اليمن

اليمن / عندما سفكت الدماء الطاهرة ثأرت الارض معلنة كسر قيود التضليل

1844 2021-03-10

 

✍🏻رجاء اليمني ||

 

السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي يمني الجنسية. إنسان متعلم نهج منهج آل البيت؛ منهج الإمام الحسين سلام الله عليهم أجمعين. كان كاتباً ومفكراً ومثقفاً وسيطرة كلماته على عقول الطغاة فسببت لهم القلق المزمن 

حين وقعت أحداث الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة، قسمت إدارة جورج بوش، العالم إلى قسمين رافعة شعار "من ليس معنا فهو ضدنا". معظم دول العالم حاولت مسايسة واشنطن في حربها على «الإرهاب» التي لم تكن في الواقع إلا «أمركة للعالم». وكانت دول الخليج ونظام علي عبدالله صالح في اليمن، في مقدمة المسايسين للسياسة الأميركية التي افتتحت عصراً جديداً للهيمنة على العالم.

وقام صالح في حينه بزيارة واشنطن، آخذاً البلد معه إلى الدوران في الفلك الأميركي. لكن ثمة العديد من الكتاب والمفكرين على المستوى العربي والإسلامي، عارضوا ذلك النهج وشككوا بالنيات الأميركية، ومن هؤلاء لمع اسم الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي. الذي رفض كل قرارات الطغاة والذي رفع شعار البراءة من أعداء الله. وفي المقابل كان هناك الطرف الآخر الذي أبدى الخضوع والركوع  من النظام السابق وجارة السؤ  التي دلت على الاستعباد بل والهيمنة الأمريكية الصهيونية على العالم الإسلامي.

وشاءت الأقدار أن يكون السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي في موقع جغرافي في منطقة تماس حدودي لبلدين بينهما صراع تاريخي طويل. ومن فرادة السيد الحوثي أن ذلك الصراع لم ينعكس في محاضراته تحريضاً، لا على النظام في صنعاء، ولا على النظام السعودي، بل حرص على إبراز النصيحة لكلا النظامين، وتنبيههما من الوقوع في شرك ما تخطط له أميركا ضد المنطقة من خلال مشروع «مكافحة الإرهاب».

كان حديث الرجل موجهاً إلى عامة الناس، تاركاً علية القوم يعيشون في أبراجهم العاجية، حيث كان معنياً بقضايا الأمة ومتخففاً من الأثقال المذهبية والتناقضات الفكرية، والصراعات السياسية التي منعت المجتمع من الحركة، وحجبت عنه المشاركة الفاعلة.

ترك الشعيد كل الصراعات الطائفية والمذهبية، وحذر فقط من الخطر الامريكي والصهيونية بأداء النصح فرعون العصر ال سعود وتابعه على عبدالله صالح.

وتميز السيد الحوثي في سعيه إلى تبيين حاجة الناس إلى اتخاذ موقف من السياسة الاستعمارية بصورة كلية، في وقتٍ كانت محاضراته التي قارب عددها المئة، تدلّ على أنه لم يكن مفكراً عادياً؛ بل مفكراً ثائراً.

إلا أن نظاماً بوليسياً يرفض في الأساس سماع كلمة «لا»، كيف له أن يتقبل أحداً يقول «لا» لأميركا. لذلك، لم يسمح نظام علي صالح للحوثي بتنظيم تظاهرات سلمية، ولم يقبل منه إلا أن يسلم نفسه من دون قيد أو شرط، وأرسل قوة عسكرية توقفه عنوةً، فاصطدمت بمقاومة أهالي المنطقة التي يقطن فيها الحوثي، ما أدى إلى تفجير الحرب الأولى، وكان ذلك في عام 2004، وطالت ثلاثة أشهر استنفر فيها النظام مختلف القطاعات العسكرية. فخرج النفاق كله للحق كله. ومع اقتراب الذكرى الثالثة لأحداث 11 أيلول، استعجل الحسم ليدلل على جدّية الشراكة مع واشنطن، فكان لا بد من إبراز الولاء وتوثيقها ولو كان الثمن دماء يمنية وكان إعلان مقتله قبل يوم من ذلك في العاشر من أيلول 2004، وظنها النظام حينذاك آخر الحروب ليتضح أنها شرارة حروب تالية.

فماكانت إلا الشرارة لتحيا قلوب المئات من لمس الإيمان قلوبهم

واصبحت العلاقة بين علي عبدالله صالح و«أنصار الله» ــ بعد استشهاد السيد حسين الحوثي ــ هي حالة الحرب حتى نهاية الحرب السادسة التي امتدت ستة أشهر من آب عام 2009 إلى شباط 2010، وتورطت السعودية فيها في الأشهر الثلاثة الأخيرة منها، ومن نتائجها عجز النظام السعودي عن تحقيق أي إنجاز عسكري، ودفع ثمن ذلك نائب وزير الدفاع خالد بن سلطان بأن أقيل من منصبه.

ورغم استشهاد الحوثي، وإخفاء جثمانه حتى عام 2013، إلا أن قضيته ظلت حية. وكان يوم تشييع جثمانه تاريخياً، ينبأ بتحول استراتيجي في الذهنية العامة للمجتمع، وهو يمثل استفتاءً شعبياً على صوابية مشروعه التحرري. ورغم ذلك، لم تترك السلطة أنصاره، وظلت تلاحقهم وتعتقلهم وملأت السجون بأكثر من 5000 سجين منهم.

·        من الاحتواء إلى العدوان الشامل

إبتلعت السعودية على مضض هزيمة الحرب السادسة، إلا أنها واصلت محاولاتها لتأجيج الوضع الداخلي اليمني، خصوصاً ضد «أنصار الله» من خلال دفع الأموال وشراء الولاءات لتمويل معارك استنزاف في أكثر من محافظة.

ومع انفجار «الربيع العربي» وفرض المبادرة الخليجية نهاية 2011، ظنت السعودية أنها امتلكت اليمن مجدداً، لكن تنامي التيار الثوري التحرري الذي مثلته «أنصار الله»، وصولاً إلى الحدث التاريخي المتمثل في «ثورة 21 أيلول» (2014)، أغاظ الرياض ومن خلفها واشنطن، وأثار لدى العاصمتين مخاوف من خروج اليمن عن السيطرة. فبدأت الدخول في الاغتيالات التي استهدفت الكثير من الأحرار والمفكرين والقادة واولهم الدكتور احمد شرف الدين

والدكتور عبد الكريم جدلان وغيرهم الكثير الكثير من الأحرار.

ظلت الدولتان متربصتين بحراك «أنصار الله»، منتظرتين ـ وفقاً لما اتضح لاحقاً ـ رحيل الملك عبدالله بن عبد العزيز، وترتيب الحكم السعودي من جديد حتى يتسنى التعامل مع التطورات اليمنية، وهذا ما حدث. ففي يوم إعلان وفاة الملك في كانون الثاني 2015، أعلن الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي وحكومته استقالتهما بشكل مفاجئ، دخلت الجمهورية اليمنية على أثرهما في فراغ سياسي هو الأول من نوعه منذ قيام الدولة اليمنية الحديثة، ليتبين أن أمراً ما يدبّر، وأن العهد الجديد في السعودية يستعد لملأ الفراغ في اليمن بالحديد والنار. لم تتأخر السعودية في الانقضاض على اليمن، ومن سفارتها في واشنطن أعلنت «عاصفة الحزم» في 26 آذار مدشنةً بذلك عدواناً شاملاً بدعم وإسناد أميركيين، ومشاركة خليجية وعربية.

·        الثورة تتصدى للعدوان

«وإذا لم تكن إلا الأسنة مركباً.. فما حيلة المضطر إلا ركوبُها». ذلك هو لسان حال الشعب اليمني وقيادة الثورة من بداية العدوان. كان الموقف من دون تردد هو التصدي والمواجهة. ولعل من الخطأ القاتل لدول تحالف العدوان أن تعتدي على شعب خارج للتو من ثورة يراها تعويضاً عمّا لحق به من إحباط نتيجة سرقة «ثورة فبراير» 2011، فما كانت السعودية بعدوانها إلا أن صبت الزيت على النار، وأي شيء حققه وتنموياً عشرات السنين إلى الوراء؟! إلا أنه رغم كل ذلك كسب التيار الثوري المناهض للعدوان المعركة استراتيجياً، وتأكد للشعب اليمني حقيقة ما كان يحذر منه باكراً الشهيد الحوثي. فهو بسبب تنبهه باكراً لمآلات الصراع، عنون إحدى محاضراته بـ «خطر دخول أميركا اليمن»، دعا فيها الدولة إلى تولي مواجهة الإرهابيين بنفسها، من دون الركون إلى الأميركيين لتفادي إعطائهم ما يسعون إليه من وجود أمني وعسكري داخل اليمن بذريعة «مكافحة الإرهاب»

مع استمرار العدوان لنصف عام من دون القدرة على إخضاع الثورة اليمنية، والإصرار على غزو العاصمة صنعاء، يتضح أن مزاعم «إعادة شرعية هادي» ليست إلا كذبة بلهاء، وأن العدوان على اليمن بهذا المستوى من المشاركة الخليجية والغطاء الأميركي، والتواطؤ العربي والدولي إنما يؤكد كونه إفرازاً لصراع بين مشروعين كلاهما نقيض للآخر.

فشتان بين السماء والأرض ما بين أنصار الله وحلف الطاغوت

فكان صراع الحق مع الباطل فكان على الله حقا نصر المؤمنين ومن أصدق من الله حديثاً

 

والعاقبة للمتقين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك