الصفحة الفكرية

نص رسـالة الذهبي إلى ابن تيمية

7619 14:00:00 2012-07-01

 

تكـّفـرُ الفرقة الوهابية التي أقدمت على هدم البقيع الغرقد مرتين المسلمين قاطبة ، و تزعمُ إنتسابها الى مدرسة ابن تيمية الذي خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة ، بعضها في الأصول وبعضها في الفروع ، وتوسع في مسائل التكفير والتفسيق والتبديع الى حد كبير وذلك في الوقت الذي كانت الأخطار تتهدد الأمة من كل صوب وحدب ، فكفر أفكار وطوائف وعلماء ومذاهب متسبباً في تمزيق الأمة فتصدى لنصحه اوالرد عليه او تكفيره جمع كبير من العلماء  من مختلف المذاهب والفرق والأفكار ، ومنهم وللمثال لا الحصر :

 

الحافظ العلائي ، الحافظ ولي الدين العراقي ، الحافظ تقي الدين السبكي ، ابن حجر ، السبكي ، والذهبي ، و... الخ ، وألفت الكتب في الرد عليه من العامة والخاصة في زمانه وبعد زمانه ، حتى أفرد أبو محمد صدر الدين العاملي كتابا في ذلك ذكر فيه شهادة علماء الإسلام من الفريقين .

 

من كبار معاصريه الذين ردوا على ابن تيمية هو الذهبي ، وذلك في موارد عديدة منها في رسالة مستقلة وجهها اليه ، وقبل إيراد الرسالة نتعرض الى الفقرات التالية :

 

- منْ هو ابن تيمية ؟

 

- مجيئه الى دمشق

 

- بدايات ابن تيمية

 

- منْ هو الذهبي ؟

 

- توثيق الرسالة

 

- نص الرسالة

 

- منْ هو ابن تيمية ؟

 

هو أحمد بن الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر ابن تيمية ، ولد سنة 661 هـ‍ لأبوين كرديين في حران على الحدود التركية السورية والتي يسكنها العرب والاكراد و توفي سنة 728 هـ‍ في دمشق بعد أن عاشَ 67 سنة ، ولم يتزوج ، وترك كتباً في العقائد والفقه وغيرهما ، وتزعم الفرقة الوهابية التي قامت بتجديد بعض عقائده وأفكاره الإنتساب إليه ( 1 ) .

 

2- مجيئه الى دمشق

 

أتى به طفلا والده الشيخ عبد الحليم مع ذويه من حران إلى الشام هرباً من المغول ، وكان أبوه من الحنابلة  فأكرمه علماء الشام ، ورجال الحكومة حتى ولوه عدة وظائف علمية مساعدة له ، وبعد أن مات عبد الحليم ولوا ابنه المعروف بابن تيمية وظائف والده ، بل حضروا درسه تشجيعاً له على المضي في وظائف والده ، وأثنوا عليه خيراً كما هو شأنهم مع كل ناشئ حقيق بالرعاية . وعطفهم هذا كان ناشئاً من مهاجرة ذويه من وجه المغول يصحبهم أحد بني العباس - وهو الذي تولى الخلافة بمصرالقاهرة فيما بعد - ومن وفاة والده بدون مال ولا تراث بحيث لو عين الآخرون في وظائفه للقي عياله البؤس والشقاء ، و كان في جملة المثنين عليه : التاج الفزاري المعروف بالفركاح ، وابنه البرهان ، والجلال القزيني ، والكمال الزملكاني ، ومحمد بن الجريري الأنصاري ، والعلا القونوي وغيرهم ، لكن ثناء هؤلاء غرَّ ابن تيمية - ولم ينتبه إلى الباعث على ثنائهم - فبعد أن جلس على كرسي الفتوى وعمره يناهز العشرين بدأ يذيع بدعاً بين حين وآخر ، وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا ينطوي هو عليها ، لكن خابَ ظنهم ، وعلموا أنه فاتن بالمعنى الصحيح ، فتخلوا عنه واحدا إثر واحد على توالي فتنه .

 

والذهبي كان من متابعيه إلا في مسائل ، لكنه لما وجد أن فتنه تأخذ كل مآخذ ، ولم يبق معه سوى مقلدة الحشوية والمنخدعين به ، وهم شباب بدأ يسعى في تهدئة الفتنة ، مرة يكتب إلى أضداده لأجل أن يخففوا لهجتهم معه كما فعل مع السبكي الكبير المتوفى سنة 756 هـ  صاحب كتاب : السيف الصقيل رد ابن زفيل على رواية ابن رجب ، و مرة يكتب إلى ابن تيمية نفسه كما في الرسالة التي سنوردها نصاً ( 2 ).

 

3- بدايات ابن تيمية

 

في البداية كان ابن تيمية مستتراً بتبعية الكتاب والسنة ، مظهراً أنه داع إلى الحق هاد إلى الجنة ، فخرج عن الاتباع المشروع إلى الابتداع المحظور ، و خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة ، بعضها في الأصول وبعضها في الفروع ، وتوسع في مسائل التكفير والتفسيق والتبديع الى حد كبير حيث كفر الكثيرين في الوقت الذي كانت الأخطار تتهدد الأمة من كل صوب وحدب ، فكفر أفكار وطوائف وعلماء ومذاهب فتسبب في تمزيق الأمة الى حد كبير فتصدى لنصحه اوالرد عليه او تكفيره جمع كبير من العلماء  من مختلف المذاهب والفرق والأفكار ، ومنهم وللمثال لا الحصر :

 

الحافظ العلائي ، الحافظ ولي الدين العراقي ( 3 ) ، الحافظ تقي الدين السبكي ( 4 ) ، وابن حجر ( 5 )  والسبكي الذي قال في ابن تيمية :

 

ثم جاء في أواخر المائة السابعة رجل له فضل ذكاء واطلاع ولم يجد شيخاً يهديه وهو على مذهبهم وهو جسور متجرد لتقرير مذهبه ويجد أمورا بعيدة فبجسارته يلتزمها فقال بقيام الحوادث بذات الرب سبحانه وتعالى ، وأن الله  سبحانه ما زال فاعلا ، وأن التسلسل ليس بمحال فيما مضى كما هو فيما سيأتي وشق العصا ، وشوش عقائد المسلمين ، وأغرى بينهم ، ولم يقتصر ضرره على العقائد في علم الكلام حتى تعدى وقال :

 

إن السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم معصية ( 6 ) .

 

والصفدي الشافعي المتوفى سنة 764 الذي قال في ابن تيمية :

 

( انفرد - أي ابن تيمية - بمسائل غريبة ، ورجّح فيها أقوالاً ضعيفة ، عند الجمهور معيبة ... وما دمر عليه شىء كمسئلة الزيارة ) ( 7 )  

 

اما الذهبيّ وهو من معاصري ابن تيمية فكان ممن مدحه في أول الأمر ثم لما انكشف له حاله قال الذهبي في رسالته بيان زغل العلم والطلب ما نصه :

 

(وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة ، فما وجدت أخّره بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا الكبرُ والعجب وفرط الغرام في رئاسة المشيخة ، والازدراء بالكبار، فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور).

 

وقال السقاف محقق كتاب دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي ( 8 ) ومما يجدر التنبيه إليه أو عليه هنا أن الذهبي لما صنف كتاب " العلو " كان في أول الطلب وريعان الشباب وكان قد تأثر بالشيخ الحراني ! ! ابن تيمية وفتن به ! !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك