الصفحة الفكرية

علامات الظهور: في المصطلح

8039 11:58:00 2012-07-24

يعود مصطلح ((علامات الظهور)) في تسميته وإطلاقه إلى وفرة من الأحاديث التي استخدمته، وهذه الأحاديث تشير إلى جملة من الأحداث التي تحدّث عنها المتحدّث ولم تك قد حصلت بعد، وربطها بصورة أو أُخرى بالظهور الشريف للإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه، ولذلك تسميها عدد كبير من الكتب التراثية بالملاحم، وهذا المصطلح أكثر ما يستخدم لدى المصنّفين السُـنّة[1]، وإن كان بعض الخاصة يستخدمه أيضاً[2]، ولكن الأعم الأغلب من مصنّفي الإمامية من القدامى والمتأخرين يستخدمون هذا المصطلح ـ أي العلامات ـ دون غيره، وفي ذلك دلالة مهمة سنشير إليها، ونلاحظ هنا أن مصطلح (الملاحم) لم يرد في أيّ نص ديني، بينما مصطلح العلامات قد ورد لفظاً ومعنىً في عديد من النصوص.

وبملاحظةٍ كلّيةٍ لجميع من تحدّث عن ظهور الإمام المنتظَر (روحي له الفداء)، قاصداً وغير قاصد، يمكن ملاحظة ثلاثة اتجاهات، هي:

أوّلاً: الحديث العامّ عن الظهور المرتقب للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وتوخّي الحديث ظهور الإمام (روحي فداه)، مباشرة وبقصد تامّ له.

ثانياً: الحديث المتوخّي في ظاهره علامات ظهور السيد المسيح عليه السلام، باعتبار تزامن الظهورين معاً[3]، وهذا ما تجده في العهدين القديم والجديد، أي في التوراة والإنجيل الحاليين[4]، ولكنه لدى العهد القديم يتعلق بظهور المسيح المخلّص، وفي العهد الجديد يتعلق بعودة المسيح عليه السلام، وقد تجد في بعض كتابات العامة المتأثرة عموماً بالإسرائيليات جانباً من هذا الحديث.

ثالثاً: الحديث المتعلق بأشراط الساعة وعلامات القيامة؛ إذ حصل لبسٌ واسع الانتشار في كل كتب العامة في الأغلب مفاده تزامن ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه مع حيان يوم القيامة، ولذلك تم خلط كثيرٍ من الحديث عن الظهور الشريف مع الأحاديث المتعلقة بأشراط الساعة، وما من ريب في إن قسماً من هذا الخلط قد تم لأغراض طائفية ومذهبية بحتة، كما هو الحال بحديث الجسّاسة[5]، التي يصورونها كنموذج أُسطوري لحيوان سيظهر في آخر الزمان، وبظهور هذا الحيوان الأُسطوري يفسّرون قوله تبارك وتعالى: ﴿وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّـة من الأرض تكلّمهم﴾[6].

ومن خلال التعامل الإجمالي مع هذه الأحاديث يمكن إجمال الملحوظات التالية:

أ ـ هناك أحاديث أشارت إلى أحداث حصلت بالفعل، وبعضها تمّ عنونته ضمن إطار علامات الظهور، وبعضها وَهِمَ المصنّفون فوضعوها ضمن هذا الإطار، في حين أنه لا يوجد في حديث المتحدّث ما يشعر بأنه كان في صدد التحدث عن الإمام المهدي صلوات الله عليه.

ب ـ هناك أحاديث عنت الظهور مباشرة، وهي على قسمين:

أوّلاً: بعضها تم حصوله قبل حيان غيبة الإمام عجل الله فرجه، بل حتى قبل ولادته صلوات الله عليه؛ وستأتي بعض الروايات التي تشـير إلى أن بعض أحاديث الأئمـة صلوات الله عليهم ـ في مثل هذه الأحاديث ـ لم تقصد الإمام الثاني عشر صلوات الله عليه، وإنما تحدثت عن قيام (القائم)، وربما (المهدي) بشكل مطلق، وواضح أن جميعهم صلوات الله عليهم يصح عليهم مصطلحَي: (القائم) و (المهدي)، ولكن ـ وكما تشير نفس هذه الروايات ـ لم يتحقق هذا الأمر لأسباب تذكرها؛ وسنذكر بعضها عما قريب.

ثانياً: بعضها متعلق بمرحلة غيبة الإمام (روحي فداه)، وهذه الطائفة من الأحاديث قد حصل قسم كبير منها، ولعله القسم الأكبر، ولـمّا يحصل القسم الآخر بعد.

ج ـ هناك أحاديث وصفت أُموراً وأحداثاً وأشارت إلى أنها من المحتوم، وهي لم تحصل بعد، وعلى الرغم من أنها عُنوِنت في الروايات بوصف المحتوم، إلا أنها قد تسمى لدى بعض الباحثين بشرائط الظهور، تمييزاً لها عن علائم الظهور، وهذه ـ أي الشرائط ـ بمجموعها لم تحصل بعـد.

الفرق بين الملاحم والعلامات

ولتحديد مفهوم المصطلح بشكل دقيق، وتفريقه عما يقال بأنه من الملاحم، نشير إلى أن مصطلح العلامات هو الأوفق والأدق بقضية الظهور من مصطلح الملاحم، بل إن مصطلح الملاحم لا يتعلق إلا بجزء يسير من العلامات، فالملحمة والملاحم إنما تشير إلى الوقعة العظيمة في الفتنة، كما يشير إلى ذلك اللغويون[7]، بينما العلامات لا تتعلق بالضرورة بالوقائع العظيمة، فلقد تحدثت هذه العلامات عن أُمور كثيرة لا علاقة لها بما يدخل في إطار الملاحم، ولقد تحدث أصحاب الملاحم عن أُمور لا علاقة لها بما تدل عليه كلمة الملاحم.

بيد أن الأهم هو أن العلامات لا تتحدث عن نفسها، وإنما تدل على غيرها، فعلائم الطريق هي للدلالة على الطريق لا الوصول إليه، وبالتالي فهي كاشفة عن غيرها، وليست معربة عن نفسها، وهذا المعنى هو الذي يتلاءم مع السياسة المتوخاة منها، في أن تكون دليلاً للسالكين في طريق الظهور أو الباحثين عنه، يتخذون منها مَعلماً للوصول إلى غايتهم، ويسترشدون بها لو تعددت بهم السبل وادلهمت أمام أعينهم الآفاق.

وقد وجدت في بعض الكتب ما يشير إلى أن بعض المؤلفين قد يريد بلفظ (الملاحم) كلّ حديث عن الغيب والمستقبل، وبهذا فإن المستعظم لديه ليس هو ما يتم التحدث عنه، وإنما المستعظم عنده هو من يتحدث بهذه الأُمور، ولهذا ربما عنّ لبعضهم أن يعدّ الحديث بالملاحم وفق هذا المعنى من الأدلة على النبوة والإمامة، باعتبار أنه كاشف عن صدق المتحدث بأمر لم يكن قد حدث بعد.

 وهذا الأمر ـ أي التحدث بالملاحم ـ وإن كان صحيحاً إجمالاً في كشفه عن صدق المتحدّث، إلا أنه غريب عن مفاد ما نتحدث عنه هنا، وله تفصيل لا يتسع له المجال هنا، فالعلامات لا تريد بالضرورة أن تنبئ عن صدق المتحدث، بقدر ما تريد أن تنبه على أن أمراً ما سيحصل، وحصوله كاشف ولا ريب عن صدق مَن تحدث به، ولكن حصوله يستبطن أُموراً عدة منها ما يتعلق بما قبل الحصول، ومنها ما يتعلق بوقته، ومنها ما يتعلق بما بعده.

على أن الغالب في مثل هذه الأُمور هو أن المتحدث الذي يريد أن يقيم حجة صدقه، عادة ما يتحدث عن أُمور تتعلق بزمنه أو بزمن قريب منه؛ لكي يتم الهدف المرتبط بصدقه.

ولهذا، فـ (الملاحم) إن أريد بها هذا المعنى، فهي ما يتم التحدث عنه بفترة قريبة من زمن الحديث، ولكن غالبَ ما يتمّ التحدث عنه في العلامات كان بعيداً جداً من الناحية الزمنية عن وقت التحدث عنها، والفرق بينهما كما هو الفرق بين قوله تعالى: {غُلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون}[8]، وهو يكشف عن انكسار الروم الموحدين أمام الفرس الوثنيين، ثم انكسار الفرس من بعد ذلك، وهو أمر تبيّنه المؤمنون في عصر نزول الآية الشريفة أو قريب منه، وبين قوله تبارك وتعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرّتين ولتعلنّ علواً كبيراً * فإذا جاء وعد أُولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أُولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار} إلى قوله سبحانه وتعالى: {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرة وليتــبّروا ما علوا تتبيـراً}[9]، وهو أمر سيتم في عهد الإمام المنتظَر صلوات الله عليه؛ فتأمل!

*****

الفرق بين العلامات والشرائط

ومن أجل الدقة في تحديد المصطلح أكثر، فإن المرء يسمع بين حين وآخر بمصطلحين؛ أولهما: علامات الظهور، وثانيهما: شرائط الظهور، والمصطلحان متأتيان من ورود ذِكرهما في الراويات الشريفة الواردة عن أهل البيت صلوات الله عليهم، فهناك مجموعة من الأحاديث وصفت بعضاً من الأحداث بأنها حتمية الوقوع، كما في مسألة بعض الحداث الاجتماعية كخروج السفياني واليماني والخراساني وقتل النفس الزكية في العشر الأواخر من ذي الحجة ، أو في بعض المظاهر الكونية كما في علامة الدخان، وقضية خروج الشمس من المغرب، إضافة إلى الكسوف والخسوف في غير وقته، أو في ما نعبّر عنه بالشأن الملكوتي كما في قصة الصيحة في ليلة القدر الكبرى،.. وما إلى ذلك، وهي لهذا تسمى بالشرائط؛ لأنها يجب أن تحصل قبل الظهور، وهناك أحاديث كثيرة ذكرت علامات ستكون قبل ظهور الإمام المنتظَر صلوات الله عليه، ولكنها ليست من النمط الحتمي الذي يجب أن يَحدث، وإن كان بعضها ملاصق للعلامات الحتمية كما هو الحال في تلازم الأبقع والأصهب مع السفياني، أو تلازم السفياني مع نزول الترك الجزيرة، وهكذا.

وقد تطلق بعض الروايات على المصطلحين تسمية أُخرى، وهي العلامات الموقوفة والمحتومة، وفقاً لما أشارت إليه رواية الإمام الباقر صلوات الله عليه، على ما يرويه الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: "من الأُمور أُمور موقوفة عند الله، يقدّم منها ما يشاء، ويؤخّر منها ما يشاء"[10].

وبلفظ آخر أشمل من ذلك قال الفضيل: سمعت أبا جعفر عليه السلام: "من الأُمور أُمور محتومة كائنة لا محالة، ومن الأُمور أُمور موقوفة عند الله، يقدّم فيها ما يشاء، ويثبت منها ما يشاء، لم يطلع على ذلك أحداً"[11].

وقد استفاد بعض الباحثين من كلام المعصوم صلوات الله عليه ووصفه إياها بأنها من المحتوم، أنّ سواها من غير المحتوم، أي يمكن حصوله ويمكن عدم حصوله، أي أنها كانت مقدّرة ولكنها لم تبرم إبراماً كما هو حال المحتوم منها، وهي من سنخ ما أشارت إليه الآية الكريمة ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أُمّ الكتاب﴾[12].

ولهذا يقال: إن العلائم يمكن أن تقع ويمكن أن لا تقع، وتتفاعل في حصولها وعدمه عوامل عديدة؛ كالبداء، واللطف الإلهي، والدعاء، والصدقة وطبيعة جهد الإنسان، واتجاهات إرادته، والمصالح الإلهية في حركة العباد، وما إلى ذلك من الأُمور التي قد تعجّل من حدث وقد تمنع آخرَ.

ولذلك يسميها بعض العلماء بالعلامات المشترطة[13]، ولعل حديث الإمام الصادق صلوات الله عليه الذي يرويه أبو بصير يشير إلى نموذج من ذلك؛ قال: قلت له: ألهذا الأمر أمد نريح إليه وننتهي إليه؟ قال: بلى، ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه[14].

أي أن هذا الأمر كان ليكون، ولكن تدخُّل أعمال العباد ـ وهو هنا إفشاء السر ـ وجعل العدوّ يتنـبّه، قد أخّر حصول الحدث.

وفي حديث آخر عن أبي حمزة الثمالي، عن الإمام الباقر صلوات الله عليه، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن علياً عليه السلام كان يقول: إلى السبعين بلاء، وكان يقول: بعد البلاء رخاء، وقد مضت السبعون ولم نر رخاءً؟!

فقال: يا ثابت ـ وهو اسم أبي حمزة ـ ! إن الله تعالى كان قد وقّت هذا الأمر في السبعين، فلما قُتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض، فأخّره إلى أربعين ومئة سنة، فحدّثناكم، فأذعتم الحديث وكشفتم قناع الستر، فأخّره الله... الحديث[15].

ولكن الشرائط حتمية الوقوع، أي أنها من الأُمور التي لا تتدخل فيها العوامل التي أشرنا إليها، لأنها أُبرمت إبراماً، ووقّتت بما ارتبط حتم حصولها، فبما أن الإمام (بأبي وأمي) سيظهر حتماً، فهي ســتتحقّق قبله حتماً.

ومن خلال التتبع لاحظت ـ أيضاً ـ أن كلّ ما أُشيرَ إليه في المحتوم هو من الأحداث المرتبطة بشكل مباشر بالظهور، أي في الفترة القريبة جداً منه، وقد تم تأطيرها بإطار ملفت يعبّر عنه الإمام صلوات الله عليه بـ: نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً؛ كما سيأتي ذلك على لسانه المبارك صلوات الله عليه[16]، أي أنها تأتي بصورة متعاقبة متتابعة، وقد تم توقيت المدة بين وقوع الحتمي في بعض الأحيان وبين الظهور بفترة زمنية محددة..

فعلى سبيل المثال، تم تحديد قتل النفس الزكية ـ باعتباره من المحتوم ـ بخمسة عشر يوم قبل ظهور الإمام (بأبي وأُمي)، أو أن تكون الصيحة وآيتا الكسوف والخسوف في شهر رمضان تحديداً، أو أن خروج السفياني والخراساني واليماني في سـنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد[17]، ومن المعلوم أن مدة دخول السفياني إلى العراق إلى ظهور الإمام المنتظر روحي فداه قد وُقّت بوقت محدد، هو حمل امرأة، كما في أغلب الروايات الشـريفة[18]، بينما لا تلتزم العلامات بالقرب الزمني من الظهور، فقد تتقـدّم العلامات على ظهور الإمام (روحي فداه) بمئات السنين؛ فلاحظ!

ولعل التشديد على ذلك يعود إلى اشتداد الفتن وإطباق كلكلها على الناس كلّما اقتربت فترة الظهور، وهذه الفتن سيبرز في قسم منها مدّعون للمهدوية، وتكون وطأة قسم منها شديدة في المال والروح والولد والجسم، كما هو الحال في اقتحام السفياني (عليه لعائن الله) العراق.

لذلك جاء التحدّث عن هذه الشرائط لتكون ـ في المثال الأول ـ دالّة للمؤمنين على إمام زمانهم؛ كي لا يُخدعوا بالمدّعين للمهدوية، فلو ادّعى أحدهم ذلك، فبالإمكان القول بأن أمام ظهور الإمام المهدي صلوات الله عليه شرائط ولـمّا تحصل بعد، وفي المثال الثاني: لكي تكون هذه الشرائط مسلّية للمؤمنين بأن هذا البلاء قد أزف زواله لقرب ظهور الإمام (روحي فداه) من هذا الحدث، ولذلك جاء غالبيتها مؤقّت بوقت محدد وقريب من ظهور الإمام (صلوات الله عليه)، كأن تكون الصيحة في ليلة القدر المباشرة قبل ظهور الإمام (بأبي وأُمي)، وكأن يكون قتل النفس الزكية قبل خمسة عشرة ليلة، وحكم السفياني في العراق مدته تسعة أشهر قبل الظهور الشريف، وهكذا.

 

الهوامش

--------------------------------------------------------------------------------

[1] كما هو الحال في كتاب "الفتن" لحنبل بن إسحاق بن حنبل، و "النهاية في الملاحم والفتن" لابن كثير الدمشقي، و "الملاحم" لابن المنادي، وغيرهم.

[2] كما هو الحال في اسم كتاب السيد رضي الدين ابن طاووس الحلي رضوان الله تعالى عليه: "التشريف بالمنن في التعريف بالفتن"؛ إذ صرّح مؤلفه رحمه الله بهذا الاسم في كتابه، إلا أنه اشتُهر بعدة أسماء، أشهرها "الملاحم والفتن" دون اسمه الصحيح، وهي تسميات متأخرة عن زمان المؤلف، شاعت بين مَن ترجموا له ، وعند بقية المؤلفين، كما في مقدّمة تحقيق الكتاب، ص 31 ـ 33.

راجع: التشريف بالمنن في التعريف بالفتن؛ للسيد ابن طاووس، تحقيق: محمد الباقري ومحمد الحسّون، نشر: مؤسـسة صاحب الأمر (عج)، أصفهان 1416.

[3] يكون ظهور ونزول المسيح عيسى عليه السلام ـ كما تشير الروايات ـ من بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه، وقبيل فتح بيت المقدس من قبل الإمام صلوات الله عليه.

[4] هناك نصوص عديدة في العهدين القديم والجديد تتحدث عن علائم الظهور، والظهور نفسه، بشكل مثير، وسنشير إلى بعض ذلك في الصفحات القليلة القادمة.

[5] ذكر النووي ـ في شرحه على مسلم ـ ذلك منسوباً إلى عبد الله بن عمرو بن العاص.

انظر: صحيح مسلم بشرح النووي 18: 27، دار الكتاب العربي؛ بيروت، الطبعة الثانية 1407.

وقد أسهب المباركفوري في شرحه لسنن الترمذي بوصف هذه الدابة في فكر القوم ورواياتهم، ومن جملة ما ذكره وهو يصفها: طولها سـتون ذراعاً، وروي أن رأسها تبلغ السحاب، وعن أبي هريرة: ما بين قرنيها فرسخ للراكب، وأضاف ناقلاً عن الرازي قوله: إن لها أربع قوائم وزغب وريش وجناحان؛ وعن ابن جريج في وصف شكلها: رأس ثور وعين خنـزير وأُذن فيل وقرن أيّـل وصدر أسد ولون نـمر وخاصرة بقر وذنَب كبش وخفّ بعير؛ ثم نقل أنها تخرج ثلاثة أيام والناس ينظرون إلى (طولها!!) فلا يخرج إلا ثلثها!!!

انظر: تحفة الأحوذي في شرح الترمذي 9: 33 للمباركفوري؛ دار الكتب العلمية؛ بيروت 1410هـ.

أقـول: وهناك أوصاف أخرى تثير عجب الإنسان من عقول تصدّق بذلك، وما وقعوا فيه إلا للرغبة في التنفيس عن طائفيتهم ومقتهم لأهل البيت عليهم السلام، ويكفي أن تجد أن صنّـاع هذا الخبر هم أمثال تميم الداري اليهودي وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعامر الشعبي، وحالهم في النصب سواء؛ ولربك في خلقه شؤون!!!

[6] سورة النمل: 82.

[7] القاموس المحيط 4: 174، ولسان العرب 12: 537.

[8] سورة الروم: 2 ـ 4.

[9] سورة الإسراء: 4 ـ 7.

[10] الكافي 1: 147 ح 7.

[11] تفسير العياشي2: 232 ح 66؛ لمحمد بن مسعود العياشي؛ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.

[12] سورة الرعد: 39.

[13] قال الشيخ المفيد أعلى الله مقامه عن علامات الظهور: ومن جملة هذه الأحداث محتومة، ومنها مشترطة.

انظر: الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 2: 370؛ للشيخ محمد بن محمد بن النعمان العكبري؛ دار المفيد؛ بيروت.

[14] كتاب الغَيبة: 427 ح416؛ لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي؛ مؤسسة المعارف الإسلامية؛ قم المقدّسة.

[15] غَيبة الطوسي: 428 ح417.

 [16] كتاب الغَيبة:270 ب14 ح21؛ للشيخ ابن أبي زينب محمد بن إبراهيم النعماني؛ أنوار الهدى؛ قم المقدّسة 1422، وهذا الكتاب، وكتاب "الغَيبة" الشيخ الطوسي، وكتاب "كمال الدين وتمام النعمة" للشيخ الصدوق، تعدّ من أهم مصادر الحديث في قضية الإمام المنتظَر (روحي فداه).

 [17] كتاب الغَيبة: 264 ب 14ح13، كتاب الغَيبة للشيخ الطوسي: 447ح 443.

[18] كتاب الغَيبة: 312 ب 18 ح3، كتاب الغَيبة للشيخ الطوسي: 462 ح447.

24/5/724

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد البهادلي
2012-08-30
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين جزاك الله خيرا يا شيخ جلال واخذ الله بقلمك ليضئ ما انبهم على العوام وليزيد من يقين الخواص ...... وطلبنا يا شيخنا ان ترد باسلوبك الجميل المدعوم بالبرهان والدليل على المنحرفين من دعاة المهدوية واللذين يدعون السفارة ودعاة التأله والمعرفة ..وهم ليس بذالك. والحمد لله رب العالمين
امين الكاظمي
2012-08-14
اللهم عجل لوليك الفرج بارك الله بكم على المعلومات الجميله
المحمودي
2012-08-01
اللهم جعلك من الذاكرين معلومات مذهبيه قيمه واسلاميه بعين الصواب جزاك الله خير الجزاء
ابو علي
2012-07-29
عاشت ايدك معلومات قيمه بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك. ابو علي
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك