هل هو من الفضول العلمي أن نتحدث عن معالم دولة لا أحد يدري متى تأتي، ربما قريباً، وربما بعيداً، وربما فشي غاية البُعد؟
ولماذا يرغب كثير من الناس وربما كل الناس أن يتعرفوا على معالم تلك الدولة؟ هل هو مجرد نزوع لاكتشاف المجهول حتى وإن لم يكن يؤثر شيئاً ما على مسارات حياتهم؟
لكن علم الاجتماع، وعلم التاريخ الانساني هو الآخر ومن منطلقات علمية يحاول أن يكتشف معالم ذلك المستقبل لماذا؟
مدلول البحث عن المستقبل التاريخي:
ليست المسألة اذن مجرد فضول علمي، ولا نزعة فطرية لاكتشاف المجهول، وإنما هي ذات مداليل ترتبط بحركتنا المعاصرة والمسارات العقائدية والسياسية التي اخترناها، إلى أين تنتهي؟ ومن هو المنتصر؟ ومن هو صاحب الرؤية الصحيحة؟ ومتى ستنتهي هذه المعاناة البشرية؟ وكيف ستنتهي؟ وما هي الوسائل؟ كل هذه الأسئلة تلقي بظلالها على طبيعة العقيدة وطبيعة المسارات والمناهج التي نختارها لحياتنا، ومن أجل ذلك فإن كل ايديولوجية تحاول أن ترسم صورة ذلك المستقبل، ومعالم تلك الدولة العالمية بما يتناسب مع تلك الايديولوجية.
الماركسيون يرون أنها مجتمع العمال العالمية، الذي تنتهي فيها مؤسسات الدولة، ويدار إدارة ذاتية.
النصارى يعتقدون أن السيد المسيح هو الذي سيقود عملية الإصلاح الكبرى.
وبطبيعة الحال ستكون الديانة النصرانية كما ستكون الكنيسة هي صاحبة النفوذ في تلك الدولة.
فيما يتحدث المسلمون: أن الإسلام هو الذي سيؤسس تلك الدولة، وسيقودها واحدٌ من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
https://telegram.me/buratha