احتلت محاكمة صدام المواقع الخلفية في الانباء بسبب اخبار العنف وسكب الدماء
ولكن الدكتور صاحب الحكيم الذي قاد اطول اعتصام واكبر حملة ضد الطاغية العراقي... بقى مراقبا الأحداث عن كثب و خاصة لسير المحاكمة ويقول بأن هناك اسئلة عديدة ليس لها أجوبة لحد الان.
منها :
لماذا استغرق الاعداد لمحاكمة صدام سنتين ؟
لماذ سمح له باستعمال المحكمة كمنبر لمهاجمة العراقيين؟
لماذا سمح للمتهمين بأرتداء العقال العربي؟ ألكي يثبتوا انتماءهم للعالم العربي ؟
كيف سمح لصدام بحمل القرآن الكريم ، و الذي لم ير حاملا او قارئا له من قبل ؟
هذه بعض من اسئلة كثيرة تثار خلال محاكمة الرئيس السابق والتي بقيت بدون اجوبة.
قضى الدكتور صاحب الحكيم مدة سبع سنوات ولحين احتلال العراق عام 2003 مطالبا بأحالة صدام للمحاكمة.... من خلال قيادته للاعتصام المستمر الاسبوعي في ساحة الطرف الاغر في لندن حيث حصل خلاال تلك المدة على تواقيع لاكثر من مليون انسان في عريضة اعدها تطالب بأحالة صدام الى المحاكمة.
على الرغم من ان الدكتاتور العراقي الان قيد التوقيف ,ولكن لا زالت هناك اسئلة اخرى تدور بخلد الدكتور الحكيم.
تكلم الدكتور الحكيم ( 64 عاما ) من بيته في لندن ، والذي يمتلك 8000 وثيقة وصورة عن انتهاكات الرئيس السابق لحقوق الانسان عن المحاكمة ، ووصفها بأنها مسرحية نظمها الامريكان.
و يصف الحكيم بصوت رزين ومؤثر اهتماماته الكثيرة والتي يقول انها مشتركة بينه وبين كثير من العراقيين داخل وخارج وطنهم العراق ، حيث يبدي استياءه لسماح الامريكيين لفريق من المدافعين عن صدام ( مثل رامزي كلارك...المدعي العام الامريكي السابق....ونجيب النعيمي..وزير العدل القطري السابق) من دخول العراق بدون سمة رسمية.
يضيف الدكتور باستياء...بأن كل شئ بيد الامريكان...
الامريكان اعتقلوا صدام
وهم الذين هم قرروا من سيقابل !
حيث لم يتمكن احد من مقابلته بصورة جيدة سوى :
الدكتور احمد الجلبي..نائب رئيس الوزراء و رئيس المؤتمر الوطني العراقي..المدعوم من قبل الا مريكان ، و عدنان الباجةجي...وهو سياسي اخر مفضل لدى الامريكان ، و الدكتور موفق الربيعي , مسؤو ل الامن القومي العراقي و معهم الدكتور عادل عبد المهدي..نائب الرئيس المؤقت.
وقبل اخذ صدام الى المحاكمة الأخيرة , تمت مقابلته من قبل الدكتور موفق الربيعي والسفير الا مريكي في بغداد ..زلماي خليل زادة.
ولحد الآن لم يعرف أحد ماذا جرى في هذا اللقاء وماذا دار بينهم من حديث.
و يضيف الدكتور الحكيم.....الذي له اهتمامات بشأن التدخل الامريكي في القضاء العراقي....وكذلك فانه قلق من الضغط الا وربي الداعي الى عدم اعدام صدام...
و يستهجن قيام الا مريكان باطلاق سراح 24من اعوان صدام...و يقول:نحن لا نعرف سوى اسماء العالمتين...رحاب طه وهدى عماش..ورجلين آخرين...
ولكن ليس لنا علم باسماء العشرين ... الآ خرين؟
فلماذا اطلق سراحهم؟ و اين هم الان؟
وهناك مزاعم تقول بأنهم في الا ردن حاليا، وربما لا تعرف حتى الحكومة العراقية امكانهم...
ليس للامريكان الحق بالقيام بمثل هذه الاعمال ...
هؤلاء الاشخاص عراقيون ويجب بقاءهم في العراق.
ربما لا يرغب الاوربيون في اعدام صدام ولكن الشعب العراقي يريد ذلك.
و حتى في أمريكا فإن أحكام الاعدام تصدر يوميا بحق عدد من الاشخاص ، و تنفذ بهم تلك الأحكام ، و لا يمكن مقارنة الجرائم التي ارتكبوها بما قام به صدام.
بالرغم من معارضته لاتساع النفوذ الامريكي ، ولكنه ضد تقديم صدام للمحاكمة في محكمة العدل الدولية.
و اضاف الدكتور...ان صدام عراقي، واقترف جرائمه في العراق، وعلى ارض عراقية...وقتل العراقيين...و قام بتبذير اموال العراق...و هاجم جيرانه من قواعد في العراق .. ولذلك تعتبر هذه الجرائم قضاياعراقية بحتة..
إن القضاة العراقيين قادرون على محاكمة صدام ، (عدا رزكار امين رئيس القضاة السابق الذي اتاح لصدام استخدام المحاكمة للدعاية لنفسه وتسمية نفسه ...رئيس العراق)
حيث يمتلك العراق قضاة ذي خبرة عالية وكثير منهم درس في كليات محترمة خارج العراق ...
و سبق أن صدرت نداءات عديدة لنقل محاكمة العصر العراقية الى المنطقة الشمالية من القطر, التي تعتبر اكثر امانا من بغداد ، حيث سيكون هناك مجال كبير لمشاركة الصحافة الاجنبية.
يعتقد الدكتور الحكيم , بأن محاكمة صدام في كردستان ستعيد الحق الى نصابه و خاصة للاكراد الذين هاجمهم صدام بالاسلحة الكيمياوية عندما كان في الحكم....وبالرغم..بأن القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن ..هو كردي ابضا كما اشار الدكتور الحكيم.
لقد واجه الدكتور الحكيم في مجال نشاطاته في حقوق الانسان لمدة 23سنة مخاطر كثيرة ومن جهات متخلفة.
و لكنه سعيد انه قام بزيارة العراق خمس مرات منذ سقوط النظام حيث لم يستطع ذلك خلال حكم صدام ، و يتحدث عن لقائه بعضا من اقاربه في الديار المقدسة عند تأديته فريضة الحج ,من انهم حذروه من خطورة عودته الى العراق مرة أخرى. حيث حصل على وثائق صادرة عن مخابرات صدام التي كتبت عنه تقريرا في 36 صفحة تتضمن نشاطاته ضد الحكم الصدامي.
و عند زيارته الاولى الى العراق بعد سقوط النظام ,علم انه سبق ان تم تخصيص جائزة قدرها ربع مليون دولار لاعتقاله او اغتياله ايام العهد الصدامي.
واضاف الحكيم...تم اعلامي من مصادر متعددة بأن حياتي لا زالت في خطر.
واضاف قائلا..
لقد وضعت الاساس لمباديء حقوق الإنسان و دستور منظمة حقوق الانسان في العراق في سنة 1982 واستعملت اسمي الصريح في جميع المقابلات الصحفية....
كما استعمل جميع الضحايا من آل الحكيم الذين كانوا ضد صدام اسماءهم الصريحة ، على خلاف الباقين الذين استعملوا.. لقب.: ابو فلان ، للتخفي من بطش النظام الصدامي...
ومقابل اخلاصهم ذلك ، دفع 65 من عائلة آل الحكيم ارواحهم ، حيث اعدموا من قبل النظام السابق.
وهكذا الحال بالنسبة للشهود والمحامين.و القضاة...الذين بتعرضون للخطر بسبب مواقعهم الحساسة.
و أضاف لقد زودني احد القضاة بمعلومات عن المقابر الجماعية التي اكتشفت جنوب العراق مؤخرا.
يحاكم صدام حاليا لقيامه بإعدام 148 شخصا في سنة 1982 في الدجيل . وتقوم السلطات باستجواب بعض الشهود لمعرفة ما اذا كانت هناك اية تهم اضافية اخرى حيث تم اغتيال اثنين من محامي الدفاع ، و تتعرض حياة القاضي الى الخطر ولذلك فهو يسكن في المنطقة الخضراء. كما وزع محامو صدام في الشهر الماضي نسخا من توجيه اتهامات لبوش وبلير بارتكابهما جرائم ضد العراق.
من الواضح ان طريق حقوق الانسان ما زال طويلا ولكن هناك بعض التقدم.
و يقول الدكتور صاحب الحكيم : لم تكن جملة.(حقوق الانسان) موجودة في المفردات الكلامية للعراقيين ...قبل تأسيس منظمة حقوق الانسان في العراق ، ولم يتم استعمالها من قبل في العراق. و يحتاج الامر الى جهد حتى ننجح في ايصال القضية الى ضمائر العراقيين ....
و اردف المعارض العراقي الذي لا يعرف معنى للتعب ... انه اكمل كتابه السادس الذي استغرق منه جهد 20 سنة و3380 صفحة.
و هي موسوعة عن قتل وتعذيب مراجع الدين و طلاب الحوزة الدينية لبلد المقابر الجماعية :العراق للسنوات 1968---2003
كما يتضمن الكتاب اسماء 100 من طلاب العلوم الدينية .الذين قتلوا بعد سقوط النظام. اي ان القتل لم يحدث في الماضي ، فقط بل لا زال مستمرا لحد الان..
كما يعتقل اناس ويلقى القبض عليهم من قبل الا مريكان والشرطة العراقية , ولا احد يعرف مصيرهم و هناك ايضا مشكلة الميليشيات والعصابات الاجرامية.
و يشير الدكتور الحكيم ...بأن في نيته نقل 8000 وثيقة لديه الى متحف في العراق , ولكن ليس الآن , لان بالامكان تدميرها جميعا في هجمة ارهابية واحدة..و لكنه سيحاول نقلها في الوقت المناسب.
بالرغم من كونه وراء القضبان , فان صدام خطط في الشهر الماضي لتوزيع نسخ من تهم موجهة الى بوش وبلير ..باستعمالهما اسلحة الدمار الشامل واسلحة محظورة دوليا من ضمنها اليورانيوم المخصب...ضد السكان المدنيين في بغداد والفلوجة والرمادي و القائم والانبار......وكذلك عن تعذيب السجناء العراقيين وتدمير التراث التاريخي للعراق واثارة النعرات الداخلية ..إن الصراع ابعد من ان ينتهي.
بقلم الصحفية كارين دوبرويسكا في لندن
ترجمة : روز الجلبي
https://telegram.me/buratha