وصف رئيس لجنة المهندسين التابعة للجنة التفتيش الرياضية الخليجية، القطري غانم الكواري، استضافة العراق لبطولة خليجي 22 بـ "الامر المستحيل لعدم اكتمال البنى التحتية للمدينة الرياضية وللظرف الامني".
وكان رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم قرّروا بالاجماع، في اجتماع لهم عقد في العاصمة البحرينية المنامة في 24 من الشهر الماضي منح مدينة البصرة العراقية مهلة زمنية حتى الخامس من شهر تشرين الاول المقبل للوصول إلى الجاهزية التامة لاستضافة دورة كأس الخليج الثانية والعشرين لكرة القدم.
ونقلت صحيفة الرياض السعودية عن الكواري القول ان "المنشآت العراقية المفترض تهيئتها لاستضافة دورة كأس الخليج العربي 22 في البصرة غير جاهزة في جانبي البنية التحتية والمنشآت حتى اللحظة، وخرج رؤساء الاتحادات بقرار تمديد المهلة المحددة للاتحاد العراقي لاستكمال ما هو مطلوب منه حتى تشرين الاول المقبل".
واضاف ان "المخاطر الأمنية في هذا البلد الذي يعيش فتنا وحروبا طائفية وتفجيرات حصدت ولا تزال عشرات الآلاف يجعل استضافة بطولة مهمة على مستوى المنطقة وسط هذا الانفلات الأمني غير المسبوق أمرا مستحيلا، والغريب أن الحديث عن الوضع الأمني لم يكن حاضرا بالدرجة التي يتم التطرق فيها عن جاهزية البنية التحتية والمنشآت؛ فما تخرج به الأنباء الرسمية بعد نهاية الاجتماعات الخليجية لا يتجاوز عبارة القصور الأمني حول تلك المخاطر، وإذا كانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن حصيلة قتلى أعمال العنف التي شهدها العراق خلال شهر تموز الماضي فقط بلغت 1057 قتيلا و2383 جريحا بين مدني وعسكري مع تأكيد القائم بأعمال الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق جيورجي بوستين الخميس الماضي أن هذه الحصيلة هي الأكثر دموية في العراق منذ أكثر من خمس سنوات، فهو مؤشر خطير لمستقبل هذه الدورة".
وأشار المسؤول الرياضي الخليجي الى انه "لا يمكن لرؤساء الاتحادات الخليجية وهم الحريصون على انضمام العراق لركب البلدان المنظمة لهذه الدورة أن يلاموا إطلاقا في حال اتخذ قرار تحويل استضافة البطولة إلى السعودية التي أعلنت لاكثر من مرة جاهزيتها التامة لاستضافة مثالية لمنتخبات الخليج وجماهيرها وسط أجواء آمنة تحقق أعلى درجات النجاح".
وتابع ان "التقارير الأممية تؤكد استشهاد 4137 وإصابة 9865 آخرين في العراق منذ مطلع 2013، والتفجير الأخير أول من أمس [السبت] طال موكب ضابط عراقي كبير خلف قتلى وجرحى يؤكد مجددا عدم قدرة المعنيين بالأمن في هذه البلاد على حماية أنفسهم فكيف بضمان حماية الآخرين من لاعبين وأجهزة فنية وإدارية وجماهير ومسؤولي منتخبات وصولا لإخراج بطولة تليق بتاريخها الطويل؟!".
ولفت الكروي الى إن "جنوح رؤساء الاتحادات الخليجية نحو مهلة أخرى للعراق حتى تشرين الاول المقبل فيه مضيعة للوقت، واتخاذ قرار حاسم بحرمان العراق من التنظيم في هذه الفترة مع ذكر المسببات المدعومة بتقارير دولية، وإعلان تكليف السعودية باستضافة خليجي22 هو الأمر المفترض اليوم في ظل الرغبة بإقامة الدورة المقبلة نهاية العام 2014 بدلا عن بداية العام المقبل الذي سيشهد نهائيات كأس أمم آسيا في أستراليا، والمسارعة في إبلاغ السعودية بذلك سيمنحها الوقت الجيد للبدء في تشكيل اللجان وإجراء التحضيرات التنظيمية لضمان أعلى درجات الراحة للسكن والمواصلات وملاعب التدريب واستقبال الجماهير وكل ما يحتاجه القادم لحضور البطولة".
وكان وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر اعرب عن عدم تفاؤله باجراء بطولة خليجي22 في البصرة.
وقال جعفر لـ[أين] "اننا غير متفائلين باجراء البطولة في وقتها المحدد"، مشيرا الى ان "ما يثار من هنا وهناك حول استضافة العراق للبطولة هو لتهيئة اجواء لوضع سياسي معين لنقل البطولة".
وأضاف وزير الشباب ان "الوزارة ليست لديها منشآت باقية لتكملها، والسؤال عن خطوات اكمال المدينة الرياضية يوجه الى الحكومة المحلية في البصرة ووزارات الصحة والسياحة والنقل بالنسبة للمطار"، مشيرا الى ان "العمل سائر في استكمال المدينة الرياضية ولكن اذا لم يدخل الجانب السياسي وهو دائما المحور الاساسي لملف نقل البطولة وتغيير مكان اقامتها، فالجوانب الاخرى لا تستحق ذكرها واثارتها".
وكان اجتماع امناء سر الاتحادات الخليجية الثمانية الذي عقد في 29 من الشهر الماضي في العاصمة البحرينية المنامة بحضور رئيس الاتحاد العراقي ناجح حمود ناقش كافة الامور المتعلقة باستعدادات مدينة البصرة لاستضافة خليجي 22 وحدد مواعيد الزيارات التي سيقوم بها مسؤولون من الاتحادات الخليجية للوقوف على جاهزية المدينة لاستضافة الحدث فيما سيتم إقرار إقامة البطولة بشكل قاطع في العراق من عدمه خلال المؤتمر العام الذي سيعقد لتلك الغاية في تشرين الاول المقبل.
وافتتحت في 24 من شباط الماضي المدينة الرياضية في البصرة، قبل اكتمالها، وسط حضور رسمي وجماهيري.
https://telegram.me/buratha