عصر يوم الجمعة الموافق 13/9/2013، وفي ملتقى براثا الفكري الذي ينعقد أسبوعيا في مسجد براثا المعظم بقاعة الزهراء عليها السلام، أستأنف حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير الحديث بموضوع "المرجعية المهدوية بين إسلام الكتاب وإسلام السنة:" والذي كان قد أجله لأسبوع واحد تناول خلاله موضوعا آخر يتعلق بالأحداث المعاصرة في سوريا ومسؤولية المنتظرين، والذي كان موضوع محاضرة الأسبوع الفائت..
ويلقي حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في محاضرته الموسومة "إسلام الكتاب وإسلام الحديث ـ بحلقتها الرابعة" مزيدا من الأضواء قضية في غاية الأهمية، تتعلق بالأسباب الخفية الكامنة وراء الهجمة التي تتعرض لبها المرجعية الدينية من بعض المشتغلين بالحقل الحوزوي..مسلطا الضوء على خلفية الهجمة التي يتعرض لها مقام المرجعية المباركة مع أنها تمثل القيادة الطبيعية للأمة في عصر الغيبة.
وأنطلق سماحة في مقاربة محاضرة هذا الأسبوع من قراءة تعامل الفقهاء مع الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، ومنهجية هذا التعامل علميا..مشيرا الى أن مهمة الفقيه بالدرجة ألأولى هي التحقق من نسبة الكتب الواردة عن مؤلفين بعينهم وتختلف مهمة العالم عن مهمة العوام، سيما وأن كثير من الكتب تنسب الى أئمة أهل البيت مباشرة وقدم مثالا على ذلك كتاب أنتشر قبل مدة منسوب لأمير المؤمنين عليه السلام أسمه "الجفر العلوي"...وكذا الأمر يتعلق بكتب منسوبة لعلماء أقدمين مثل الكليني وزرارة وأبن الجارود، وهذه الكتب تخضع لمتابعة وتمحيص مستمرين من قبل الفقهاء
لدينا الآن تفسير العياشي، وهو كتاب جليل القدر، لكن من نسخه بوهم لديه قام بقطع سلسلة إسناد مما أدى الى إسقاطه من دائرة الوثوق
إن القول بأن موروث الشيعة مخالف ما ورد عن المعصوم إدعاء يجانب الصواب ، سيما وأن الروايات تخضع باستمرار للتدقيق في علوم الجرح والتعديل وعلوم الرجال..
وأشار سماحته الى الفرق بين منهجي البحث بين علماء أهل البيت ومخالفيهم متعلق بأن الآخرين يرون أن
كتاب الله لا يشرح إلآ بالسنة، وهذه لا يتم التأكد منها إلا بصحة أسانيدها، وهذه موقوفة على رجال أعتمدوهم في علوم الجرح والتعديل، وباتت الحاكمية للرجال على كتاب الله..
أما مدرسة أهل البيت فقد ألتزمت بحاكمية كتاب الله على النص، وثمة إشكال أثير حول قول للسيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه، على أساس أن السيد لا يأخذ بالقرآن حاكما على السنة، ولكن بالعودة الى ما كتبه السيد الخوئي يؤكد أن كتاب الله له القيمومة على الأشياء، وأن هذه القيمومة تقتضي أن يقرأ القرآن بأزاء النص لا للترجيح بل لإناطة النص بالقرآن، وأن حديثه مناقض لما تم التهريج عليه.. وحاكمية الكتاب على السنة أمر ثابت، فيما اللسنة شارحة للقرآن بلحاظ عدم تعارضها مع الكتاب.
على اية حال هذه المحاضرة تكشف عن زيف الإدعاء الباطل على المرجعية والتراث العلمي الشيعي ، وحري بنا أن نتابعها بتفاصيلها العلمية التي أوردها سماحة الشيخ جلال الدين الصغير بعمق يكشف عن تبحره بهذا الشأن..
المحاضرة غنية بتفاصيل مهمة ومثيرة تلقم المتقولين أحجارا وليس حجرا واحدا وتعيدهم الى أدنى من حجمهم الطبيعي..
وبين طيات محاضرته الذي حضرها جمع من طلبة العلوم الدينية والأكاديميين والمثقفين والمنتظرين قدم سماحة الشيخ الصغير أدلة من القرآن والحديث معا تبين تهافت الدعاوى التي تنال من المرجعية وأسلوبها بالتعاطي مع القضايا العلمية وطرق الوصول الى الحقائق المعرفية.
وبديهي أن تقديما مبتسرا في خبرنا هذا سيكون قاصرا عن إيصال مضمون المحاضرة الى الأخوة المنتظرين ، ولذلك يسرنا أن نقدم المحاضرة الى حضراتكم هنا عبر اليوتيوب، سيما و أن هذه المقدمة فقط لنضع القاريء الكريم قي أجوائها ولا نريد أن نقدم تفصيلا للمحاضرة ، ولكن توخينا عرض نتف منها فقط ..ونشير أشارات بسيطة الى دلالاتها.....
وفي عمق المحاضرة تفاصيل لا يغني تقديمنا المبتسر عن سماعكم لتفصيلاتها كما وردت في الفيديو أدناه ..
وجرى في ختام المحاضرة نقاش وحوار وإجابات من قبل سماحة الشيخ الصغير على أسئلة الحاضرين حول موضوع المحاضرة وسواها من المواضيع المهدوية،
المحاضرة التي حضرها جمع من المهدويين المنتظرين من طلبة العلوم الدينية والأكاديميين ، وغيرها من محاضرات سماحة الشيخ جلال الدين الصغير موجودة على موقعه الرسمي في شبكة الأنترنيت على الرابط: http://www.sh-alsagheer.com
وعلى صفحته في شبكة التواصل ألأجتماعي الفيسبوك على الرابط:
https://www.facebook.com/jalal.alsagheeK
29/5/13913
https://telegram.me/buratha