الصفحة الفكرية

فلسفة الصوم في خطبة السیدة الزهراء (عليها السلام )

8668 2016-06-12

تقول الزهراء (عليها السلام) في خطبتها: والصيام تثبيتاً للإخلاص).

علة فرض الصيام, هي تثبيت لإخلاص العباد, أو كما قال أمير المؤمنين(عليه السلام) في كلمته: (والصيامُ ابتلاء لإخلاص الخلق)، أي أنه امتحان واختبار لدى اخلاصهم لخالقهم وطاعتهم له؛ فلئن كانت الصلاة أبرز ألوان العبادة، وتتصدر النهج الذي يتعامل به العبد مع ربِّه تعالى في حياته اليومية, فأن الصيام أيضاً لا يقلُّ اهميةً عن الصلاة, ولا هو أقل درجةً في إعطاء أسمى المعاني وأفضل النتائج للحياة, فإذا كانت الصلاة روح العباد فالصيام قلبها, والروح والقلب عنصران حيويان متلازمان في العطاء, متعاضدان في الأدوار والأهمية التي يؤديانها في كيان الإنسانية.. ومن هنا فأن أبرز تقييم يعطيه الإسلام للصيام هو من خلال اقترانه بالصلاة في قوله تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة) البقرة: 45.

وقد تسأل: بأي معنى يكون الصوم معياراً للإخلاص؟ هذا ما يجيبنا عنه الحديث المشهور بين الفريقين، فعن أبي هريرة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فأنه لي وأنا أجزي به, والصيام جنة..). نعم للصوم جانبان، خارجي: وهو الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات, وهو أمرٌ يعلمه الآخرون عن الصائم, والجانب الآخر: هو(باطني) بين العبد وربه لا يعلمه جنس مخلوق آخر، وبذلك كان الصوم ابتلاء وتثبيتاً للإخلاص.

وهذا المعنى نجده في حديث الإمام الصادق(عليه السلام) إذ يقول: (قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (الصوم جنة) أي سترٌ من آفات الدنيا, وحجابٌ من عذاب الآخرة, فاذا صمت فانو بصومك كفَّ النفس عن الشهوات، وقطع الهمة عن خطرات الشياطين, وأنزل نفسك منزلة المرضى, ولا تشتهي طعاماً, ولا شراباً, وتوقع في كل لحظة شفاءك من مرض الذنوب, وطهر باطنك من كدرٍ وغفلةٍ وظلمةٍ يقطعك عن معنى الاخلاص لوجه الله, قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله تعالى: (الصوم لي وأنا أجزي به). والصوم يميت مراد النفس وشهوة الطبع, وفيه صفاء القلب.

وطهارة الجوارح, وعمارة الظاهر والباطن, والشكر على النعم والإحسان الى الفقراء, وزيادة التضرع والخشوع والبكاء وحبل الالتجاء الى الله, وسبب انكسار الهمة, وتخفيف الحساب, وتضعيف الحسنات, وفيه من الفوائد ما لا يحصى ولا يعد, وكفى بما ذكرناه لمن عقله ووفق لاستعماله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك