الصفحة الفكرية

المنهج في معرفة المهدي عليه السلام

3020 08:23:00 2013-06-18

إذا اردنا أنْ نؤسس لمنهج علمي في بحث موضوع الإمام المهدي عليه السلام وخصائص الطريقة والاسلوب العلمي التي يمكن من خلالها أنْ نكون منطقيين في بحثنا، ولا نستغرق مع التخيلات والاوهام والطموحات فسنجد أنّ الطموحات البشرية هي التي تدفع وتضغط باتجاه هذا الحلم، وأن محاولات الحصول على شيء من الأمل يمكن أنْ يعبّئ ويلبّي هذه الحاجة ولو على مستوى التلبية النفسية للواقعة....

إذا اردنا أنْ نؤسس لمنهج علمي في بحث موضوع الإمام المهدي عليه السلام وخصائص الطريقة والاسلوب العلمي التي يمكن من خلالها أنْ نكون منطقيين في بحثنا، ولا نستغرق مع التخيلات والاوهام والطموحات فسنجد أنّ الطموحات البشرية هي التي تدفع وتضغط باتجاه هذا الحلم، وأن محاولات الحصول على شيء من الأمل يمكن أنْ يعبّئ ويلبّي هذه الحاجة ولو على مستوى التلبية النفسية للواقعة، إنّ العالم كلّه بما يعيشه من مظاهر للشقاء وبما يعاني من ظلم وعدوان عنده طموح كبير باتجاه السعادة وباتجاه العدالة، وهذه السعادة يمكن أنْ تقترن بالعدالة مع إنّ لكلّ منهما خصوصياته، إنّ البشرية مثل ما تطمح الى سعادتها فهي في نفس الوقت عندها طموح للعدالة، وهذه من الامور التي بطبيعتها مركوزة ومفطور عليها الانسان، فقد خلق الله(سبحانه وتعالى) البشرية بهذا الشكل واننا نجد الاتجاه العالمي اليوم يتطلع وينتظر ويترقّب ويتوقع ظهور الإمام عليه السلام، ذلك لأن ضغط الظلم والشقاء عليه كبير جداً حتى هذه التطورات التقنية في العالم لم تتمكن من أنْ تصل بالإنسان إلى السعادة، فلو نلاحظ لوجدنا كثيراً من الاحصائيات الاجتماعية بل حتى النفسية في العالم، أنها تضجّ بمظاهر كثيرة من الاحساس بالشقاء، مثل كثرة حالات الانتحار على المستوى الفردي، وكثرة الطلاق وانهدام عرى البنية الأساسية للمجتمع، الصراعات البشرية، الحروب، وما إلى ذلك من الأمور، وكلّها تعبّر عن مستوى غير طبيعي من الشقاء تعيشه البشرية اليوم، وهذا الأمر يجعل الإنسان بشكل طبيعي يتطلع باتجاه أن يصل إلى فكرة الإمام المهدي عليه السلام، وإلى تحقيقها، وكذلك إحساس الإنسان بالظلم، وتفشّيه في أوساط الأرض، حيث عاش العالم حالة الأقطاب المتصارعة فيما بينها، ونزفت الدماء غزيرة بالتقنية التي تتمثّل بالأسلحة التي كانت تنتج في الأقطار المتصارعة، بعدما تبلور فيها قطبان، وبعدما تحولت إلى حالة القطب الواحد، حيث نجد أن الإنسان بطبيعته ميّالاً إلى الظلم، فكلما تكون القدرة عنده أكثر تتجه هذه القدرة باتجاه الظلم...

ولكن مع كلّ ذلك نجد أنّ في البشرية انطلاقاً كبيراً باتجاه صيحات ونداءات وشعارات وبرامج يراد منها تحقيق الاصلاح، وكلّها تتضمن ان هناك مصلحاً، مع أن من البشر يطرحون أنفسهم على أنهم هم تجسيد ذلك المصلح الذي تنتظره البشرية بجامعها، فلهذا اذا اردنا أنْ ندخل في موضوع الإمام المهدي عليه السلام على أساس مسألة المصلح وأنّه هو المنقذ للبشرية، فاننا ننطلق من هذه المنطلقات التي لا تأخذ الدين والوحي والعلاقة مع السماء والارتباط بالله(عز وجل)، بنظر الاعتبار وانما تكتفي بهذا الموضوع لتنطلق باتجاه تأكيد وتأصيل فكرة المصلح في الذهنية البشرية العامة، أمّا اذا اردنا أن ندخل إلى هذا الموضوع من منطلقات دينية نجد ان المسألة تتبلور اكثر، وتكون واضحة اكثر لأن النص الديني الاسلامي تواترت فيه قضية الإمام المهدي، كالنص القرآني الذي هو نص بطبيعته متواتر تحدث عن (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)، وتحدّث أنه (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) كذلك النصوص النبوية تحدثت عن شخص محدد وصفه، واسمه هو اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولقبه المهدي، ويظهر في آخر الزمان، ويكون عيسى عليه السلام معه ينصره ويكون أبرز مناصريه، والذي يدين جزء كبير من العالم باحترامه وبتقديسه كنبيٍ مرتبطٍ بالله(سبحانه وتعالى).

.............................

11513618/ تح: علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك