علم الأصول عند المدرسة الإمامية بحث مستل من كتاب الـرافـــد فـي عــلـم الاصـول ـ /من محاضرات اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله ....
بقلم السيد منير السيد عدنان القطيفي
الحلقة الاولى
( 5 )
تقريظ الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين الغر الميامين وبعد قد لاحظت شطراً مما كتبه فضيلة العلامة الجليل السيد منير السيد عدنان القطيفي حفظه الله ورعاه تقريراً لابحاثي الاصولية فوجدته وافياً بالمراد مستوعباً لما ذكرته في مجلس الدرس ببيان جميل وتعبير جزل واني لأسال المولى العلي القدير ان يبارك له في جهوده ويوفقه لمواصلة مسيرته العلمية انه ولي التوفيق والسلام عليه ورحمة الله و بركاته.
علي الحسيني السيستاني
21 ربيع الثاني 1414
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .
إن هذه البحوث الأصولية المستفادة من نمير سيدنا الأستاذ السيد علي السيستاني ـ دام عطاؤه ـ تمثل الملامح العامة للفكر الأصولي ، من خلال عرض مسيرته التاريخية ومراحله التكاملية ، وتحليل علاقته بالعلوم الأخرى، وبيان محور أبحاثه ونظرياته ، وطرح بعض المسائل الشاهدة على مستواه عند المدرسة الإمامية في العمق والدقة وصفاء الذوق ، مع استعراض المناهج المقترحة في طريقة تنظيمه وتبويبه في اطار التناسب مع العلوم الأخرى وعلاقته بها .
وتتلخص هذه البحوث في عشرة هي :
الأول : أهمية علم الأصول في المدرسة الإمامية .
الثاني : الأدوار التطورية التي قطعها أثناء مسيرته الصاعدة .
الثالث : علاقته بعلم الفقه والأدب والفلسفة .
الرابع : المنهج المختار في طريقة تنظيمه وترتيبه .
( 8 )
الخامس : ألوان الاسناد الحقيقي والمجازي .
السادس : موضوع علم الأصول.
السابع : ميزان المسألة الأصولية .
الثامن : حقيقة الوضع .
التاسع : مسألة استعمال اللفظ في عدة معاني .
العاشر: المشتق .
وقد قمت بصياغتها وتحريرها بالأسلوب المنسجم ـ في اعتقادي ـ مع الاتجاه الأصولي المتجدد عند السيد الأستاذ دام فضله .
فما فيها من محاسن فهو غيض من فيض المعرفة لدى سماحته ، وما فيها من قصورـ والكمال لله وحده ـ فهو من سوء الصياغة والغفلة وزلل القلم .
أسال الله تعالى أن ينفع بها طلاب المعرفة وان يؤتينا ثواب الانتفاع بها انه جواد كريم .
السيد منير السيد عدنان القطيفي
17 | 3 | 1414 هـ
القطيف المحروسة
( 9 )
المبحث الأول
علم الأصول عند المدرسة الإمامية
اختلفت المدرستان ـ مدرسة المحدثين ومدرسة الاصوليين ـ فى قيمة علم الأصول عند علماء الإمامية ومدى اهتمامهم به على مدى التاريخ الفقهي ، ونحن لا نريد الخوض في هذا البحث بتمام فصوله ، لعدم ارتباطه بهدفنا وهو تقديم أطروحتنا العامة في علم الأصول ، ولكن من باب التمهيد للدخول في صميم البحوث الأصولية نستعرض بعض الجوانب المفيدة في تجلية واقع علم الأصول وأهميته التاريخية والفعلية بالنسبة للفقيه ، ونبدأ ذلك بعرض عبارات من كتاب هداية الأبرار للكركي نقلاً عن القطيفي (1) ـ أحد مشائخ صاحب الوسائل ـ قال : «فاعلم أن علم الأصول ملفق من علوم عدة ومسائل متفرقة بعضها حق وبعضها باطل ، وضعه العامة لقلة السنن عندهم الدالة على الأحكام » ، وقال : «ولم يكن للشيعة في أصول الفقه تأليف لعدم احتياجهم إليه ، لوجود كل ما لا بد منه من ضروريات الدين ونظرياته في الأصول المنقولة عن أئمة الهدى، إلى أن جاء ابن الجنيد فنظر في أصول العامة وأخذ عنهم وألف الكتب على ذلك المنوال حتى أنه عمل بالقياس » . وهذا الكلام ينحل لثلاث دعاوى:
1 ـ إنكار استقلالية علم الأصول ، بل هو بنظره مجموعة من المسائل الملفقة.
2 ـ إن الواضع الأول لعلم الأصول هم العامة ، وأول من ألف فيه من
____________
(1) هداية الابرار 233 و 234.
( 10 )
الش
https://telegram.me/buratha