الصفحة الفكرية

النهضة الحسينية والعقيدة المهدوية ...الترابط السنني مقدمات ونتائج

3469 21:08:00 2013-09-15

الذي يلاحظه المراقبون والنقاد ان التركيز على عنصر المأساة التي وقعت في كربلاء ،قد ادى الى اختزال تعاليم هذه المدرسة العظيمة بعنصر المصيبة الفاجعة التي حلت بالحسين (ع) واهل بيته واصحابه الكرام وغابت عن الانظار الاهداف الاخيرة التي سعى الامام الى التمهيد لتحقيقها ،عبر فعل تضحوي خلاق ،يؤسس لمراحل من الكدح الانساني المضني الذي لا يقف الا عند تحقيق الانتصار الالهي على قوى الشر والفساد والطغيان في اخر الزمان .

من هنا فان البحث في نهضة الامام الحسين (ع) يتطلب بحثا في النتائج المستقبلية الاخيرة والاهداف المهدوية وليس هو بحثا محددا بزمنه وعصره ومجتمعه لان النتائج التي صنعها المستبدون والطغاة لتعطيل حركة الامام الحسين (ع) ودفعها المستقبلي باتجاه الاهداف المهدوية العظيمة المتمثلة باستئصال شأفة الظلم والفساد من العالم ..تقابلها رؤية مهدوية تطالب بالثأرللامام الحسين واصحابه الشهداء (عليهم السلام) لا لشخوصهم ،بل لانهم مثلوا رمزا جليا للمأساة الانسانية والتحدي الاسلامي كما مثل جلاودهم الدرك الاسفل من الظلم ،والركوس في الفساد ورمز الانحراف عن المقاصد الشرعية.

والمطلوب منا ان نجعل من اهداف الامام الحسين (ع) منسقة ومتناغمة مع هدف الشريعة من ظهور الامام المهدي (عج) وان تكون مجتمعة اهدافا لنا ، لانها من افعاله واقواله ومواقفه التي تكون مصدر الالهام لنا والتوجيه فيما يصدر عنا من اقوال وافعال وفيما نتخذه من مواقف في مواجهة الظلم والظالمين ،تمهيدا للانضواء تحت لواء الممهدين لظهوره الشريف ،واما نتائج النهضة الحسينية بما تحمل من ثنائية المأساة والتحدي ،فتقع قراءتها في دائرة الاعتبار والاتعاظ الذي يؤمن لنا سيرا صحيحا باتجاه الاهداف المهدوية .

فلسفة الترابط

ان فكرة ظهور مصلح او منقذ في آخر الزمان ،هي فكرة انسانية غير مختصة بالمسلمين لكن الاختلاف في جزيئاتها وتفاصيلها ، يتاتى من الاختلاف المنهجي في قراءتها وفقا للعقليات المختلفة فقديما كان للفكر قراءات دينية لم تقتصر على الدين المسيحي او اليهودي بل حتى في عقليات الاديان الوضعية والحضارات القديمة كالبوذية والحضارات الصينية القديمة وايران القديمة والحضارة البابلية ،والمصرية وايضا هناك قراءات فلسفية لدى الاغريق والرومان وغيرهما (1)....

لكن المرجع في هذه القراءات هو العقل وحده او نصوص الاديان الوضعية او المحرقة ،او ماتؤمن به من خرافات السابقين واساطير الاولين لذا تجيء معظم هذه القراءات ناقصة وجزئية ومنفعة باحوالها مع انبثاقها من حاجة الفطرة الانسانية الملحة لمستقبل فاضل...

هذا وقد جاءت الرؤية الاسلامية لهذه الفكرة قراءة شاملة لجميع جوانبها وارتباطاتها بالحياة الاجتماعية ،والفكر الاسلامي ،ذات ابعاد وانعكاسات تصلح الانسان ووضعه وتعده لاستقبال عصر الخير ،والعدالة والفضيلة وتهيؤه ليكون من المشاركين والممهدين لعصر ظهور ذلك الامام المصلح العظيم الذي يملا الارض قسطا وعدلا بعدما يملؤها الفاسدون والمخربون ظلما وجورا كل ذلك بمجتمع صالح في الدنيا يحاول ان يكون مقدمة للظهور الموعود

والذي يستنتج هذه الفكرة ليس هو العقل القاصر وحده بل تشارك في صياغتها وصياغة حدودها وفلسفتها وتكشف عن ابعادها ، النصوص الاسلامية الكثيرة الواردة عن النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واهل بيته المعصومين (عليه السلام)

فللظهور فلسفة خاصة في الروايات الاسلامية تتلاءم ومعطيات الفكر الاسلامي الذي مثلته النهضة الحسينية في حدثها الكبي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك