1- الجانب الاجتماعي
ولادته : ولد اية الله العظمى المجاهد السيد محمد باقر الحكيم في الخامس والعشرين من جمادي الاولى عام 1358هـ -1939م في مدينة النجف الاشرف والده هو الامام السيد محسن الطباطبائي الحكيم ( المرجع الديني للشيعة في العالم منذ اواخر الخمسينات حتى وفاته عام 1970م – 1390 هـ في السابع والعشرين من ربيع الاول بن السيد مهدي بن السيد صالح بن السيد احمد بن السيد محمود الحكيم .
نشاته وتربيته : نشا اية الله السيد محمد باقر الحكيم وهو في تسلسل العمر الخامس بين إخوته التسعة في احضان والده الامام الحكيم في جو عابق بسيرة الصالحين عبر تاريخنا الاسلامي .
2- الجانب العلمي :
نشاته العلمية ونشاطه الفكري والثقافي : تلقى علومه الاولية في كتاتيب النجف الاشرف ثم دخل في مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النشر الابتدائية حيث انهى فيها النصف الرابع ونشأت عنده الرغبة في الدخول في الدراسات الحوزوية بصورة مبكرة حيث بدا بالدراسة سنة 1370هـ -1951م ومن اساتذته السيد محمد سعيد الحكيم وقد انهى دراسة اللمعة الدمشقية سنة 1375هـ -1956م .
وتمتع شهيد المحراب بقابلية ذهنية وفكرية عالية فحظى باحترام كبار العلماء والأوساط العلمية كما نال في اوائل شبابه من الشيخ مرتضى ال ياسين شهادة علوم الفقه والأصول وعلوم القران وذلك في العام 1383هـ .
اختير (قده) اواخر الخمسينات من القرن الماضي عضوا في اللجنة المشرفة على مجلة الأضواء الإسلامية وهي مجلة إسلامية ساهمت كثيرا في تشكيل الوعي الفكري والسياسي لدى جيل الخمسينات الميلادية .
وبعد ان نال سماحته مرتبة عالية في العلم بفروعه وفنونه المختلفه مارس التدريس لطلاب السطوح العالية في الفقه والاصول وكانت له حلقه للدرس في مسجد الهندي في النجف الاشرف وكان يطلع على الافكار الجديدة التي اخذت تدخل إلى اوساط المجتمع العراقي عبر الكتب والمجلات والصحف .
وتخرج على يديه علماء انتشروا في مختلف أنحاء العالم الإسلامي ، نذكر منهم :
1ـ شقيقه الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم .
2ـ حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد باقر المهري .
3ـ حجة الاسلام والمسلمين الشيخ علي الكوراني .
4ـ الشهيد حجة الاسلام السيد عباس الموسوي .
5ـ حجة الاسلام والمسلمين الشيخ أسد الله الحرشي .
6ـ حجة الاسلام والمسلمين الشيخ عدنان زلغوط .
7ـ حجة الاسلام والمسلمين السيد حسن النـوري .
8 ـ حجة الاسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي .
9ـ حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حسن شحاده .
10ـ حجة الاسلام والمسلمين الشيخ هاني الثامر
وساهم في مراجعة كتاب فلسفتنا للسيد الشهيد محمد باقر الصدر فقد كتب الشهيد الصدر كتاب فلسفتنا مرتين بمنهجين لسماحة سينا المترجم في تشخيص التصميم العام للمنهج في الكتاب وكذلك قراءة الكتاب لمناقشة افكاره ووضع العناوين وتقسيمها لفصول وموضوعات ومن ثم الإشراف على تصحيحه وطبعه .
انتخب العام 1964 م استاذا في كلية اصول الدين في بغداد يدرس علوم القران والشريعة والفقه المقارن وقد استمر في التدريب حتى عام 1975م -1395هـ .
3 بعض اراءه السياسية ( الاسلام اطار لوحدة الشعب العراقي)
يؤمن السيد شهيد المحراب بان الإسلام هو الإطار الأفضل الذي يمكنه ان يوحد حركة الشعب العراقي ويضمن الحقوق الكامله لجميع القوميات والمذاهب والاقليات وانه يمثل هوية الشعب العراقي المسلم ويحترم الاقليات وقد حافظ على وجودها منذ الصدر الأول للإسلام وحتى اليوم .
· القيادة
يعتقد( قده) ان القيادة هي اختصاص الإنسان الصالح الذي يكون عارفا بالشريعة الإسلامية على مستوى الاجتهاد ومتصفا بالصبر والشجاعة والدراية السياسية والاجتماعية والتصدي للأنظمة الجائرة وان يتم اختيارها بالانتخاب الطبيعي من الامة في مرحلة ما قبل الحكم وعن طريق الاقتراع في مرحلة ما بعد الحكم .
· حقوق الإنسان
يؤمن السيد الحكيم بضرورة صياغة الحقوق الاساسية للانسان وقد كان له دور خاص في تأسيس منظمات حقوق الإنسان في العراق والتحرك في مجال اللجان المختصه التابعة للأمم المتحدة .
· الحكم وراي الشعب
يؤمن بان اختيار شكل الحكم وأساليب الحاكم الذي يجب ان يتصف بالمواصفات الخاصة من العلم والتقوى والخبرة السياسية والمواصفات الأخلاقية الحميدة لابد ان يمر عبر رأي أكثرية الشعب العراقي المسلم ومن خلال الانتخاب الحر المباشر وقد عبر عن ايمانه هذا بتصريحاته الكثيرة والصريحة في هذا المجال كما كتب بحثا قيما في هذا الموضوع .
· الكفاح المسلح
يعتبر ان الاصل التغييري هو الحوار والعمل الثقافي والسياسي وابلاغ الرسالة بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال البلاغ وحرية الراي والفكر ولا يصح اللجوء إلى العمل المسلح الا في حالات الدفاع عن النفس تجاه ظلم الأنظمة الدكتاتورية التي تحاول ان تفرض وجودها وبقاءها بالقوة وبالاعتداء على الحقوق الأساسية للإنسان ومصادرة حريات الشعب وتمارس عمليات التصفية الجسدية للمعارضة ولا يصح ان يطال العمل المسلح الابرياء في هذه الحالة .
ويرى المرحلة التي كان يعيشها الشعب العراقي هي مرحلة المقاومة المسلحة لان النظام قد حارب الإسلام باستخدام القوة وقتل الابرياء والدعاة إلى الله وشرد الآلاف من الناس ويقتل على قول كلمة الحق ولا يسمح بالعمل السياسي والإعلامي الحر ولايمكن مواجهته الا باسلوب المقاومة المسلحة .
الالتحاق بالرفيق الاعلى
وفي 29 / آب 2003م ـ 1 رجب 1424 هـ، صُدِّم العالم الاسلامي بانطفاء نور من الانوار المحمدية الاصيلة، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، فبعد انتهائه من صلاة الجمعة وخروجه من الصحن الحيدري الشريف تعرض موكب سماحته لعملية تفجير قام بها القتلة بواسطة سيارة مفخخة أدت الى استشهاده وتناثر اشلاء جسده الطاهر، ظناً منهم، ان المسيرة الحسينية ستنكفئ وتتهاوى، لكنهم نسوا او تناسوا ان الشهيد الحكيم حي في ضمائر وقلوب المؤمنين المخلصين، وان دمه الطاهر سيكون شعلة وضاءة يقتبس منها الأحرار.
https://telegram.me/buratha