الصفحة الفكرية

« مسار الانتظار والعام المهدوي الجديد » ملخص ملتقى براثا الفكري_الاسبوعي


* حديثنا اليوم ربما يختلف عن بقية الاحاديث في جملة من القضايا والتي نحاول ان نبرئ ذمتنا أمام إمام زماننا ص ونفرغ مسؤليتنا تجاه قضية الامام ص، نحن امام عام مهدوي جديد والناس تسمي الأعوام باسماء عديدة وحري بالشيعة ان تسمي اعوامهم بميلاد امامهم ص، وهذا العام يُفترض بالمنتظرين ان يراقبوا مشهده من زاويتين، الاولى تتعلق بطبيعة ما استعدوا اليه واين وصلت قضية الاستعداد لديهم؟ لان المنتظر منذ سنوات وهو ينادي بنداءات كثيرة "وقتلاً في سبيلك مع وليك فوفق لنا "و" ان يرزقني طلب ثارك مع امام منصور من اهل بيت محمد صلى الله عليه واله" وامثال هذه الادعاءات كثيرة في جعبة ادبيات الانتظار، واليوم اذ كان للسيدة نرجس ص هذه الكرامة الالهية العظمى التي نالتها ولم تنالها اي امرأة اخرى غير ام الائمة ص وفاطمة بنت اسد ص هذه الكرامة التي وضعتها على هامة التاريخ والدهر وقدمت لنا مولود النور الالهي واشعاعة النور التي لم تطفئ، لذلك حري بالمنتظر في هذا اليوم وهو يقطع اول ساعات العام الجديد ان يسال نفسه بجدية واخلاص وتعمق اين اصبحت قصة الاستعداد لديه؟، وعلى سبل المثال حينما نجوع استعدادنا في طلب الرزق لرفع الجوع استعداد لا يتحقق الا من خلال البحث عن الذي يسد ويقضي على هذا الجوع اما الادعاء باننا مستعدون لرفع الجوع فان الجوع سياخذ مأخذه ولن ينفع اي ادعاء اخر حتى لو بقي الانسان عمره كله يتحدث بانه سوف يقوم بذلك العمل، وهكذا كل النواقص التي تعتور حياة الانسان لا يمكن ان يعبر عن نفسه بانه مستعد لرأب صدعها ورفع نقيصتها الا من خلال عمل جدي يتبلور على شكل سد الثغرة التي جاءت منها هذه النواقص وفتحت علينا من خلالها هذه العورة او تلك وهي الزاوية الثانية التي ننطلق اليها من باب تقييم النفس والذات اولاً ثم تقييم الامة والمجتمع، هذا المجتمع الذي بسببه يظهر الامام ص او لايظهر او انه احد الاسباب الرئيسية في ظهور الامام ص بعد الارادة الالهية وبعد تنجيز المصالح التي يراها الامام ص، لاشك ان اهلية المجتمع وعدمها هو الذي يلعب الدور الكبير في تقديم وتاخير الظهور، ومجتمعنا الذي نريد ان نتحدث عنه لا يشمل الجانب المعادي، لان الانسان يمكن له ان ينتبه للعدو في الكثير من الاحيان وبمجرد ان ينتبه اليه تستفز ارادته وطاقاته للوقوف امام هذا العدو، لكن المشكلة تتعلق في الاماكن التي لا يلتفت الانسان اليها بطبيعة نواقصها وما يحف بها من مخاطر لانه حينما نعايش امراً ما قد لانلتفت اليه، كما اننا لانلتفت لاهمية الهواء طالما اننا نتنفس بل لانحس به ولا نذكره ما لم نتعرض لمشكلة الاختناق، كذلك تعتور اوضاعنا الاجتماعية نواقص كبيرة جداً وعلى المنتظر ان يبرز همته في هذا المجال لانه من دون ابراز هذه الهمة سيكون سلبياً وحديثه عن الانتظار حديث السلب وليس الايجاب، حديث التواكل وليس حديث الجدية في التعامل مع القضايا الكبرى.

 * سنذكر جوانب متعددة في هذا المجال ونُذَكِّر في طبيعة استحقاقات هذه الجوانب، لنرى في البداية كيف تهاجم عقيدتنا في افكارها الكونية حيث الالحاد وفي افكارها الاسلامية حيث العلمانية وفي افكارها المذهبية حيث الوهابية والسلفية والمنحرفين وما الى ذلك مما يمكن ان نعد قائمة طويلة من الذين يترصدون بها كل انواع الدوائر، عقيدتنا التي استسهل الكثير من الحمقى والجهلة والمنافقين امر مهاجمتها بسبب عدم وجود ردود جادة وبسبب الانخفاض المؤلم في مستوى الغيرة والحساسية على هذه العقيدة عند المعنيين، حينما يكثر الادعاء والانحراف والقدح بهذه العقيدة لايجوز لنا ان نرمي بكل المسؤولية على الاطراف المعادية بل ثمة نقيصة في داخلنا، لاشك ان عقيدتنا لايوجد فيها اي نقص ولاشك ان حجتها وادلتها سليمة تماماً لكن المشكلة حينما لا توضح هذه الامور من الذين لديهم وضوحاً في هذه القضايا، عندئذ يتساقط الناس في وحل الانحراف وفي مستنقع النفاق وفي طبيعة الظلمات التي تقودها التيارات المضادة، العيب وان كان في وجود تيارات مضادة ولكن العيب الاكبر ان لا يكون العقائدي غيور على عقيدته وان لا يعمل من اجل التصدي الى المخاطر التي تهدد هذه العقيدة في قلوب المؤمنين، حينما سُئل الامام العسكري ص عن حال ضعاف الشيعة في زمن الغيبة كان حديثه صلوات الله عليه بان هناك ثمة من سيقيضه الله سبحانه وتعالى لكي يستنقذ هؤلاء، السؤال هنا: من هو هذا الذي سيقيضه الله سبحانه وتعالى لكي يستنقذ هؤلاء ؟ومن هو هذا الذي يقيض الله سبحانه وتعالى له هذا التوفيق في ان ينقذ يتامى وضعاف الشيعة، هذا الغيور الذي ينبري للدفاع عن عقيدته وايضاح هذه العقيدة في مقابل كل هذا الجهل الذي تشترك به قوى الحرب الناعمة والحروب الحاقدة والجهلة والمنافقين والمنحرفيبن وما الى ذلك، ولكي نصور طبيعة الغيرة هنا نشير الى ظاهرة يمكن ان نتلمسها حينما نُستَفَز في اي قضية تتعلق بقضية شخصية او قضية سياسية نؤمن بها، كيف يمكن ان نرى اندفاعنا للوقوف امام هذا المس وقطع دابر هذا المس؟، سنحمل الهموم وتعتورنا الكثير من الحالات النفسية التي تعبر عن تالمنا من هذا المس الذي حصل مع انها من الامور التي يمكن ان يختلف فيها الانسان مع غيره وليست من الامور الجوهرية ، التساؤل الذي يُفترض بالمنتظِر ان يقف امامه طويلاً هو لماذا ترتفع غيرته حينما يُمَس ولا ترتفع غيرته حينما تُمس عقيدته؟ ولماذا تاخذنا كل اسباب الهمة للدفاع عن شخوصنا واوضاعنا السياسية الخاصة والحزبية ولا تاخذنا تلك الهمة حينما يجب علينا ان ننبري للدفاع عن امام زماننا ص وعن عقيدته؟. 

* حينما يصل الجهل الى الدرجة التي ينبري احدهم وهو يدعي انه يدرس الخارج ويتحدث عن امام الزمان ص بانه قد تكاملت اوضاعه المعنوية فارتفع الى عالم اخر وكأن ائمتنا ص ورسولنا الاعظم ص حينما بقي مع الناس يتحمل اذاهم وفتنهم لم يتكامل انذاك فيكون الامام المهدي ص هو الذي تكامل وانتقل الى عالم اخر ويطالب الناس ان يلتحقوا به في زعمه ان الحق لا يتحقق في هذه الدنيا، اي منطق للجهل يمكن ان يصل بادعياء العلم ليتحدثوا بالجهل بطريقة واضحة ومسفرة يقدمونه للناس بعنوانه العلم الذي يجب ان ياخذوه، لا يهمهم ان يُنتقص من رسول الله ص ومن كل الانبياء والائمة ص من اجل ان ينالوا من عقيدة الامام المنتظر ص ويحيلوها الى قضية تجريدية لا علاقة لها بواقعنا ابداً، هنا اين الذين يدافعون عن امام زمانهم ص؟، يمكن لنا ان نسجل هنا اسفاً بالغاً رغم وجود من يرد ويعترض ولكن السؤال اين هم شباب الانتظار الذين طالما ادعوا انهم استعدوا ولازالوا يستعدون حينما يرون ان الحماقة تقدم بانها علم وحينما يرون الجهل يقدم بعنوانه بحث للخارج وتطبل لهم وسائل الاعلام ليقولوا ان الشيعة مستغفلون وان عقيدتهم هراء بدليل هؤلاء، هؤلاء الذين يقيئون على الناس في كل يوم الكثير من الجهل والكثير من دواعي سوء العاقبة.

 * لذلك نعتقد ان الحديث عن الانتظار من دون غيرةٍ على عقيدة الانتظار وما يتعلق بهذه العقيدة حديث خرافة، ذكرنا في اكثر من مرة باننا لا ننتظر شخصية عادية وانما ننتظر شخصية تريد ان تغير كل العالم من اجل احقاق القسط والعدل، من ينتظر القضايا الكبرى عليه ان يرتفع بمستواه ومؤهلاته ليتمكن من الوصول الى مستوى هذه القضية، السؤال :كيف تحول ابي ذر رض من مجرد راعي في الصحراء الى ركن من اركان الايمان وبلغ به الامر الى ان يُصوَّر من خلال اعظم قيمة في وجود المؤمنين على لسان رسول الله ص في القول ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر؟، وما الذي جعل سلمان المحمدي يصل الى الدرجة العليا من الايمان؟ وكيف امتلئ قلب عمار حقاً ولم يخالطه الباطل؟ وكيف وصل المقداد بن الاسود وهاشم المرقال ومالك الاشتر ومحمد بن ابي بكر وكميل وميثم وبقية الاصحاب؟ لم يكن هؤلاء ممن يلهون ويلهثون وراء الدنيا بل كانوا يسيرون الى جنب ذكريات الموت ويتحدثون عنها بالمزاح كانت عقيدتهم بهذا المستوى، في وقتنا العقيدة تُهَدد ونستطيع ان نقول بان الغيارى لا يبرزون وجوههم بالطريقة التي تفرح قلب الامام ص، حينما نقول مؤمن بكم وموقن بايابكم في الوقت الذي نلاحظ كل هذا الهجوم على مؤسسات الايمان وکأننا غير معنيين وكأن قضية الانتظار هي حضور محاضرة والاستماع الى شريط والمشاركة بكتابة اسطر معدودة لتنتهي القضية. 

* المسألة الثانية ان امامنا ص حينما اراد ان يغيب سُئِلَ عن مصير الشيعة قال ارجعوا الى رواة حديثنا، هذه القضية التي استل منها الامامية مسألة المرجعية واعتبروا المرجع هو نائب الامام ص العام، باعتبار ان النيابة الخاصة انتهت بالسفير الرابع رض واي ادعاء بنيابة اخرى من بعد السفير الرابع هي مجرد هراء وانحراف، حينما نصل الى هذه القضية نصل الى مقام تُرِك بين ايدينا لكي يقودنا ولكي نعتصم به حينما تدلهم بنا الخطوب، التساؤل اليوم اين نحن من المرجعية ؟ لا نتحدث عن الموقف الشخصي وانما الحديث عن الموقف المجموعي تجاه قضية المرجعية، المرجعية حينما اعلنت بلسان واضح وصريح انها ليست راضية عن الذين ادعوا انهم يمثلون شيعة اهل البيت  ص واكدت انها لا تستثني احداً من المتزعمين ومن المتصدين لعملية التمثيل هذه ، عندئذ هل يمكن ابقاء التمثيل الشيعي بيد هؤلاء؟ ام ان على المنتظرين ان يعيدوا الثقة للتعامل بين المرجع وبين الامة، المرجعية منذ ثلاثة سنوات قالت كلمتها التي انقذت بها العراق وما هو مهم هنا انها اظهرت افلاس الممثلين للشيعة لان داعش اخذت المناطق وهددت التشيع امام اعينهم جميعاً ولم يكن هناك نهضه جدية للتعامل مع هذه القضايا مع انهم يعرفون الخائن والمفسد ومع انهم يعرفون الذين تسببوا بكل هذا الاجرام ولكنهم ولازالوا لم يحركوا ساكناً جدياً تجاه هذه القضايا، نحن تكليفنا اليوم ليس البحث عن الامام ص في صفحات الكتب نحن نبحث عن الامام ص في عباءة المرجع وفي عِمَّة المرجع من دون ذلك لايوجد بحث عن الامام ص بشكل جدي، لان قصة الامام هي ليست فكرة موجودة في كتاب وانما هي قصة عمل يجب ان يُجسَّد ويجب ان نعمل على ايجاد تمثيلات حقيقية لما يرتبط بهذا الفكر، لذلك نعتقد بان مهمة المنتظرين في هذه المرحلة ليس الدفاع عن المرجعية فحسب وانما باتجاه تفعيل قيادة المرجعية للامة وباتجاه الوقوف ازاء كل القيادات التي تريد ان تحجز الطريق امام المرجع في التعامل مع الامة، راينا في قصة الحشد كيف حاول الكثيرون ان يسرقوا جهد المرجعية لكن بفضل الله لم يوفقوا واستطاعت الجماهير ان تدفع بهم، لكن هل الخطر الوحيد هو داعش بحيث اننا لن نحتاج الى فتاوى متعددة في قضايا متعددة؟ وقد تكون هذه الفتاوى ليست على شاكلة حمل السلاح بل قد تاتي بعض الاحكام لتجرد قسطاً من اموالنا او رفاهيتنا وترفنا فكيف سيكون موقفنا؟، لذلك نقول كما ان إمام هذه المرجعية ليس شخصاً عادياً كذلك المرجعية ليست جهة عادية لانها نُصّبت من قبل امام زماننا ص، قد نختلف باسماء المراجع ولكن مقام المرجعية مقام معصوم، وهناك الكثر ممن يدعون انتسابهم ولكنهم في العمل السياسي او الاقتصادي او الاعمال التي تتطلب الموقف المرجعي الدقيق لا يصيخون سمعاً ولا يعيرون بالاً، ولنا ان نحلل قضية ان المرجع يقول بانه ليس براض عن تلك الاداءات ومع ذلك لايذهب احد من ممثلي التشيع ليضع نفسه امام المرجع ليظهر الطاعة او ليقول اني لا استحق هذا التمثيل ومرجع الشيعة غير راض، هنا تزييف الحقائق يجب ان ينتهي ويجب ان نتكلم بصورة اجلى من صورة المداراة والمداهنة لان الوقت ما عاد ليتسع ولان المخاطر لايمكن لها ان تنتظر وعينا بل علينا ان نسير لنعمم الوعي المطلوب عند الامة خصوصاً واننا مقبلون على صراع من اجل التمثيل بشكل جدي خلال الاشهر القليلة القادمة، وكلما بحثنا واستقصينا عن فعل هؤلاء لكي يُرضوا نائب الامام العام ما وجدنا الا اعادة صناعة التجربة السابقة ليعيدوا تدوير الفشل ليصنعوا فشل بقالب جديد.

 * وفق تلك الصورة سيكون المؤمن بين خيارين، بين ان يخوض معركة افضل الفاشلين وهي المعركة المزيفة التي أُجبِرنا ان نخوضها بدعاوى انه لايوجد غيرهم، وبين ان يخوض المعركة لنفسه ولامامه ولمرجعه ولشعبه ولمظلوميته، والا لماذا نخوض معركة الاخرين بالنيابة عنهم؟ ولماذا نكرر ما نسميه موقف شمهودة في العمل السياسي؟ يذهب المخلصون من اجل ان ينتصروا لهؤلاء الذين لا يبالون الا باسمائهم وفخاماتهم ومعاليهم وما الى ذلك من تسميات يعبر عنها سماحة السيد السيستاني قبل ايام بانها قذارات الدنيا وهؤلاء يركضون وراء هذه القذارات والشعب مظلوم، نشاهد تنافس هؤلاء على الدنيا والا لو كانوا يتنافسون على الدين وخدمة الدين لما راينا في وسائلهم عمليات مخالفة للدين وخداع للناس، الدين لاياتي من خلال تحويل المجتمع الى مجتمع متصارع مع نفسه فهم يؤسسون لهذه القضية بان نكون مطالَبين بان نُستقطَب لجهة معينة دون اخرى بصراعهم هذا، التشيع مهدد بالانقسام الداخلي وتنبري له رايات تريد له ان يتقاتل فيما بينه، فأن لم يتقاتل بالسلاح لا اقل يتقاتل في الاعلام، حينما خرج الناس في الانتفاضة الشعبانية كانوا يطالبون بحاكم جعفري لكن حينما جاء هؤلاء مالذي قدموه؟ نقول لم ياتي حاكم جعفري وانما جاء من اراد ان يتسلط على الشيعة فياخذ حقوقهم وينادي باسم هذه الحقوق، نحن نعتقد بان طريق الخلاص لاياتي من خلال تكرار نفس التجربة السابقة والعاقل لايجرب المجرب وهذه هي نصيحة المرجع الاعلى، اذن مالذي يمكننا ان نفعله؟  الحكومة والفساد يستشري في داخلها، الاحزاب وقد اظهرت خيبة كبيرة في اداءاتها، لا اقل انها تحرم صنفاً من المجتمع من اجل صنف اخر بينما المتدين لايمكن له ان يفرق بين احد والاخر، لذلك نقول باي طريقة يمكن ان نجد الحل؟ الدولة مفلسة والفساد يستشري في داخلها الاحزاب ووضعها معروف، المرجعية هذا موقفها، والناس اظهروا في الكثير من الاحيان قدرة على التذمر ولكن مع انتفاء القدرة على الفعل، هم يتذمرون لكن يذهبون لانتخاب من هو سبب تذمرهم وسيعيدون نفس القصة .

 

* الحل براينا ان المتدين يقود معركته بنفسه من اجل جملة من القضايا: اولها ان القرار السياسي مُختَطَف من قبل جماعة يقولون بانهم يمثلون شيعة اهل البيت وقد عرفنا نسبة تمثيلهم من خلال رفض المرجع لهم، لذلك كيف يمكن للمتدين ان يضع ثقلا في هذا القرار لكي يجذب الامور باتجاه واحدة من ثلاثة قضايا، إما يدفع الضرر عن الناس وإما يحقق لهم انجازاً وإما ان يستبدل مسار السوء بما هو اقل منه ويخفف الضرر، نعتقد ان القضية ليست بتلك السهولة ولكنها ليست مستحيلة، بل ليست ايضاً من الصعوبة ان نصل الى جملة من الحلول التي تؤسس الى الحل الجذري، ماذا لو توافقت الاحزاب مع ناسها بان لا تذهب للاشتراك باي حكومة قادمة بل يذهبون للبرلمان لمراقبة هذه الامور الثلاثة والتي تعني المتدين وهي اساسا ً تكليفه الشرعي، بذلك يتحول عمل البرلمان الى قضية رقابة حقيقية وليست مزيفة، حينما لن يكون هناك اشتراك في الحكومة سيكون الدور رقابي لعمل الحكومة ولن يكون هناك سياسة مرر لي قضية لامرر لك اخرى وذلك لعدم وجود ضغوط الاشتراك في الحكومة، هنا ستكون هذه الاشياء الثلاثة (دفع الظلم، تحقيق انجاز، تقليل الضرر) معيار لمراقبة طريق النجاة، اما مسالة الحكومة فهي قضية ادارية يمكن ان يتصدى لها مجموعة من غير الاحزاب السياسية ويمكن للاحزاب السياسية ان تمسك بالقرار السياسي بتشكيل مجلس للمطبخ السياسي يطبخ القرارات وعلى الحكومة ان تنفذ، اما مسالة التهافت على مناصب الوزارات فما اسرع الوقوع في افخاخ متعددة من اخطاء قد تكون متعمدة او غير متعمدة مما سيستدعي التدخل من الكتلة السياسية لطلب التغطية وبالمقابل الجهة الثانية تطلب تغطية قضية اخرى وهكذا تتم عملية الفساد، في حين نحن نحتاج الى اصوات حرة ليس لها مصالح شخصية في الحكومة بذلك تكون موضع لخوف الحكومة منها وليس العكس، فيكون من الممكن لتلك الجهود ان تحيي قصة الرقابة في البرلمان الذي هو اقوى سلطة في الدستور ومن الممكن لمجموعة صغيرة مخلصة داخل البرلمان ان يكون لها الدور الكبير في تصحيح الامور، وكنموذج لهذه المعارضة نستذكر حينما عارض شخص واحد قانون البنى التحتية في البرلمان فحول موافقة الغالبية الى معارضة، فكيف لو حصلنا على مجموعة مخلصة تعمل بجدية من اجل مصالح الناس؟.

 * بالنسبة للمنتظِر (هنا نتحدث عن معيار ديني بحت وليس له علاقة بالمصالح السياسية) المنتظِر والمتدين هنا معني وحينما يريد ان يعتكف انما يعتكف عن مسؤوليته، اليوم المتدين اصيب بسهم قاتل نتيجة لادعياء التدين الذين شوهوا سمعته، والاعلام الذي زيف الكثير من الحقائق لكي يسقط المتدين في نظر الناس، لذلك مهمة المنتظرين ان يعيدوا الثقة للمتدينين ويجب ان ننتدب مجموعة من المتدينيين ليذهبوا ويخوضوا معركة التدين وليس معركة المصالح والكراسي كون هناك الكثير من الطاقات المخلصة في هذا الشعب، هنا لانتحدث عن التصدي للادارة وانما نطالب ان تعطى الادارة للكفوء اياً ما كان دينه او انتمائه لان الادارة ليست المشكلة وانما المشكلة في القرار السياسي ومن يصنع القرار السياسي، هذا الامر هو الذي يحتاج متدين خاص لا يخضع للضغوط، يُفترض ان لا ننخدع بالقول ان السياسي العظيم هو من يجيد الكلام والتحرك في حين ان العبرة ليست في هذه الامور وانما العبرة في الاخلاص، مسؤوليتنا ان نبرز هذا المتدين ونؤكد على ان لا يتم تكرار مبدأ اختيار افضل السيئين، المنتظر يجب ان يخوض معركته بنفسه ورسالة الانتظار الجديدة في عامنا المهدوي هذا هي عدم التخلي عن المعركة، الانتظار لا يصنعه الافراد فحسب وانما يصنع من خلال ارادة مجموعية هذه الارادة التي شاهدناها في زيارة الاربعين وزيارة الامام الكاظم ص علينا ان نحولها من حالة البساطة الى الحالة الاكثر تعقيداً، لا يوجد ضير لو تحولنا الى السياسة لنقدم الخير الى الناس دون النظر الى الوانهم او تبعتهم السياسية فيكون ذلك تكليفنا وواجبنا، هذه القضية يجب ان ينظر اليها بجدية، اما قضية الانتظار بتتبع علامات الظهور وقراءة الادعية فهذه القضايا فردية تحول الانسان الى عابد وزاهد وهو امر طيب ولكن هذا الجانب الفردي في القضية، هنالك جانب الامة وشيعة الامام ص ومسؤوليتنا تجاه هذا الجانب، حينما نريد ان نسعى بهذا الاتجاه لا نشترط النجاح لكن لا اقل ان نقف بوجه المنكر، من دون ذلك قصة الانتظار قصة خيال وسراب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك