الصفحة الفكرية

الإعتقاد بالإمام المهدي (عج)..دراسة مقارنة بين مدرستين..بقلم: الشيخ مهدي حمد الفتلاوي

3214 08:22:00 2013-05-16

 

تتصف العقيدة بالامام المهدي المنتظر (عجّل الله فَرَجه) بالعديد من جوانب الاتفاق بين المسلمين الشيعة والسنّة في أصولها العقائدية وثوابتها الفكرية، فهم جميعاً يتّفقون على أصل الاعتقاد بصحتها، ويحكمون بجهالة مَنْ أنكرها، ويتفقون على أن المهدي (عليه السلام) من قريش، ومن أهل البيت خاصة، ومن أولاد علي وفاطمة (عليهما السلام) بشكلٍ أخص،

بالإضافة إلى اتفاقهم على أنه آخر الخلفاء الاثني عشر، وأن دولته حتميّة الظهور، وأنها عالمية النفوذ، وأنها من الوعد الإلهي الثابت بالنص القرآني، وأخيراً يتّفقون على حتميّة وقوع بعض العلامات والمقدمات من الحوادث المختلفة، المبشّرة بقرب ظهوره.

ومجالات الاتفاق بين المدرستين في الاعتقاد بالمهدي ليست مورد كلامنا في هذه المقالة، وإنما هدفنا تسليط الأضواء على مجالات الاختلاف بين المدرستين في هذه العقيدة الإلهية، لأن ذلك مما يساهم في بلورة الرؤية العقائدية الأصيلة، وتشخيص الموقف العلمي الصحيح انطلاقاً من عمق الأدلة المطروحة وسلامتها من قِبَل الاتجاهين السنّي والشيعي.

أولاً ـ اختلافهم في ولادة المهدي (عجّل الله فَرَجه):

إن غالبية أهل السنّة ينكرون أن يكون المهدي(عجّل الله فَرَجه) قد ولد، ويقولون: إنه سيولد في آخر الزمان، والمتصفح لكلمات كثير من علمائهم بهذا الموضوع، لا يجد لهم مستنداً شرعياً ولا علمياً ولا تاريخياً لإثبات مدّعاهم، بخلاف علماء الشيعة، فإن الإجماع منعقد بينهم على القول بولادته في مدينة سامراء عاصمة الدولة العباسية سنة (255هـ) في خلافة المهتدي العباسي، ولهم على ذلك أدلة كثيرة، تثبت صحة كلامهم، أهمها شهادة أهل البيت (عليهم السلام) ، وشهادة عدد من المؤرخين الشيعة والسنّة بولادته، وشهادة أكثر من سبعين عالماً من علماء أهل السنّة ما يوافق رأي الشيعة، وسننظر في هذه الشهادات الثلاثة على انفراد.

شهادة أهل البيت (عليهم السلام) : تنقل هذه الشهادة الأخبار المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المبشّرة بولادة ولدهم المهدي المنتظر (عجّل الله فَرَجه)، والصادرة منهم قبل ولادته بفترة تاريخية غير قصيرة، حيث يصل بعضها إلى مائتي سنة أو أكثر (كالأخبار المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام علي (عليه السلام) وولديه السبطين). وقد صرّحوا في بعضها بأن الأمة ستختلف في ولدهم المهدي (عجّل الله فَرَجه) وأن أباه سيُخفي أمرها على عامة الناس خوفاً على حياته من السلطة العباسية، التي كانت تترصّد أخباره وتترقب أيام ولادته برعب ودقة وحذر.

وفيما يلي نذكر بعضاً من هذه الأخبار:

شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) : روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (( إن الله اختار من الأيام يوم الجمعة، ومن الليالي ليلة القدر، ومن الشهور شهر رمضان، واختارني من الرسل، واختار مني علياً، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين الأوصياء تاسعهم قائمهم، وهو ظاهرهم وباطنهم )).

وفي رواية أضاف (صلى الله عليه وآله) قائلاً: (( ينفون عن التنزيل تحريف الضالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)).

شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) :

 روي عن الإمام علي (عليه السلام) أنه سُئل عن معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ((إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي ))، مَنْ العترة ؟ فقال (عليه السلام) : ((أنا والحسن والحسين، والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم، لا يفارقون كتاب الله، ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حوضه )).

شهادة الإمام الحسن (عليه السلام) :

 روي عن الإمام الحسن (عليه السلام) أنه قال( الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر، تسعة من صلب أخي الحسين، ومنهم مهدي هذه الأمّة )).

شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) :

 وروي عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنه قال: (( قائم هذه الأمّة هو التاسع من ولدي، وهو صاحب الغيبة، وهو الذي يُقسّم ميراثه وهو حي )).

شهادة الإمام الباقر(عليه السلام) :

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك