الصفحة الفكرية

ملخص ملتقى براثا الفكري - اوضاع المنطقة والعالم في الميزان المهدوي


* الحديث يعود مجدداً حول حركة المنطقة والعالم وانعكاسه على ما بايدينا من علامات الظهور الشريف، ورغم اننا قد لا نأتي بجديد باعتبار إنّا تحدثنا كثيراً عن هذا الامر، ونحسب ان الحاجة الى الحديث عن مفاهيم وسلوكيات الاستعداد والتاهيل اهم بكثير من الحديث عن العلامات، تارةً لان حديث العلامات تم استيفائه الى حد كبير من خلال احاديثنا السابقة، والعلامات لكونها روايات فانها لا تتبدل وانما الذي يتبدل هو فهم هذه الروايات، الامر الاخر حاجات الاستعداد والتاهيل كبيرة للغاية ولانها ليست مجرد معلومات وليست مسالة معرفية فحسب وانما هي مسالة سلوكية وعقائدية وتربوية وتحتاج الى فترة كبيرة من الانسان لكي يستوفي اغراض هذه الامور في سلوكيته وتربيته، لذلك نرى حديث القران الكريم عن البنى العقائدية ليس حديثاً طويلاً لكن حديثه عن العلاقات الاجتماعية وخصائص ومواصفات وتربية الانسان المؤمن ربما يستوفي غالبية القران الكريم، حتى الايات المتعلقة بالعقائد تدخل في بناء واعداد وتاهيل هذا الانسان لحمل مهمة الامانة الربانية التي كُلِّف بها، ومع اهمية الحديث عن الاستعداد والتاهيل فقد قطعنا شوطاً مهماً في هذه الاحاديث الا ان العودة ما بين البرهة والاخرى الى حديث الواقع وطبيعة اسقاطه على الروايات وليس اسقاط الروايات على الواقع هذا الحديث ما بين مدة واخرى يبقى مطلوب باعتبار وجوهاً وعقولاً وقلوباً جديدة تدخل ما بين الفينة والاخرى الى ساحة الانتظار .

 

* اما احداث اليوم وما يجري في المنطقة والعالم يحتاج منا ان نعود قليلاً الى الوراء لتذكّر ما سبق ان تحدثنا به ، وبدايةً نشير الى ان حديثنا عن الفتنة الطويلة للشام وندم اهل الشام وحسرتهم على العودة الى الوراء كان حديثاً مستغرباً جداً حينما اطلقناه، ولكن الايام تؤكد ما سبق ان تحدثنا به، قطعاً الحديث لم يكن من عندياتنا وانما الروايات تحدثت بذلك، تحدثنا عن المسالة الكردية وقوبلنا بموجة من الشتائم والسخرية والانكار وما الى ذلك وها نحن اليوم نرى ان المسالة الكردية وفق الميزان المهدوي اصبحت واقع حالٍ لا يمكن  لاي احد ان ينكر مثل هذا الحديث، اكراد سوريا يتمددون ويبسطون سيطرتهم ويتحدثون عن الحكم الذاتي بل يتحدثون عن الانفصال في بعض الاحيان وهو نفس الامر الذي ذكرناه، مايجري مع داعش وما يجري في الحجاز وما يجري في تركيا نعتقد بانه ينبئنا بان امراً معجزاً في هذه الروايات، الروايات تحدثت والعالم طبّق طبيعة ما جاء في هذه الروايات والامر بحد ذاته كرامة لائمة اهل البيت ص اذ تحدثوا عن هذه الامور منذ زمن بعيد وها هو العالم يتقدم شيئاً فشيء ليرى ان ما تحدّث به ائمة اهل البيت ص لم يكن حديثاً خرافياً او اعتباطياً وانما رسموا خارطةً للاحداث والعالم يسير باتجاه هذه الخارطة ويحقق طبيعة ما جاء ذكره في هذه الخارطة، هذا الاعجاز في تصورنا مدعاة الى الطبقة التي لازالت مترددة في تعاملها مع العلامات في ان يُعيدوا النظر في موقفهم وان يذعنوا الى ان امراً ما يحدث منسجم تماماً مع طبيعة ما تحدث عنه ائمة الهدى ص. 

 

* لكي نعطي صورة افضل علينا ان نتذكر ما جاء في رواية جابر بن يزيد الجعفي رض وبضعة روايات اخرى عن خارطة الاحداث التي تحصل قبل الظهور الشريف، تحدثوا صلوات الله وسلامه عليهم بجملة من الروايات التي سبق ان قلنا بانه لابد من النظر اليها بعنوانها قطع متناثرة من صورة واحدة يجب علينا ان نمسك بها ونجمّعها للوصول الى الصورة الحقيقية وان كان ثمة غموض في هذه الصورة فالسبب اننا لم نعثر على الانسجام في جمعنا للقطع المتناثرة، لذلك وقع من وقع في وهم او في اسقاط رواية على حدث ما في مكانه غير المناسب لذلك جائت النتائج بصورة غير متناسبة، ايضاً الروايات تحدثت بمنطق ان هذه الاحداث مرتبطة ببعضها البعض ولا يمكن النظر اليها بشكل متجزئ، وكل الذين درسوا العلامات بشكل متجزئ اخطاوا وصف الحدث بل اوصلوا جمهورهم الى ان ييأسوا من فكرة الحصول على تطبيق ما بين الروايات وما بين العلامات والسبب انهم قطّعوا احداث الرواية عن بعضها البعض، لذلك جاءت الصورة غير قابلة للفهم والادراك لان النظر لبعض الصورة لا يمكن الوصول لرؤية الصورة بشكل حقيقي لان الائمة ص يمكن ان يُلاحَظ منهجهم بان احدهم يعطي قطعة من العلامة ومن بعده امام اخر ياتي ليعطي القطعة الثانية وهكذا، لذلك قراءة كل الروايات دفعة واحدة هو الذي يمكننا من الوصول الى النتائج المطلوبة .

 * نعتقد ان ما يجري في سوريا حالياً يجعلنا نشعر باطمئنان كبير باننا على الطريق الصحيح في رسم وملاحظة المشهد، قِيل بان النظام سيسقط وان المناطق تنهار وقيل بان العصابات ستستولي على كل بقع سوريا وانهم سيتحدون وان جنيف ستنهي كل شيء، وكنا نتحدث بناءً على رواياتنا بمنطق معاكس تماما حيث قلنا بان النظام لن يسقط وان حدث سوريا لن يهدأ ابداً وقلنا بان حزب الله سيتدخل وان فتحاً مهماً للمؤمنين سوف يحصل وقلنا بان اعداداً كبيرة من العصابات سوف تهلك وتُهلِك قواعدها الاجتماعية وها نحن امام الواقع الذي يتحدث عن نفسه بنفسه، لازال وضع سوريا معقداً رغم ما يبدو ان النظام يكسب ولكن سبق لنا ان قلنا وكانت لنا قاعدة نرددها هو ان سر خراب الشام يتأتى اذا ما قوي النظام لانه لا يُسمح لهذا النظام ان يتقوى ضمن اللعبة الدولية ولايمكن السماح لهذا النظام الذي يقع الى جنب اسرائيل والذي يُمسك بعقدة مهمة في الجغرافية السياسية في المنطقة والذي له دور كبير في العملية الاقتصادية العالمية لا يمكن ان يُترك ليتقوّى، لذلك كلما راينا قوةً من جهة النظام سنرى في المقابل تآمر اكبر وحراك لدى مجاميع المعارضة ولدى الوضع الدولي الذي يقود هذه المجاميع للانقضاض على هذه القوة، الروايات تحدثت عن قضيتين : القضية الاولى ان خراب الشام سيستوفي الكثير من الشام وان الفتنة ستطول وكلما قيل بانها انتهت كلما طمت وعمت وانتشرت بشكل اكبر وما تحدثت به الروايات كان هو الدقيق، ولغاية الان الصورة التي نراها في الافق بناءً على معطيات الحاضر تؤكد ان الحديث الروائي هو الذي يفرض استحقاقاته على المشهد السوري،  لا يوجد لدينا شك اليوم بان الافق لا زال مغلقاً على الحل بل نجد اصراراً كبيراً على تعقيد المشهد من خلال اتضاح لعبة الوكالات واعتماد بعض هذه الوكالات على نزق و هيستيريا خاصة ادت بهم الى النزول الى الميدان بشكل مباشر، اليوم حديث السعودية وقطر وتركيا يتحدث بمنطق واضح وصريح بانهم يتواجدون لدعم هذه المجاميع ، كذلك امريكا وتركيا تتحدث بدعمها لهذه المجاميع وتعتبر هذه فضيحة في العلاقات الدولية، الروايات تحدثت بهذا المنطق ونحن نرى ان منطق الروايات هو الذي يسود ، القضية الاخرى انها تحدثت عن ان كل هذه المجاميع سوف تتقاتل فيما بينها وسوف يفترس بعضها البعض ولكن من دون انتصار لجهة على الاخرى، وحينما تصور الروايات بان بعد كل هذه الاحاديث وما سيترتب عليها سنجد في الشام رايات تتصارع وهي رايات الابقع والاصهب والسفياني، وما ذلك الا لان الاختلاف والاقتتال فيما بينهم سوف يستمر الى اخر لحظة التي توقتها الروايات بان الفتنة تنتهي في بوابة محنة كبيرة اسمها السفياني، في مثل هذا الامر نلاحظ ان الروايات تحدثت بشكل واضح وصريح عن اختلاف بني العباس، هذا الاختلاف الذي اشرنا الى انه سيصنع قرقيسياء الاولى وسيمتد الى قرقيسياء الثانية واليوم الصورة تؤكد هذا المعنى في المسوّدة او ما تسيميهم الروايات ببني العباس الذين يحملون الرايات السود ويلبسون اللباس الاسود وما تشير اليه روايات الامير ص باصحاب الدولة وما الى ذلك، كل هذه الأمور اليوم رقعتها تتسع وتظهر بوضوح كبير، وما يتم التحدث عنه بمعركة الرقة انما هو حديث واضح وصريح عما سبق للروايات ان تحدثت عنه تحت عنوان قرقيسياء، قرقيسياء كما هو معروف كانت عاصمة لدولة هذه الدولة تمتد الى كل جزيرة الرصافة الشامية وهذا الامتداد يعني اننا مابين الرقة الى بعض من الحسكة فضلاً عن جنوب الحسكة وصولاً الى دير الزور، هذه المنطقة كلها يمكن ان يطلق عليها اسم قرقيسياء ليس لان قرقيسياء هي هذه المنطقة، من الواضح ان مدينة قرقيسياء هي مدينة البصيرة التي تقع في مصب نهر الخابور في نهر الفرات لكن عموم هذه المنطقة كما يقال عن العراق تارةً باسم الكوفة ولا يقال عن الكوفة باسم العراق كذلك قرقيسياء حاضرتها الادارية هي مدينة صغيرة جداً لكن حاضرتها السياسية والجغرافية تستوعب كل المنطقة التي كانت تُدير هذا الامر، ايضا حديث الروايات عن بني قيس يدفعنا الى الاعتقاد بان المثلث الرابط ما بين تدمر والرقة ودير الزور يشتمل على كل هذه الصورة التي تحدثت عنها الروايات لان هذه الاراضي هي اراضي بنو قيس، لذلك ما نلاحظه اليوم يمكن له ان يعطينا مجالاً لنقول بان المعركة لن يكون فيها خاسراً كما انه لن يكون فيها منتصر، في تعبير الرواية الشريفة ان الله سبحانه وتعالى سوف يرفع عنهم النصر اشارة الى انه لن يكون ثمة منتصر، وعدم وجود المنتصر سيؤدي الى تداعيات سياسية كبرى على مستوى الملف برمته .

 * الذي يحصل في الرقة اليوم هو ان القوى الكردية تتقدم وداعش تؤكد دفاعاتها والنصرة تتجحفل كذلك بقية التجمعات لان هناك وليمة كبرى و هناك اموال كبيرة وضعتها امريكا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر والامارات والاتراك وهذه العصابات لايمكن لها ان تترك هذه الاموال وعليها ان تشارك وتقود نفسها الى حالة من الصدام بعضها ببعض لان المشاريع والنوازع تختلف لذلك سوف يخربون بيوتهم بايديهم ان شاء الله، الصورة بالنسبة لنا في غاية الوضوح سواء فشلت محادثات جنيف ام لم تفشل فهي فاشلة سلفاً لان الذين يقودون الحرب يعتمدون على عناصر غير قابلة للثبات وبالنتيجة سوف يندفعون وراء مصالحهم الخاصة حتى وإن اضروا بكل مصالح الوكيل الذي يتقاتلون نيابةً عنه، اليوم حديث قتال النصرة مع داعش ليس حديثاً خفياً منذ مدة وهم يتقاتلون كذلك قتال الاكراد مع داعش وقتال المجاميع الاخرى مع بعضها لم يعد خفياً بل اصبح من مرتكزات قراءة هذه الساحة ،الروايات تحدثت عنهم بسلاسة وببساطة تارةً تشير الى انكم سترون اعدائكم يتقاتلون فيما بينهم وانتم امنون، والروايات تتحدث عن ان الله سبحانه وتعالى سوف يعقد مأدبة لوحوش الارض وطيور السماء على مئة الف من الجبارين، علينا ان نؤكد بان الارقام التي ترد في الرواية لن نظفر بها في دفعة او معركة واحدة وانما هي ارقام تراكمية ، ومئة الف في الروايات كما سبق ان اكدنا اكثر من مرة لغة مكاثرة بمعنى ليس بالضرورة ان نحصل على مئة الف لن يزيد او ينقص وانما الرقم كانت تضرب به العرب مثالاً للكثرة، لذلك مواصفات هذه المعركة انها ستكون طاحنة وسيستغلون كل امكانياتهم للوصول الى حسم في هذه المعارك ولكن دون ان ينتصر احد وانما الذي سينتصر هو الذي ينتظر بعيداً عن المشهد، شيعة اهل البيت ص سيكونون هم المتفرجين في هذه المرة والمخالفين لهم هم الذين سيتقاتلون، كل معطيات معركة الرقة التي يجري الحديث عنها اليوم يشير بشكل واضح ان رؤوساً كبيرة سوف تتناطح ،الجانب السعودي لم يعد بيده شيء الا ان يتقحّم اكثر في الملف السوري عبر الرقة باعتبار انه وفق المعطيات الاستراتيجية يمكن ان يقال بان النظام والروس والايرانيين انتزعوا حلب من التحالف المعادي لهم اذن يجب ان تُنتزَع الرقة من قبل الطرف الثاني، وبذلك يمكن ان يقال بان الحلف السوري الروسي الايراني عليه ان يجلس ليتفرج ولاضير في ذلك لان الرقة بعيدة عن النظام وبعيدة عن هذا الحلف بشكل كبير جداً، ايضاً كل المعطيات تقول بان النَفَس السعودي والاماراتي والقطري والامريكي ليس بعيد المدى وانما جاء لكي يقطف على الطريقة الامريكية، يريد نصراً سريعاً ولكن لا يمكن ان يقال ان معركة الدبابات والطائرات قادرة ان تحسم معركة امام العصابات والعصابات تحتاج عصابات في المقابل، لذلك سيزجون بعصاباتهم وستاتي اسلحتهم معهم وستكون موازين الحرب متقاربة وبشكل طبيعي لن يكون ثمة منتصر، في الروايات يشار الى هذه المعركة وهي التي نسميها بمعركة قرقيسياء الاولى وقد وقع كل من بحث في هذه القضية بوهم ان معركة قرقيسياء معركة واحدة ، ولكن نحن اشرنا الى ان معركة قرقيسياء هي معركة اولى وثانية، مع ان ذلك في الروايات واضح للغاية ولكن لان الخلط كان يتم وفق منهجية سريعة الرغبة في الحصول على نتائج قالوا بحرب واحدة .

 *بخصوص علاقة السفياني بهذه المعركة نقول بانه لا يوجد سفياني في بداية هذه المعركة لان وقت السفياني لما يحل بعد والحديث مبكر عن وجوده، في هذه المعركة سيتقاتلون كما وصفت الرواية وفي اثناء اقتتالهم سوف يخرج السفياني ويبدأ بقطف المناطق المركزية مثل حمص حماة ادلب حلب دمشق وسوف يجدون الى انه لامجال ليتقاتلوا فيما بينهم وعليهم ان يتحدوا من اجل القتال ضد السفياني، هنا ستكون الطامة الثانية عليهم لكي يكونوا مجالاً لسيف السفياني الذي سوف يبطش بهم بطشاً كبيراً وصولاً الى قرقيسياء الثانية، حيث ان السفياني سيبتدئ من درعا او ما تعبر عنه الروايات بالوادي اليابس ثم سيمتد الى بقية المناطق، السفياني لن يؤتى بالقوة من عندياته ولكن ستميل اليه الولاءات نتيجة الازمة الاقتصادية من جهة ونتيجة عدم وجود حل، ورغبة الكثير من الضباط الى ان ينتهوا من عملية اللا حل وقبل ذلك سوف يتنازعون فيما بينهم وينقسمون ثم تاتي الامور عبر النظر الى شخصية السفياني هذه الشخصية التي ستكون قابعة في الغرب لانه كما وصفته الروايات بانه ياتي وفي عنقه صليب او ياتي متنصرا،ً السفياني لن يكون صنيعة الداخل ولن يكون من المشتركين في ازمة خراب الشام ولن يكون من اللاعبين في عملية الاقتتال وسياتي كقوة جديدة تجدد نفسها بناءً على ركامات ما قد حصل، لذلك نقول بان معركة قرقيسياء سوف تدفع المشاركين في قرقيسياء الاولى من الغربيين الى اعادة النظر في كل المشروع لانهم سوف يشهدون فشلاً ذريعاً في هذه المعركة وسيفتشون عن من يستطيع ان يؤثر لصالحهم، لذلك حينما تسقط كل الاوراق لا بد من الاتيان بورقة بعيدة عن هذه اللعبة وسوف ياتون بها من الذين هاجروا الى بلاد الغرب ليعودوا من بعد ذلك بعنوانهم قوة نافذة وقادرة على لملمة المؤسسة العسكرية والترأس عليها وقيادتها باتجاه انهاء الازمة، في تصورنا ان مشروع السفياني قائم على اساس وجود فتنة سياسية تؤدي الى فتنة امنية في داخل المؤسسة العسكرية والسفياني لن ياتي من خارج المؤسسة العسكرية وانما سياتي من داخلها، واليوم المطلب الرئيسي لكل الدول الاوربية وامريكا والروس هو الاحتفاظ بالمؤسسة العسكرية وعدم سقوطها لذلك سيكون شرطاً اساسياً من مواصفات السفياني ان يكون قادراً على تماسك المؤسسة العسكرية وصيانة وحدتها ثم الاخذ بزمامها لتحارب الطرف الذي يريدون، لذلك مشروعه سوف يُبتنى على اساس الفشل الذي سيمنى به اللاعبين الرئيسيين حينها سيأتون بهذا الرجل بعد خيارات متعددة حيث يُشار اليه في الروايات ان اخرج ولكنه يتردد لانه لايرى وجود فرصة اما حينما تتهاوى الخيارات عند ذلك تكون الفرصة مهيأة جداً، وافضل فرصة هي تهاوي الرايات المتقاتلة في قرقيسياء، نلاحظ ان هؤلاء الجبارين امام فخ الهي وان تدبيرهم سوف يؤدي الى هلاكهم، لذلك ستمنى السعودية وقطر والامارات بفشل ذريع جداً واموالهم سوف تصرف لكي تُحرَق وازمتهم قادمة لاشك ولا ريب. 

 

* اكراد سوريا هيئوا بدورهم لعلامة المارقة التي تمرق من جهة الترك حيث انهم هيئوا الارض بشكل كبير جداً وكثير من المناطق الكردية اصبحت بايديهم، ربما تستعصي عليهم بعضاً من المدن كعفرين وامثالها لكن القدر المتيقن انهم يستطيعون ان يشكلوا لانفسهم كيانهم الخاص سواء كيان مؤقت بعنوان الحكم الذاتي او الادارة الذاتية للمناطق وهم يفعلون ذلك الان او باعلان الانفصال، الروايات تُشير الى حكم سياسي وامني كردي في هذه المنطقة، هذا الحكم هو الذي سوف يغري الاتراك في التورط اكثر في معركة سوريا على اعتبار ان الاتراك اليوم موجودين في بقعة صغيرة جداً هي التي سمح بها الحلفاء الثلاثة في قضية السماح للاتراك في قتال داعش، لن نظيف شيئاً إن قلنا ان الموضوع الكردي اصبح ناضجاً للغاية ودخولهم في معركة الرقة هو طمع في توسيع رقعتهم الجغرافية، نعتقد بان اكراد سوريا يسيرون باتجاه الفخ ومنذ خمسة سنوات قلنا ناصحين بان الاكراد لو فعلوها سوف يُؤكَلون واليوم كذلك نقول لو فعلوها سوف يُفتَرَسون، لان في قتال الوكلاء يضعف الجميع ويبقى الذي ينتظر هو الذي سوف يكون قادراً على افتراس الكل، ومن الواضح ان الاتراك سينتظرون، لكون ان الروايات تتحدث عنهم في المشهد اللاحق وليس في هذا المشهد، واليوم لايمكن ان نقول ان تركيا دخلت سوريا لان هذا الدخول جزئي وضمن رقعة ومساحة جغرافية محدودة ومنضبطة، ونعتقد بشكل جاد ان تركيا لن تدخل في معركة الرقة ولكن ستدخل في اطرافها لاحقاً، لذلك نوجه الانتباه للاكراد بان هذه المعركة فخ كبير لكن يبدو انهم ماضون في هذا الاتجاه.

 * بالنسبة للحجاز سوف تلوح عليه بشكل واضح علامات الترنح والاضطراب والانقلابات التي ياتي احدها من بعد الاخر، مشهد اليوم هو ورطة كبيرة للسعودية في داخل اليمن واستنزاف هائل للمال وتمزق في اعتبار المنظومة الأمنية التي كانت تتحدث عنها السعودية ويخافها الجميع، ارادت السعودية ان تعزز اعتبار هذه المنظومة فذهبت الى اليمن، دمرت اليمن سعياً للحصول على انتصار ولو انهم اتعظوا من تجربة جمال عبد الناصر لكان خيراً لهم ومع ان اليمن كانت ضعيفة في مقابل قوة جمال عبد الناصر الا انه مني بخسائر فادحة جداً وفشل ذريع، ذهبت السعودية الى اليمن وسرعان ما اكتشفت انها في مستنقع ، والذهاب كان على اساس توحيد الاسرة المالكة باعتبار ان تنصيب ولي العهد تم بعملية لعبة سيطرة اكثر مما كونه تم بطريقة الاقناع، يفترض ان احمد بن عبد العزيز هو الذى يجب ان يكون ولي العهد ولكن على خلاف القاعدة ذهب الاباء وجاء الابناء، ولكن هؤلاء الابناء جاءوا متصارعين فيما بينهم لذلك جيء بملف اليمن لعله يستطيع ان يوحدهم خلف قائد قوي هو الذي قاد معركة اليمن ولكنه عاد من اليمن بسياسة كبيرة وحازمة للتقشف وعاد بخسران كبير للاموال وعاد بعجز كبير في الموازنة، هذا الانهيار الاقتصادي الذي تشير اليه كل معطيات الواقع السعودي لا شك انه آتٍ من خلال تصدعات سياسية مهمة للغاية، اليوم نشاهد السعودية تقدم تنازلات في مناطق متعددة وتطرح مبادرة اعفاء العراق من ديونه فان هذا الامر لم ياتي عبثاً او صدفةً لانهم يحتاجون الى تبريد بعض الجبهات الساخنة لغرض ان يسحبوا الانفس الى جبهات اخرى، لديهم الان جبهة سوريا وحقيقتها جبهة ايران ايضاً، ولكنهم سيدفعون عدة استحقاقات ودفعوا اول استحقاق الى الادارة الامريكية التي جاءت بتهديد واضح وصريح مباشر الى السعودية بحملة هائلة من التخويف اما بامتصاص اموالها او ترك السعودية مع المخاطر لوحدها، محمد بن سلمان الذي يعيش ازمة مع محمد بن نايف ومع بقية افراد العصابة المالكة كان سريعاً جداً في الذهاب الى اميركا ومن اجل اقناع ترامب جَرَّد من السعودية مبلغ ٢٠٠ مليار دولار، طُرِح امام الناس بعنوانه استثماراً ولكنه في الحقيقة رشوة ستُاخذ من ارامكو ومن راتب ومعيشة المواطن السعودي، واليوم الحديث عن ترك الدولة لسياسة الدعم والانفاق التي كانت عليها حديث واسع النطاق، وعلى طريقة ترامب بمجرد ان تم التوقيع على المبلغ المذكور ٢٠٠ مليار دولار قُدِّمت قائمة ٨٠٠ مشتكي بناءً على قانون جاستا، هذا القانون الذي يقضي بموجبه الى الدولة والمواطن الامريكي الحق في ان ياخذ من الدول التي شاركت بطريقةٍ ما في الاعتداء عليها، بمعنى انه سيتم مقاضاة على الاقل دولتين وهما السعودية والامارات، وهذا هو الابتزاز الثاني الذي عمد اليه ترامب لكي يركّع هؤلاء تماماً، وبذلك يمكن لنا ان نقول للسعودية كحُكم ان البلاءات قادمة واكثر من السابق مع مزيد من الانشقاق والانهيار في بُنية المملكة. 

 

* في الموضوع العالمي لايوجد شك في ان المنطقة تتقدم بشكل سريع جداً باتجاه الاصطدام، ولاول مرة في تاريخ العلاقات الأمريكية الاوربية ان الرئيس الامريكي ياتي ويطرح مسالة ديون لا وجود لها على المانيا، تاتي هذه التصريحات في فترة اتسمت بوجود اكبر مجموعة من القادة المتهورين او من الذين لا يقبلون التراجع إن كان في فرنسا او بريطانيا او امريكا او المانيا وفي الكثير من الدول الأخرى هناك قيادات لاتقبل باي تراجع، كذلك تهديد ترامب بانه قد ينسحب من حلف الاطلسي وعلى اوربا ان تفكر في حماية نفسها بنفسها وبذلك يكون هدف ترامب هو سحب الاموال على طريقة التفكير الراسمالي، بالنسبة لبريطانيا نلاحظ انها سَرَّعت من خروجها عن الاتحاد الاوربي وفي المقابل اسكتلندا وويلز وايرلندا تفكر بشكل جدي بل ان اسكتلندا طرحت الامر الى العلن، ان الوضع الامني في اوربا يتضعضع بسبب تهديدات وابتزازات اميركا كذلك بسبب مشكلة اوكرانيا كون مشكلة اوكرانيا تتفاعل بشكل اكبر بكثير من السابق واليوم نفس حديث اوكرانيا بان مناطق كبيرة أُنتزِعت منها قسم منها انتزعت علناً والقسم الاخر تم انتزاعها وسط صخب الاحداث، لو نظرنا الى كوريا الشمالية والجنوبية ولو نظرنا الى الصين وروسيا وطريقة سياسة بوتن كلها تنبئنا بان الرؤوس الصلبة التي لا تسمح بتفاهم هي المتسيدة على المشهد، بالنسبة لليابان اليوم تخوض معركة مع الزمن من اجل تفويت الفرصة التي ذهبت منها حينما نزعت السلاح فهي الان مهددة باي اعتداء قد يكون عليها من الصين او غيرها يطيح بكل تقدمها التكنولوجي وهكذا بقية الدول، لذلك  الحديث عن الحرب العالمية ليس حديث رواياتنا فقط وانما اليوم نشاهد الحرب العالمية اصبحت على الابواب وواهم جداً من يتصور بان التمدن المعاصر والحضارة المعاصرة كرهت الحروب واتجهت الى السلم لكون صورة ترامب وبوتن تعكس نمط اخر من السلوكيات والاحداث التي تجري واضحة جداً.

 * في الشأن التركي لدينا قضيتان: الاولى تتعلق باختلافهم مع الروم ومن الواضح ان الاختلاف كبير جداً ووصل الى الطرد الدبلوماسي وبطريقة لا تتناسب مع طبيعة العلاقات الدولية، كذلك اشتراك اوربا في الانقلاب العسكري والاتراك الان يهددون بفتح ملف المهجرين الذي يبدو انه كان سلاح الاتراك في ابتزاز الاوربيين بالمال والذي عاد الان يهددهم به، الاتراك يمكن ان يلحقوا اذى كبيراً في المانيا وبلغاريا وفي جملة كبيرة من الدول لان الجالية التركية او بعض السكان اصولهم من الاتراك، اذن الرواية التي تحدث بها ائمة الهدى ص بان الاتراك سيختلفون مع الروم اصبحت واضحة جداً، القضية الاخرى ان الاتراك سوف ينزلون الجزيرة والجزيرة كما اشرنا سابقاً هي جزيرة الرصافة الموجودة ما بين الخابور والفرات بمعنى ان نزول الاتراك لا علاقة له بالعراق اطلاقاً وانما امرها مرتبط بالارض السورية، وسيفعلون ذلك بسبب الاستفزاز الذي سينشأ بسبب اقامة الاكراد لكيانهم والحجة التركية واضحة جداً لان هذا الامر يتعلق بمساحة هائلة من الاراضي التركية ايضا لان منطقة جنوب تركيا فيها اكراد وهؤلاء اذا اقيم لهم كيان في سوريا يمكن لهم ان يؤثروا بشكل جاد جداً على اكراد تركيا، خاصةً ان اكراد تركيا يرتبطون باكراد سوريا اكثر من ارتباطهم باكراد العراق وفي الغالب هم من الاكراد العلويين او من الاكراد السوريين اي انهم يتفقون معهم مذهبياً وسياسياً تحت حجة حزب العمال وما الى ذلك لكن بالنتيجة اي وجود للاكراد من الناحية السياسية والامنية في الاراضي السورية سوف يؤدي الى تداعيات ايجابية على اكراد تركيا وتركيا لايمكن تسمح بذلك لان امنها القومي سيكون في معرض التهديد بشكل جدي، ومع وجود الدعم الامريكي الفرنسي البريطاني الواضح للاكراد في معركةاليوم كذلك الدعم الروسي لذلك لن يتعرضوا للاكراد في هذه الفترة وسينتظرون ان ينشغل هؤلاء بملفات اكبر من الاكراد وهذا الملف هو ملف الحرب العالمية، ليس مهم مقدار ابتعادنا عن هذه الصورة وانما المهم ان حديث ائمتنا ص واضح للغاية وقد صوّب على الاحداث الكبرى بشكل دقيق جداً والمنطقة ان لم تشهد هذه الاحداث فهي في اطار السير في هذا الاتجاه. 

 

* في ملف ايران لن يحصل هناك شيء يقلب المعادلة بشكل نوعي، ولا يمكن لنا ان نوجد في دواخلنا اي خوف على الجمهورية الاسلامية فهي امنة ان شاء الله وكل هذه التهديدات هي لابتزاز الاخرين، لان ترامب لاتخفى عليه المعادلة الايرانية ولكنه يتخذ هذا الاسلوب لاقناع السعودية بانه سوف يدخل المعركة ضد الايرانيين من اجل ابتزاز اموالهم، اما بالنسبة للإمارات فان محمد بن زايد ايضاً لديه موعد قريب مع ترامب وايضاً سيدفع المليارات بطريقة او باخرى وسيقدم فروض الطاعة ليتم بذلك انهاء الرخاء الاماراتي، بخصوص الحديث عن العراق فإنه حديث مطول سيتم التحدث عنه في وقت لاحق ان شاء الله تعالى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك