تزايدت وتيرة الاعداد للمنتخب الوطني لكرة القدم لخوض مباراته المرتقبة امام نظيره الاسترالي الثلاثاء المقبل ضمن الجولة الاخيرة للتصفيات الاسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 التي ستجري في الساعة السابعة والنصف بتوقيت سيدني الثانية عشرة والنصف بتوقيت بغداد.
وجرت الوحدة التدريبية امس السبت في ملعب براماتيا وبدرجة حرارة تصل الى 15 مئوية وشملت تطبيق اسلوب لعب المنتخب الذي ينتهجه في المباراة امام استراليا التي يعتمد فيها على القيام بالضغط القوي على اللاعب الحائز للكرة في الثلث الوسطي لمنع عملية بناء الهجمات من الاطراف ، وعمل الكرات العكسية الى المهاجمين في مسعى من المدرب الصربي بتروفيتش لايقاف خطورة المنتخب الاسترالي الذي يجيد لاعبوه العاب الهواء بدرجة الامتياز لامتلاكهم مواصفات بدنية وفنية تتلائم مع نهجهم التكتيكي وبراعتهم في التحرك بالكرة او من دونها في المناطق الخلفية فضلا عن قدرتهم على الاستحواذ على منطقة الوسط.
ويتطلب نجاح اسلوب بتروفيتش تقارب صفوف المنتخب والتناسق بين حركة لاعبي الوسط اثناء حيازة الكرة او في انتقالها لمنتخبنا الذي اتضح من خلال التدريبات اليومية ان يقوم بنقل الكرة من اللمسة الاولى وعدم التأخير او القيام بالمراوغة غير المجدية لايصال الكرة الى المهاجمين باسرع وقت، مع ضرورة القيام بالمساندة الامامية من لاعبي الثلث الوسطي لعمل الزيادة العددية الهجومية لاخطار مرمى المنتخب الاسترالي وقطع الكرة في ملعب المنافس في حال الفشل في البناء الهجومي لمنح الفرصة المناسبة للمدافعين للعودة بسرعة الى الدفاع لسد الثغرات الخلفية وفي الاطراف باحكام.
ومن ابرز ملامح نجاح اسلوب الضغط على المنافس التوافق الذهني والبدني للاعبين لان تشتت الافكار وعدم التركيز وتباعد الصفوف له مردودات سلبية فنية على المنتخب من الناحية الدفاعية لان المنافس يمتلك المقدرة المهارية العالية التي يمكن من خلالها الاستفادة من توسيع المسافات في الدفاع ما يسهل من مهمة المهاجمين من فرض اسلوبه الفني على المباراة والتحكم بمقاليد خط الوسط ، لذلك لابد ان يكون هناك توازن بين الدفاع والهجوم. واشتمل التمرين التسديد على المرمى من مختلف الجهات وبالأساليب المتنوعة وتم التركيز على الدقة والقوة ،
ويأمل مدرب المنتخب الوطني بتروفيتش من لاعبيه تطبيق النهج الخططي الخاص بالمباراة للظهور بالمستوى الفني الذي يؤهله لانتزاع الفوز. اما مدرب حراس المرمى عبد الكريم ناعم فان محطته التدريبية تركزت على كيفية التعامل مع التسديد من بعيد وآلية التحرك لابعاد الخطورة عن المرمى من الكرات العرضية التي ترسل من لاعبي الاطراف الى المهاجمين ، مع ضرورة توجيه الحراس لزملائهم المدافعين في الركلات الثابتة او في الهجوم المرتد. وادى نور صبري وجلال حسن التمارين الفردية والجماعية بروح معنوية واثقة للحفاظ على المرمى من خطورة مهاجمي المنتخب الاسترالي الذين يمتازون بالقوة البدنية والطول الفارع والدقة في التعامل مع الكرات الراسية ، وفق تلك المعطيات الفنية فان المواجهة ستكون شرسة بين حراسة المرمى ومهاجمي استراليا.
وقام المدرب بتروفيتش اللعب بتقسيمه اللاعبين وفق 8×8 بهدف تطبيق الاسلوب الخططي الضاغط ونقل الكرة السريع من اللمسة الاولى وتمرير الكرات في العمق الدفاعي لمواجهة المرمى. وادى اللاعبون التمرين باندفاع عال ورغبة جامحة لتحقيق نتيجة ايجابية مع منتخب استراليا في ملعبه ، وقام المدرب بايقاف اللعب اكثر من مرة لتصحيح الاخطاء التي يرتكبها اللاعبون اثناء الدفاع والهجوم. وعن رؤيته الفنية للمباراة ، قال مدرب المنتخب الوطني الصربي فلاديمير بتروفيتش :" ندرك ان مباراة الثلاثاء امام المنتخب الاسترالي ليست سهلة وانما تحتاج الى قراءة متأنية لتشخيص الهفوات في اسلوب المنافس والعمل على استثمارها بدقة لان مباريات كرة القدم تلعب على الاخطاء الصغيرة لخطف نقاط الفوز ".
واضاف :" ان المنتخب الاسترالي عنيد في ملعبه ولاعبوه يمتازون بالقوة البدنية والمهارات الفردية العالية ، ما يجعل اسلوب لعب منتخبنا يبتعد عن عمل الكرات الطويلة من المدافعين الى المهاجمين لسهولة قطعها ، وعندها سنكون فريسة سهلة لهم ‘ وقد عملنا في الفترة الماضية على انتهاج الاسلوب التكتيكي المناسب لاجهاض محاولات استراليا الهجومية ". وتابع :" سنقدم مباراة عامرة بالكفاح الرجولي لانتزاع الفوز واثبات قوة ومكانة المنتخب الوطني في التصفيات الاسيوية لتأكيد ان الاخفاق في المباراتين السابقتين امام منتخبي عمان واليابان لم نكن نستحقها ، ونطمح ان يطبق اللاعبون ما تم تنفيذه في الوحدات التدريبية ولدي فكرة واسعة عن عملية البناء الهجومي للمنتخب الاسترالي وآلية تطبيقه الواجبات الدفاعية ، ووجدنا الاسلوب المناسب لاخطار مرماه ".
وعن مدى تأثير غياب 6 لاعبين على اداء المنتخب الوطني في المباراة ، اشار بتروفيتش الى ان منتخب العراق يعتمد في طريقة لعبه على الاداء الجمعي وسط الانضباط التكتيكي ولا يبني استراتيجيته على الفردية ، وانما جميع اللاعبين في خدمة المنتخب وهذا يولد النجاح المستقبلي في البطولات الكروية ". واستطرد :" وازاء ذلك فاننا نطمح ان لايؤثر غياب يونس محمود للاعتزال والمحرومين علي حسين رحيمة وعلاء عبد الزهرة والمصابين سلام شاكر وحيدر صباح وكذلك نشأت اكرم ، على روحية اللاعبين الشباب او على طريقة ادائهم الفني في المباراة على الرغم من اهمية وجودهم ، كما انها تعد فرصة مثالية للاعبين الشباب لتقديم اقصى ما لديهم في المباراة وتحقيق الفوز على استراليا التي سنواجهها بشعار الفوز ".
وفي معرض رده عن اسباب اقتصار التمارين البدنية على الاحماء وبعض التمارين التي تسهم بالحفاظ على الجانب البدني للاعبين ، قال مدرب اللياقة البدنية سردار محمد :" ان اللاعبين في طور انتهاء المنافسات ولا استطيع زيادة الاحمال التدريبية خوفا من الوصول الى حالة الاجهاد البدني ، لذلك احاول جاهدا الحفاظ على مخزون اللياقة للاعبين وفق رؤية متفق عليها تهدف الى اكمال المباريات بحالة بدنية مميزة ". من جهته قال اللاعب سعد عبد الامير " ان الطموح كان يعتري لاعبي المنتخب للوصول الى المونديال لتحقيق حلم طال انتظاره منذ كأس العالم 1986 ، ولكن النتائج المخيبة للامال جعلتنا خارج المنافسة ، ونسعى امام استراليا لترك بصمة مؤثرة في التصفيات تتمثل في الفوز لعكس الوجه المشرق لكرتنا وتقديم هدية لجمهورنا في جميع انحاء العالم وفي استراليا الذي يعاملنا بطريقة رائعة ويرحب بنا في اي مكان ويشد من ازرنا ".
واوضح " ان المنتخب الاسترالي قوي وبحاجة ماسة الى الفوز لضمان التأهل من سيدني والملاك التدريبي شخص نقاط القوة والضعف لديه واوجد المعالجات والخطط المناسبة التي نطمح ان تكون بوابة العبور لتحقيق الانتصار ". وتوقع " ان تحظى المباراة بالاثارة والقوة لامتلاك المنتخبين نخبة مميزة من اللاعبين المؤهلين لتقديم مباراة مثيرة تستحق المشاهدة ، وتبقى الامال ملعقة على ان تكون نهاية مشوار التصفيات الاسيوية في المونديال سعيدة لتكون رحلة موفقة نحو افاق اكثر اشراقا للجيل الحالي الذي يمثل منتخبنا الوطني في المحافل الدولية ". وشهدت عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني امام نظيره الاسترالي اقبالا شديدا من الجمهور ادت بالاتحاد الاسترالي الى توسيع الملعب الاولمبي الذي تقام عليه المباراة الى 80 الف متفرج لاستعياب الجمهور بعدما كان 60 الف متفرج ، حيث ان سعة الاجمالية للملعب 100 الف متفرج.
ولم تؤثر عملية نصب الشاشات العملاقة في الحدائق العامة لمختلف المدن الاسترالية على الاقبال لحضور المباراة ، ما يدل على اهمية المباراة وقوتها لان فوز منتخب استراليا يقطع تذكرة العبور الى مونديال البرازيل ، ويسعى الجمهور من وراء الحضور والتحشيد لحث اللاعبين على تقديم الافضل وتحقيق الانتصار بعيدا عن الدخول في اتون الحسابات المعقد مع منتخبي عمان والاردن.
11/5/13617
https://telegram.me/buratha