في خطوة وُصفت بالمفاجئة والمثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد (19 تشرين الأول 2025)، تعيين رجل الأعمال المقيم في ولاية ميشيغان مارك سافايا مبعوثًا خاصًا إلى العراق، ليكون أحدث الوجوه المنضمة إلى فريقه في مرحلة ما بعد الانتخابات الأمريكية.
وقال ترامب، في منشور على حسابه في منصة “تروث سوشال”، إنه “يسرّه أن يعلن أن مارك سافايا سيشغل منصب المبعوث الخاص إلى العراق”، مشيرًا إلى أن “فهم سافايا العميق للعلاقات العراقية – الأمريكية، وعلاقاته في المنطقة، سيساعد في تعزيز مصالح الشعب الأمريكي”.
وسافايا هو عراقي كلداني يُعد من أبرز رجال الأعمال في قطاع القنب (الماريغوانا) في ولاية ميشيغان، يدير سلسلة متاجر Leaf & Bud المتخصصة ببيع الماريغوانا بالتجزئة في مدن عدة قرب ديترويت، وقد اشتهر بإعلاناته الجريئة التي أثارت جدلًا واسعًا، من بينها إعلان حمل شعار “تعال وخذها.. ماريغوانا مجانية”.
ورغم أن سافايا لا يمتلك أي خبرة دبلوماسية أو حكومية، فإن ترامب أشاد به باعتباره “رجلًا يمتلك فهمًا واقعيًا للشرق الأوسط، وساهم في حملته الانتخابية الأخيرة من خلال جذب أصوات الأمريكيين المسلمين في ميشيغان”.
وتزداد المفارقة مع هذا التعيين بالنظر إلى موقف ترامب المتشدد سابقًا من المخدرات، إذ سبق له أن دعا إلى “إعدام تجارها”، قبل أن يعلن دعمه لتقنين الماريغوانا في ولاية فلوريدا عام 2024، ما يعكس تناقضًا لافتًا في سياساته.
الأكثر غرابة، وفق مراقبين، أن الباحثة الروسية – الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، التي كانت قد اختُطفت في العراق عام 2023، كشفت في تغريدة على منصة “إكس” أن سافايا لعب دورًا محوريًا في التوسط لإطلاق سراحها بعد أكثر من 900 يوم من الأسر لدى كتائب حزب الله.
وفي أول تعليق له بعد تعيينه، كتب سافايا على حسابه في إنستغرام: “أشكر الرئيس ترامب على ثقته، وسأعمل على تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والعراق”، من دون أن يوضح تفاصيل مهامه أو طبيعة خطته المقبلة.
ويمثل هذا التعيين، وفق ما يرى متتبعون، سابقة في السياسة الأمريكية تجاه العراق، إذ لم يسبق أن تولى رجل أعمال من خارج الإطار الدبلوماسي مثل هذا الدور الحساس. ويأتي القرار في وقت تسعى فيه إدارة ترامب إلى إعادة صياغة العلاقة مع بغداد ضمن نهج جديد يركز على الاقتصاد والاستثمار بدلاً من القنوات السياسية التقليدية.
ويرى محللون أن اختيار سافايا، المعروف بأسلوبه غير التقليدي وشبكة علاقاته الواسعة في أوساط الجالية العراقية في ميشيغان، قد يعكس رغبة ترامب في كسر القوالب الدبلوماسية التقليدية وإرسال رسالة بأن “الواقعية التجارية” ستكون بوصلته الجديدة في التعامل مع ملفات الشرق الأوسط.
https://telegram.me/buratha
