استطلاع - محمد جبر
بعد أن انصاع اتحاد الكرة الى قرار محكمة الكأس الدولية المتضمن حلّه وإجراء الانتخابات المقبلة خلال شهرين لإنهاء جدلية أكلت من جرف اللعبة الكثير، ويبدو أن التحركات الجانبية والاصطفافات المناطقية والاتفاقات السرية والعلنية بدأت تطبخ على نار هادئة والتي قد تكون على وفق رؤية قاصرة غير ناضجة لا تخدم مستقبل اللعبة بل ربما تحط من قيمتها الاعتبارية مثلما حصل في تشكيلة الاتحاد الذي تم حلّه بقرار محكمة الكأس، والذي جاء من ولادة قيصرية أنتجت قرارات مشوهة، فالاتحاد الدولي (الفيفا) لم يفوّض مجلس الاتحاد غير الشرعي (كما يسميه البعض) بإقامة الانتخابات أنما خول الاتحاد العراقي كمنظومة متكاملة تضم تحت جناحها الهيئة العامة واللجان العاملة لإعداد لوائح الانتخابات والنظام الداخلي، هذا ما يطرحه القانوني السيد المحامي صالح العكيلي حيث يضيف وهو تفسير حاول الاتحاد غير الشرعي الالتفاف عليه والتعكز عليه للخروج من المأزق الذي هم فيه وكذا الحال بالنسبة لتشكيل هيئة مؤقتة فانه من صلاحيات اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية ولهذا يكون بطلان وعدم شرعية أي إجراء يقدم عليه الاتحاد غير الشرعي.
في حين يضيف الإعلامي يوسف فعل: ليس المهم أن تتغير الأقنعة وتبقى الطريقة والأسلوب نفسهما في إدارة دفة الأمور في اتحاد الكرة فنشوة التغيير وحلاوته تتجسد بإحداث ثورة تصحيحه تقتلع سلبيات الماضي القريب برياح الواقعية وعنفوان الشجاعة الفكرية ليكون بركانه الهادر القوة الدافعة نحو بناء مستقبل مشرق يستثمر الطاقات الخلاقة ويسخرها بمنهاج علمي، بعيداً عن الارتجالية في الطرح والعشوائية بإصدار القرارات المهمة عندها يصبح التغيير مدعاة للفخر لطي صفحة الإخفاقات والهزائم وخطوة واثقة لتطوير واقع كرتنا على الصعد المحلية العربية والقارية.
المراقب العراقي لم تكتفِ بهذه الآراء بل أجرت استطلاع رأي في الأوساط الرياضية لمعرفة تطلعات وآراء أصحاب الشأن والوسط الرياضي. حيث أثبت الاستطلاع أن 90% من الوسط الرياضي غير متفائلين بحدوث تغيير حقيقي بعد الانتخابات المقبلة وان التغيير سيكون طفيفاً في بعض الأسماء مع بقاء الكثير من الأسماء السابقة في تشكيلة الاتحاد القادمة، فقد ذكر حارس المرمى الدولي ومدرب حراس المرمى أحمد جاسم "التغيير ليس بالوجوه وإنما بالنفوس والنيات، ومع هذا فاني اعتقد بان بعض الوجوه القديمة ستبقى، وأتمنى أن يأتي لقيادة الاتحاد المقبل الأصلح ويفضل من لا ينتمي لحزب سياسي أو ديني وإنما فقط خدمة كرة القدم العراقية على أن يكون مثقفا وأكاديميا ورياضيا سابقا. وأنا شخصياً أعتقد أن أي تغيير من دون إجماع كامل من قبل جميع الإطراف ومن دون مساعدة الآخرين لن ينفع مستقبلا" ويبدو من كلام السيد جاسم أنه غير متفائل في أن الانتخابات المقبلة ستحدث تغييراً نافعاً لكرة القدم العراقية. وهذا ما ذهب إليه اللاعب الدولي السابق حيدر محمود قائلاً "اعتقد أن التغيير سيكون لشخص أو اثنين فقط. في حين أتمنى أن يكون منصب رئيس الاتحاد المقبل لحسين سعيد كونه رجلا ذا نفوذ وعلاقات دبلوماسية أو عبد القادر زينل أو احمد عباس والتغيير حسب رأيي سيكون "إذا جاء الشخص المناسب بالمكان المناسب" ممكن ان يكون هناك تغيير بالعمل وأتمنى من الجميع العمل بإخلاص للصالح العام وليس على حساب العلاقات الشخصية، ويضيف حارس المرمى الدولي ومدرب حراس المرمى الحالي إبراهيم سالم: التغيير سيكون طفيفا جدا وانا شخصيا لم تعد لديّ الثقة بأي شخص يصل الى الكرسي، لكن أتمنى ان يكون الرئيس المقبل متفهما و واعيا ويستمع الى الآخرين، ومن الطبيعي انه عندما تعمل ممكن حدوث الأخطاء والمهم هي الاستفادة من الأخطاء للمرحلة المقبلة، "أما اللاعب الدولي قصي منير فيقول: "أن تكون هناك انتخابات نزيهة من دون أي تدخل أو علاقات ويجب ترشيح الشخص المناسب والذي يخدم الرياضة بكل صدق وإخلاص، أما التغيير فهذا راجع إلى الشخصيات الكفوءة التي ستتواجد في الانتخابات وحقيقة لا أعلم من سيكون مرشحاً لقيادة الاتحاد ؟ لكن أتمنى على من يفوز أن يكون في خدمة اللعبة لا أن يعمل لمصلحته الشخصية وأعتقد أنه من المفروض إذا حصل التغيير أن تكون فيه فائدة للاتحاد. في حين يذهب كل من الإعلامي الدكتور منذر العذاري والمدرب حسن أحمد الى أن التغيير لن يكون كبيراً، مضيفين "لن تكون هناك تغييرات مؤثرة مادامت الهيئة العامة موجودة ونفضل أن من يأتي هو من يفضل مصلحة العراق على مصلحته الشخصية وبالتالي لن يكون هناك تغيير فعال واﻻصلح لقيادة الاتحاد، فلدينا شخصيات عديدة ممكن أن تخدم الكرة العراقية من خلال قيادة الاتحاد، ولكن نعتقد أن الرئاسة ستكون للأشخاص نفسهم ولن يكون هناك أي تغيير في العمل وسيكون أسلوب العمل نحو اﻻفضل نسبيا في بداية العمل ولن نلمس أي تطور على المدى البعيد، ويعود لنا الإعلامي يوسف فعل ليضيف: "وإزاء المشهد الكروي الحالي المثخن بجراح الماضي تقع على الهيئة العامة مسؤولية تاريخية جسيمة تتعلق بحسن الاختيار البعيد عن العاطفة والقريب من العقل بعدم تكرار سيناريو الاتحاد المنحل، الذي أوقعت خيارات الهيئة العامة للعبة بمشاكل كثيرة، فكرتنا في حاجة ماسة الى مشرط أصحاب الضمير الحي والوقفة الحازمة أمام الطامحين للظفر بمقعد في الاتحاد ولا يمتلكون الخبرة والكفاءة والمهنية ويراهنون على المناداة بأفكار سطحية وفقاعات هوائية سرعان ما تتبخر أمام سطوع شمس الحقيقة".
42/5/131127
https://telegram.me/buratha
