الصفحة الفكرية

صاحبُ الأمر صلوات الله عليه في كلمات الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه


المُدَّخَرُ لتحقيق سيادة العدل في الأرض، وفي الأَنْفُس

«معنى ملءِ الأرض عدلاً أسمى وأرفع وأكثر سعة وشموليّة من مجرّد قيام دولة عدلٍ لا تَحيف. إنّ النفوس جميعها تشتمل على اعوجاجٍ وانحرافٍ، والإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف يحمل على عاتقه مسؤوليّة تقويم وتصحيح جميع صُوَر الانحرافات المذكورة».

وقفة مع مجموعة من كلمات الإمام الخميني قدّس سرّه في الإمام الحجّة صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه، مقتبسة من (صحيفة الإمام) الحاوية لخطاباته وبياناته قدّس سرّه.

* كما أنَّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله حاكميّة بحسب الواقع على الموجودات جميعاً، كذلك الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف له حاكميّة على جميع الموجودات.

رسول الله صلّى الله عليه وآله خاتم الرُّسل، والإمام عجّل الله فرجه الشريف خاتم الولاية. الرّسول هو الخاتم بالأصالة في الولاية الكلّية، والإمام هو الخاتم بالتّبع في الولاية كذلك.

***

* أنا لا يسعني أن أسمّيه قائداً؛ هو أكبر من هذا. لا يسعني أن أقول عنه: الشخصيّة الأولى؛ لأنّه ما مِنْ ثانٍ. إنَّنا لا نستطيع أن ننعتهُ بأيِّ عبارةٍ، ولكنّنا نقول: هو المهدي الذي جاءت به البُشريات. إنّه الذي ادَّخره الله تعالى للبشريّة جمعاء.

***

* إنَّ غيبة إمام الزمان عجّل الله فرجه الشريف من القضايا المهمّة التي تفيدنا أموراً، منها: أنّ هذا الإنجاز العظيم، الذي هو تحقيق سيادة العدل بالمعنى الحقيقي في جميع الدّنيا، لم يكن في البشريّة أحدٌ ادَّخره الله من أجله -أي هذا الإنجاز- ما عدا الإمام المهدي المنتظر عليه السلام.

في زمان ظهور المهدي المنتظَر عجّل الله فرجه الشريف الذي أعدَّهُ الله تعالى، حيث لا يوجد أحدٌ في البشريّة من الأوَّلين والآخرين تحقّقت له هذه القدرة، وإنَّما توفّرت للإمام المهدي المنتظر، الذي يُحقِّق ويَنشر العدالة في جميع العالم، وهو ما لم يتمكّن الأنبياء عليهم السلام من تحقيقه، بالرغم من أنّهم بُعثوا لخدمة هذا الهدف السامي، فاختار الله المهدي المُنتظَر، وادّخره لكي يَتحقّق على يديه المباركتين ذلك الطموح الذي كان ينشده الأنبياء والأولياء، ولكن حالت الظروف والموانع عن أن يصلوا إلى منشودهم.

في زمن ظهوره عجّل الله فرجه الشريف، حين يأتي إن شاء الله تعالى، سوف ينقذ البشريّة من حالة الانحطاط التي تعاني منها، ويُقوّم كلّ الاعوجاج والانحرافات، «يملأ الأرض عدلاً بعدما مُلئت جوراً».

قد يتصوّر البعض أنّ معنى هذه العدالة هو أن تتحقّق حكومة عادلة لا تنحرف أبداً باتّجاه الظُّلم. وهو تصوُّر لا يعبِّر بصورة كاملة عن العدل الذي يُحقّقُه الإمام المهدي المُنتظَر؛ إذ معنى ملءِ الأرض عدلاً أسمى وأرفع وأكثر سعة وشموليّة من مجرّد قيام دولة عدلٍ لا تَحيف.

إنّ الأرض ملأى بالظُّلم، ولعلّها -فيما بعد- أسوأ حالاً. إنّ النفوس جميعها تشتمل على اعوجاجٍ وانحرافٍ، حتى نفوس الكُمَّل من الناس، ولو بتلك الدرجة التي يصعب معها الالتفات والعلم بوجود الاعوجاج والانحراف في نفوسهم .

أخلاق الناس فيها انحرافات، والعقائد فيها انحرافات، والسلوكيّات فيها انحرافات، وما أوضح الانحرافات والزَّيغ في أعمال البشر!

إنّ الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف يحمل على عاتقه مسؤوليّة تقويم وتصحيح جميع صُوَر الانحرافات المذكورة؛ ليُعيد جميع الخُطى على جميع الأصعدة في مسار الاستقامة والاعتدال، بحيث يتحقّق على أرض الواقع معنى «يملأ الأرض عدلاً بعدما مُلئت جوراً».

***

* إنّ صحائف أعمالنا تُعرَض مرّتين في الأسبوع على إمام العصر عجّل الله فرجه الشريف كما في الرواية.

فلنكن حريصين على ألَّا يصدر منّي ومنكم ومن جميع محبّي الإمام عجّل الله فرجه الشريف عملٌ سلبيّ يوجب استياء إمام زماننا عليه السلام. 

***

* إبراهيم خليل الله في أوّل الزمان، وحبيبُ الله. إبنه العزيز: المهدي المنتظر أرواحنا فداه في آخر الزمان، انطلقت وتنطلق دعوتهما التوحيديّة من الكعبة الشريفة.

فقد جاء في نصوص الأديان، كما اتَّفق عليه المسلمون، أنّ دعوة المهدي المُنتظَر ستنطلق من الكعبة، وسيدعو البشريّة إلى التوحيد. 

28/5/612

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
آنا
2019-11-22
في زمان ظهور المهدي المنتظَر عجّل الله فرجه الشريف الذي أعدَّهُ الله تعالى، حيث لا يوجد أحدٌ في البشريّة من الأوَّلين والآخرين تحقّقت له هذه القدرة، وإنَّما توفّرت للإمام المهدي المنتظر، الذي يُحقِّق ويَنشر العدالة في جميع العالم، وهو ما لم يتمكّن الأنبياء عليهم السلام من تحقيقه، بالرغم من أنّهم بُعثوا لخدمة هذا الهدف السامي، فاختار الله المهدي المُنتظَر، وادّخره لكي يَتحقّق على يديه المباركتين ذلك الطموح الذي كان ينشده الأنبياء والأولياء، ولكن حالت الظروف والموانع عن أن يصلوا إلى منشودهم. ما هو مصدر هذا المقطع؟
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك