هؤلاء ومن خلال الوصف الاولي لبيئتهم الثقافية يفترض انهم كانوا من المعتقدين بالإمام عليه السلام ولكن انحرافهم عن مسارات القيادة الربانية او تسامحهم في الالتزامات العملية المترتبة على هذه القيادة وتهاونهم في ذلك وضعهم في طريق سيف الامام صلوات الله عليه فهم مع وجود تلك البيئة ولكنهم لم يعصوا الامام (بابي وامي) فقط بل راحوا يحددون له ويملون عليه مسارات العمل والسلوك مما جعلهم طعمة لسيف الامام صلوات الله عليه.
لهذا حرصت تعليمات اهل البيت عليهم السلام على ان يبقى المنتظر في مسار الاطر الشرعية المعدة لهذا الغرض ولا يخرج عنها وهذا سر التشدد الذي نلاحظه في ارجاع المنتظر الى هذه الاطر دون سواها.
وفي هذا الصدد يمكننا ملاحظة التشدد الكبير الذي أولاه الامام المنتظر ومن سبقه من الائمة صلوات الله عليهم لمسالة تبعية الشيعة لوكلائهم وعدم السماح لهم بالمساس بهؤلاء الوكلاء ولا سيما في قضية موقف بعضهم من النواب الاربعة ومن ابرزها الموقف المعروف بلعن محمد بن نصير النميري واحمد بن هلال الكرخي وابن ابي العزاقر الشلغماني والبراءة منهم لانهم ارادوا ان يأخذوا موقع النواب او وضعوا انفسهم في موضعهم فكان موقف الامام ( روحي فداه) متشددا جدا في ذلك بالدرجة التي وصلت الى لعنهم والبراءة منهم وما هذا الا تحصينا للموقع القيادي وواجهاته.
الشيخ جلال الدين الصغير
علامات الظهور ج1 ص152
https://telegram.me/buratha