اليمن

اليَمَن على العهد وعلى تجاعيدهُ خَطَّ الزمان وَصِيَّتَه.


   د. إسماعيل النجار ||   لَم يُخلِفُ اليَمَن وَعد، ولم يُخالفَ عهد، ولَم يخذُل مُتَأَمُلٍ بهِ أو واثقٍ بالمنبَتُ والأرض. يَمَن الأحرار السعيد، يَمَن الشرفاء ومثوَىَ الأنبياء، ونصير الضعفاء، يَمَن صالح وجذيف وبلقيس، جآرَ عليهِ الزمان وتكالبَت عليه الفَرَنجَةَ والعربان، حاصروه وحاربوه وذبحوه من الوريد إلى الوريد. سكيننا العربي كآنَ أمضَىَ نصلاً وأشدَّ فتكاً وأكثَرَ سُمِّيَّةً من نصال خناجر وسيوف الأعداء، لَكن الأسد اليمني لَم يصرَخ، لَم يستغيث، لم يركع، لم يخنع، لم يستسلم، لم يسلِّم، لَم يَجبُن، لَم يخذُل حرائره ولا أهله، أشبالٌ وفِتيَه وشبابٌ وكهول، أسودٌ قاتلوا الحيف وأضاموا الضَيم، وأوجعوا الوجع، وأقتحموا الموت، دمروا القصور وحفروا القبور، ووعدو أعدائهم بالويلِ والثبور. في اليمَن حرائرٌ أحرار، لبؤاتٌ فواطم زينبيات، زغرَدِن لجُثَث الأبناء الشهداء، مسحوا عرق ازواجهم المجاهدين، إمتصوا غضبهم وتعبهم وكانوا لهم أرضاً مبسوطة وفراشاً مريح وصندوق ألآم، إنهم نساء اليمَن الأحرار. من تلك الأرض إستوردنا العِز، وتنشقنا غُباراً قذفتها حوافر خيولهم المُقبِلات، فتيممنا بأثَرَ الجَنَّة، حيث ترابهُ حِنَّة الرؤوس وجباله شامخةً مُتَوَّجةً بالرجال والعز. صَبَرَ اليَمن فنآل. وبعد ست سنوات من العدوان عليه وإجتماع سبعة عشرَ دولَةً لقتاله تمتلكُ من الإمكانيات المالية والعسكرية مقدار ما يملكُ نصف الكون، فهزمهم وانتزعَ من بين أيديهم زمام المبادر، فأصبحَ اليمَنُ مُبادراََ بعدما كانَ مدافعاََ، فأطلقَ العَنان لأبابيله وصواريخه فأصابت عين الشيطان وقرنه، وآلَمَت كُلَّ مَن ناصرهم وساندهم وأفرحت قلوب جميع مَن عاندهم وقاومهم وقاتلهم ورفع الصوت بوجههم وقال كفىَ. بخطوة غير محسوبة وبالغباء الإماراتي المعروف، صعدَ محمد بن زايد إلى أعلى رأس الشجرة إلى جانب محمد بن سلمان، وبدأَ يستغيث معه يتوسل إنزاله عنها بعدما وصلته رسائل اليمنيين الأحرار الميامين فَدَكَّت خزانات نفطه ومطاراته وقواعده العسكرية التي تحميها أمريكا. إماراتيون وسعوديون يتسلحون بالتكنولوجيا والطائرات، ويمنيون يتسلحون بالإيمان بالله وبأحقيَة قضيتهم، يقاومون باللحم الحَي لكنهم إنتصروا لأنهم إلتزموا بما أوصاهم به الزمان وخَطَّهُ على جبينهم بتجاعيد الهيبة إن لا تركعوا إلَّا لله.  عزيز يا يَمَن... إلى مزيد من الإنتصارات.   بيروت في....            26/1/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك