علق الباحث في الشأن السياسي عبد الله الفهد، اليوم الاثنين (22 أيلول 2025)، على حادثة تمزيق صور وبوسترات عدد من زعامات الأحزاب وقادتها في محافظة الأنبار، معتبرا أن هذه الظاهرة تكشف حجم القلق الذي تعيشه بعض القوى السياسية الحاكمة.
وقال الفهد لـ”بغداد اليوم”، إن “تمزيق الصور والبوسترات يظهر مدى الخوف من الأحزاب الحاكمة في الأنبار حالياً، والتي تخشى من بروز قوة منافسة جديدة تتصدى لمنظومة الفساد والتقصير”.
وأضاف أن “هذا السلوك لا يعكس قوة بقدر ما يكشف عن ضعف في الثقة بالنفس وعدم احترام للعملية الديمقراطية، فالأنبار ليست ملكاً لأحد، ومن حق جميع القوى التنافس والترشح فيها”.
وأشار الفهد إلى أن “الحزب المتنفذ بات يخشى من الالتفاف الشعبي حول التحالفات الجديدة، ما دفعه إلى تمزيق الصور واستخدام الجيوش الإلكترونية لاستهدافها”، مؤكداً أن ذلك يعكس مخاوف جدية من دعوات التغيير التي تتصاعد داخل المحافظة.
يذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي تداولت خلال الساعات الماضية مقاطع فيديو وصوراً تظهر تمزيق بوسترات تحالف “العزم” برئاسة مثنى السامرئي، وتحالفات أخرى في الأنبار، في مؤشر على تصاعد التوتر السياسي مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.
وتعتبر محافظة الأنبار من أبرز الساحات السياسية في غرب العراق، إذ شهدت خلال الدورات الانتخابية الماضية تنافسا حادا بين القوى التقليدية والتحالفات الناشئة. ومع عودة الاستقرار الأمني نسبياً، تحولت المحافظة إلى ساحة استقطاب بين الأحزاب المتنفذة التي تسعى للحفاظ على نفوذها، وبين تحالفات جديدة ترفع شعار مكافحة الفساد والتغيير.
وتكررت في مواسم انتخابية سابقة حوادث تمزيق البوسترات والدعايات الانتخابية، ما اعتبره مراقبون مؤشرا على حدة الصراع وضعف الثقة بالآليات الديمقراطية، سيما مع اتساع الفجوة بين الخطاب السياسي وواقع الخدمات والتنمية في المحافظة.
https://telegram.me/buratha
