الصفحة الفكرية

بحث أكاديمي: الامام المهدي و ثقافة الانتظار في عصر العولمة و الارهاب..للباحثة الأسلامية :ماجدة آل مرتضى المؤمن


 

 

(وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَينِ الذَّكَرَ وَالإنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الإخْرَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى) [1]

مقدمة

أول جريمة نـُفـّذتْ على الأرض قتل قابيل أخاه هابيل، واستمر القتل والارهاب والفساد على الارض الى يومنا هذا وكان عبر التاريخ بين المد والجزر.

وقد طهّرَ الله تعالى الارض عدة مرات ببعث الانبياء والرسل والأولياء الصالحين، وأكبر التطهيرات كان زمن النبي نوح(ع)، التطهير الكلي من كل فاسد على وجه الارض.

وهكذا حال الدنيا حينما تبتعد عن مركزية النبوة والحجة حين تبتعد عن أخلاقها وقيمها كما قال الله تعال: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَوةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)[2].

لكنّ الله تعالى لا يترك الارض دون حجة، اما ظاهر مشهور أو غائب مغمور، ليمكن الاولياء الصالحين من الاتصال بالغائب المغمور ليوصل التعاليم الصحيحة الى خلق الله دون ان يعلموا بذلك. وليكون حجة عليهم يوم القيامة.

أما كيف يمد الله تعالى بعض خلقه في أعمارهم، وينقص في آخرين فهذا شأنه وارادته، لأن الموت والحياة من خصوصيات الخالق العظيم الذي لا يُسئل عما يفعل وهم يُسألون كما قال في كتابه العزيز: (وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا) فالموت بيده والحياة وطولها وعرضها بيده تعالى، فهو القادر الحكيم، فكما وضع الموت لحكمة لا نعلمها، فقد وهب الحياة وأمكنها لبعض عبادة وطوّلها لحكمة لا نعلمها أيضاً.

فقد تجلت حكمة الله تعالى أن تـُصلح الارض ومن عليها في آخر الزمان، وليس في أوله ولا وسطه، وأن يرجع كل حق الى أهله، وأن يُقتص من الظالم، وتـُطبق العدالة قبل يوم القيامة، قبل الحساب الأخروي. جلت حكمته في ذلك. لا علم لنا إلاّ ما علّمنا وأخبرنا. واذا سكت الله عن شيء، نسكت عما سكت الله عنه ولم يخبرنا فيه، فالله الحاكم الرحيم، العادل الذي لا يظلم. الحق الودود الذي بيده كل شيء وهو بكل شيء عليم...

وهذا البحث بين يدي القارئ الكريم يتحدث حول ثقافة الانتظار في عصرنا هذا، عصر العولمة والارهاب، وبيان ارادة الله تعالى في خلقه في جعل تطبيق العدل على يد حجته في آخر الزمان.

راجية من الله القبول. والله ولي التو

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
taktoom
2013-08-07
احسنت اختي على بحثك الرائع والمتعلق بامامنا المهدي عجل الله فرجه الشريف..انا اعتقد ان الارض ستملا قسطا وعدلا.. اكثر مما ملئت ظلما وجورا .. اي ان زمن الخير القادم اكثر بكثير من زمن الشر والظلم الذي سيزول .. والدليل على ذلك في سورة البقرة عندما احتج الله على الملائكة لما اعرضوا عن سفك الماء والفساد .. ولله الحجة البالغة
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك