يعبر عما ننشده من حرية وإستقلال ورخاء ، وذهاب الدنبوع - الغارق في هلوسات ما يتعاطاه ليلا ونهارا - لا يمثل لنا أي إنجازا ، ولا يقلقنا من (الدنابيع) السبعة الذين سيحلون محله ؛ فنحن نعلم من يدير المعركة سابقا ولاحقا . المهم هو أننا نعي جيدا أن ما يجري ماهو إلا هدنة ، ولابد أن نعاود التحرك عما قريب بشكل أقوى مما مضى ، فما نطلبه لن يتحقق بإتفاق ، بل لابد أن ينتزع بالقوة ؛ فكما قال الشاعر : "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدمُ" . ولو تأملنا لرأينا كيف أن الله هيأ لنا الظروف والوقت لنستعد لما هو قادم ، والقادم سيكون أعظم بإذن الله .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك