رغم الضربات المتتالية التي وجهتها إسرائيل لـ "حزب الله" وكان آخرها اغتيال حسن نصر الله وعدد من القادة برفقته، إلا أنه عاد للقتال وتكبيد الجيش المتوغل في جنوب لبنان خسائر قاسية.
وأشار محللون سياسيون وخبراء عرب إلى أنه رغم تلقى الحزب ضربة قوية، لكنه ما زال قادرا على مجابهة إسرائيل.
وكتب خبير الاقتصاد السياسي والمختص بشؤون العالم العربي والشرق الأوسط سامر جابر في مقال على موقع "الجزيرة": "اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقائد الجبهة الجنوبية للجماعة علي كركي، لم يؤثر على قدرة حزب الله على مواصلة عملياته العسكرية. فالتراجع من شأنه أن يعرض مهمة الاحتواء الاستراتيجي لإسرائيل للخطر. ولهذا السبب من غير المرجح أن تتراجع قيادة حزب الله الباقية، وستقاتل حتى النهاية".
وأضاف: "مقاتلو حزب الله هم أكثر دراية بالتضاريس الصعبة في جنوب لبنان، وهو ما يمنحهم ميزة كبيرة. وسوف تعزز المقاومة صورتها في العالم العربي كمدافع قوي عن المصالح الفلسطينية والعربية. ومن المرجح أن يعزز ذلك نفوذها في المنطقة. ومن المرجح أن تحاول إسرائيل تجنب الانجرار إلى مواجهة مفتوحة طويلة الأمد".
هذه الحرب مختلفة، بلا قواعد اشتباك، ولا خطوط حمراء، هذا رأي.
وقال رئيس التحرير السابق لصحيفة "الشرق الأوسط"، عبد الرحمن الراشد: "بالحكم على القتال والتصريحات، فإن هدف إسرائيل الحقيقي هو إخراج حزب الله من معادلة المواجهة مع إيران، وليس عزله عن جبهة غزة أو إضعاف دوره في لبنان"، وأضاف "بعد خسارة حزب الله لم يعد أمام إيران سوى خيارين: إما المواجهة المباشرة كما حدث بالأمس (الثلاثاء)، أو التسوية السياسية بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة".
وفي مقال لـ "الميادين" اللبنانية، كتب الكاتب والباحث الفلسطيني الخبير عمرو علان أن اندلاع الحرب قد يستمر لفترة طويلة جدا، قائلا: "ستكون هذه حربا وحشية، ومن المرجح أن تستمر لسنوات، لكن المقاومة مستعدة لها. هذه الحرب تختلف عن سابقاتها من حيث أنها حرب تكسير عظام، في نهاية العام سيكون هناك فائز وخاسر واضح".
ويشير الخبير السياسي يونس السيد في صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنه على الرغم من كل الخسائر التي تكبدها، فإن "حزب الله" قادر على الرد، وقال: "سوف يفعل ذلك من خلال إلحاق أضرار جسيمة بالجيش الإسرائيلي، حيث أن الحزب يخوض حربا على أراضيه ويمتلك كل الإمكانيات والوسائل اللازمة".
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو ببساطة وحش يعتقد أن هناك فرصة لتصفية القضية الفلسطينية، كما أشار الصحفي والكاتب اللبناني خير الله خير الله في مقال لوكالة "الحدث" الإخبارية.
وقال: "نتنياهو يريد للحرب أن تستمر لأسباب خاصة بمستقبله السياسي. يبدو مصرا على متابعة حرب غزة على الرغم من عدم وجود أهداف عسكرية تصلح للقصف في حين أن يحيى السنوار لا يزال يجد مكانا يخبئ فيه الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزال يحتجزهم منذ السابع من أكتوبر الماضي".
وفي مقال بجريدة "المصري اليوم"، يقارن الكاتب الصحفي المصري حمدي رزق "حزب الله بطائر "الفينيق"، حسبما يُسمى في الميثولوجيا الإغريقية، وهو طائر نادر عجيب يجدد نفسه ذاتيا، ويولد مجددا من رماد احتراق جسده".
وأضاف: "يمكن وصف حزب بالله بمثل هذا الطائر الخرافي، يولد مجددا من رماد القصف الإسرائيلي المفرط"، مؤكدا أن "معركة الليطاني، ما يشبه الاكتساح، لا تترجم نهاية حزب الله، السؤال: هل كتب نتنياهو نهاية حزب الله؟.. سؤال مُخزٍ أخلاقيا في مواجهة عدو غاضب يجيد الاغتيالات بجبن في المواجهات، أشك في سلامة منطوق السؤال الخبيث، تلك أمانيهم، ضرب من خيال مريض.. وأضغاث أحلام صهيونية فجة!".
وفي مقال لصحيفة "الرأي" الكويتية، يقول الخبير سلطان إبراهيم الخلف إن "كيان الاحتلال الذي يبلغ عدده سبعة ملايين صهيوني، يحاول السيطرة على أرض العرب التي يبلغ عدد سكانها 430 مليون نسمة، باستخدام القوة ضد المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين".
وأضاف: "مقتل عشرات الآلاف من الناس في غزة ولبنان، وتشريد مئات الآلاف من الناس، يشكل جريمة حرب، لا تقل عن جريمة إلقاء أمريكا قنابل نووية على رؤوس المواطنين اليابانيين. وكما فشلت أمريكا في السيطرة على العالم مع ظهور القوى النووية مثل روسيا والصين، فإن الصهاينة سيفشلون في محاولاتهم للسيطرة على العالم العربي".
وخلص إلى أن "تمادى الإرهابي نتنياهو المطلوب القبض عليه من قبل محكمة لاهاي، كمجرم حرب فقد أعصابه، وهو يهدد بأن يد كيانه تصل أي مكان في عالمنا العربي، وكأنه وعل ينطح جبلا- وأوهى قرنه الوعل - دون أن يعي حقيقة أنه فشل في فرض هيمنته بالقوة على جزء بسيط من منطقتنا العربية، غزة، وعلى مدى عام، فما بالك بمنطقتنا العربية بأكملها؟".
https://telegram.me/buratha