الصفحة الفكرية

الخواجا نصير الدين الطوسي بين الإسماعيليين والمغول / إبراهيم محمود جواد


مدخل

في عام 616هـ/1219م وخلال وجود الخواجا نصير الدين الطوسي في مدينة نيسابور، زحف المغول زحفهم الأول بقيادة جنكيز خان حاملين معهم الدمار والموت، واجتاحوا فيما اجتاحوا بلاد خراسان، فانهزم أمامهم السلطان علاء الدين محمد خوارزم شاه هزيمةً منكرةً، وانهارت بعده كل مقاومة، وتساقطت المدن واحدة بعد الأخرى، وساد القتل والخراب والحريق، وفرّ الناس هائمين على وجوههم، بعضٌ إلى الفلوات، وبعضٌ إلى المدن البعيدة، وبعضٌ إلى قلاع الإسماعيلية النزارية الحصينة[1]، وكانت هي القوة الوحيدة التي صمدت أمام المغول، فلجأ إليها الشيخ الطوسي فيمن لجأ[2].

ظلّ الطوسي نزيل قلاع الإسماعيليين، طوراً في قلعة «ميمون دز»، وطوراً في قلعة «ألموت» حتى الغزو المغولي الثاني بقيادة هولاكو، واستسلام سيد القلعة -ركن الدين خورشاه- للمغول، الأمر الذي كان من نتيجته قتل خورشاه وجميع من معه، باستثناء نصير الدين الطوسي وطبيبين معه، أمر هولاكو بضمهم إلى عسكره لحاجته إليهم، وأجبرهم على الالتحاق به[3].

فمن هو نصير الدين الطوسي؟!

هو العالم المحقق الحكيم محمد بن محمد بن الحسن الملقب بـ«الخواجا نصير الدين الطوسي»، ولد نصير الدين في (طوس) سنة 597هـ وتوفي في بغداد يوم الغدير سنة 672هـ، ودفن عند الكاظميين.

وهو -كما يقول (بروكلمان)- أشهر علماء القرن السابع وأشهر مؤلفيه إطلاقاً، ويقول عنه ابن العبري في كتاب (مختصر الدول): حكيمٌ عظيم الشأن في جميع فنون الحكمة، كان يقوّي آراء المتقدّمين، ويحل شكوك المتأخّرين والمؤاخذات التي وردت في مصنفاتهم، وقال العلاّمة الحسن بن المطهّر الحلّي: كان هذا الشيخ أفضل أهل زمانه في العلوم العقلية والنقلية، وقال عنه في موضع آخر: هو أستاذ البشر والعقل الحادي عشر، وعدّه الصفدي في (شرح لامية العرب) من الرجال الذين لم يصل أحد إلى رتبتهم في فن المجسطي[4].

ويصفه الشيخ آغا بزرك الطهراني بأنه الملك الرشيد والفلك المشيد سلطان المحققين وبرهان الموحّدين، الخواجة نصير الملّة والدين، المتكلم الحكيم المتبحّر الجليل، صاحب كتاب &l

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك